أثينا 15 مارس 2017 / بعد مضي عام على الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي لوقف تيار اللاجئين لأوروبا، طالبت منظمة "أطباء بلا حدود" دول الاتحاد الأوروبي بتغير نهجها في التعامل مع الأزمة، مشيرة إلى تأثر ذلك الاتفاق على صحة طالبي اللجوء.
وبحسب التقرير الذي أرسل عبر البريد الإلكتروني اليوم (الأربعاء)، فإن أغلب الأطباء النفسيين فى جزيرة ليسفوس لاحظوا زيادة بمقدار مرتين ونصف في نسبة المصابين بالاكتئاب والقلق في صفوف المهاجرين بينما لاحظوا زيادة بمقدار ثلاث مرات في نسبة المرضي المصابين بكرب مابعد الصدمة .
وطبقا لما ذكرت المنظمة " فإن أعراض الاضطراب العقلي وتصادفت جميعا مع ملاحظة فرقنا زيادة اعداد المرضي المصابين بنوبات الهلع الشديد.، وتزايد حالات الانتحار وإيذاء النفس".
ومن خلال مايقرب من 300 استشارة نفسية وعقلية قدمتها فرق أطباء بلا حدود في جزيرة ساموس، لاحظت الفرق تدهورا مشابها وتصاعدافي محاولات الانتحار وايذاء النفس بين المهاجرين خلال الأشهر القليلة الماضية.
وفى عام 2016، أجرت الفرق الطبية في 20 موقعا في اليونان أكثر من 72740 استشارة صحية.
ووقع الاتحاد الأوروبي مع تركيا اتفاقا في 18 مارس 2016، ودخل حيز التنفيذ بعد يومين من التوقيع، والهدف من الإتفاق هو وضع نهاية لتدفق اللاجئين حيث يدفع طالبو اللجوء اموالا لعبور الحدود لليونان عبر تركيا، حيث ينص الاتفاق على أن تستقبلهم تركيا بعد إعادتهم اليها.
ومنذ عام مضى، ووفقا للأرقام الرسمية، فإن الذين وصلوا لليونان قد تقلصت أعدادهم لعدة عشرات يوميا مقارنة بأكثر من مليون شخص وصلوا لسواحل اليونان في عام وحد قبل توقيع الاتفاق.
بيد أن الاتفاق له أثر مباشر على آلاف اللاجئين في اليونان الذي يعيشون في ظروف معيشية فقيرة في أعقاب إغلاق ممر البلقان للوصول لوسط أوروبا.
وقال جايني جريمز وهو طبيب نفسي تابع لمنظمة أطباء بلاحدود في جزيرة ساموس " إن هؤلاء الناس فروا من العنف الشديد والتعذيب والحرب ونجوا من رحلة خطيرة للغاية، ويعود مرضهم النفسي والاكتئاب الذي يعانون منه الى الافتقار للمعلومات حول وضعهم القانوني وظروف معيشتهم البائسة."
وأضاف جريمز " إنهم فقدوا أي أمل في ان يجدوا مستقبلا افضل واكثر امنا من وطنهم الذي هجروه."
وبحسب تقرير أطباء بلاحدود، فإنه منذ تنفيذ الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي فإن 140 شخصا فقدوا أرواحهم في طريق البقان لوسط أوروبا سواء بسبب الغرق في بحر ايجه أو الموت بسبب التجمد على الحدود بين الصرب وبلغاريا.
وفي احتجاج على الاتفاق الأوروبي التركي ، علقت المنظمة كافة المنح الواردة من الاتحاد الأوروبي ودوله العام الماضي.
ودعت المنظمة " لحل انساني لوقف الموت والمعاناة على الحدود الأوروبية سواء في البر أو البحر."