افتتاحية صحيفة غلوبال تايمز الصينية 9-3-2017
تعريب: "نشرة الصين بعيون عربية"
وفقا للتقارير الواردة من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة يوم الثلاثاء، فإن الدولتين قد بدأتا نشر نظام (ثاد) المضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية. وقد وصلت بالفعل أجزاء من الدرع الصاروخي، بما في ذلك منصات الإطلاق، كما سيتم وضع موظفي الخدمة والمعدات الأخرى قيد التشغيل في غضون شهرين.
يبدو أن واشنطن وسيول عازمتان على الانتهاء من تركيب المنظومة قبل الانتخابات الرئاسية القادمة في كوريا الجنوبية.
في النهاية، لم تتمكن الصين من منع نشر المنظومة في كوريا الجنوبية، لكن معظم المراقبين توقعوا ذلك منذ البداية. لذلك، ينبغي على بكين الحفاظ على هدوئها واتخاذ تدابير حازمة وفعالة للحد من تهديد ثاد على الصين. ولاحقا، ستُشعر بكين كوريا الجنوبية بالألم تدريجبا، وتجعل الولايات المتحدة تدرك خطأها.
ينبغي أن نبدأ بزيادة العقوبات على سيول بطريقة منظمة، وخفض مستوى التبادلات الصينية - الكورية الجنوبية بشكل شامل، واستعادة جميع الامتيازات التي اكتسبتها سيول من الصين، والإبقاء فقط على علاقة طبيعية بين البلدين.
على مدى السنوات الماضية، كانت السلع الكورية الجنوبية والمنتجات الثقافية تحظى بشعبية خاصة وسط المستهلكين الصينيين نظراً للعلاقات الوثيقة بين بكين وسيول. بوسعنا اغتنام الفرصة الحالية للضغط على المنتجات الثقافية الكورية الجنوبية للخروج من السوق الصينية. هذا هو الثمن الذي يجب على تلك البلاد دفعه لنشرها منظومة ثاد.
يتعين على الصين التركيز أيضاً على تدابير عسكرية مضادة والتعامل بشكل استراتيجي مع المزيد من التهديدات. إن نشر نظام ثاد في كوريا الجنوبية يحمل تداعيين، فهو يهدد الأنشطة العسكرية داخل الصين بشكل مباشر، إضافة إلى كونه يشكل سابقة حيث بإمكان واشنطن نشر ترتيباتها المضادة للصواريخ بشكل تعسفي حول الصين. وكلا الأمرين سيهددان الأمن الصيني.
هل يمكننا تحييد نظام ثاد من الناحية الفنية؟ علينا البحث في هذا المجال. وإذا كان الأمر ممكناً، ينبغي على بكين تحقيق ذلك مهما كان الثمن. والمؤكد هو أنه يجب على الأسلحة الاستراتيجية المرتبطة بالصين أن تستهدف مقاطعة سيونغجو في كوريا الجنوبية، حيث سيتم نشر منظومة ثاد.
يجب علينا منع الولايات المتحدة من نشر المزيد من بطاريات ثاد جنوب شرق الصين أو إعادة نشر أسلحة نووية تكتيكية على أراضي كوريا الجنوبية. وكل ذلك لا يمكن تحقيقه ببساطة عبر فرض عقوبات على مجموعة لوت. إن نشر نظام ثاد سيصبح نقطة تحول في نموذج شمال شرق آسيا. عندما نأخذ خطوة إلى الأمام، علينا أن نفكر بخطوتين، أو ثلاث مسبقاً.
المهمة الأكثر أهمية بالنسبة للصين الآن هي تعزيز قوتها العسكرية. إن نشر منظمة ثاد يعطي الصين سبباً حاسماً لزيادة وتطوير أسلحتها النووية التكتيكية. سيستحق الأمر العناء إذا بات بإمكان بكين تطوير قوتها النووية الاستراتيجية بسبب نظام ثاد.
لقد وصل العالم إلى مفترق طرق تحاول فيه واشنطن إقامة هيمنة عسكرية عالمية من خلال نظامها المضاد للصواريخ، في حين تحاول بكين وموسكو تدمير تلك الخطة. وهذا هو جوهر الحقيقة.