سول 7 مارس 2017 / أطلقت كوريا الجنوبية بشكل متعجل عملية نشر درع صاروخية أمريكية على أراضيها رغم استمرار الاعتراضات المتكررة من الدول المجاورة والسكان المقيمين.
وقالت وزارة الدفاع اليوم (الثلاثاء) إن منصتي إطلاق متحركتين وجزء من المعدات اللازمة لتركيب بطارية منظومة "ثاد" للدفاع الجوي للارتفاعات العالية قد وصلت مساء يوم الاثنين إلى قاعدة أوسان الجوية، التي تبعد نحو 70 كم جنوب العاصمة سول.
وتتكون منظومة "ثاد" من ست منصات إطلاق متحركة، و48 صاروخا اعتراضيا، ورادار إكس-باند واحد، ووحدة إطلاق وتحكم.
وتم نقل العناصر الأولى من منظومة "ثاد" من فورت بليس بولاية تكساس بواسطة طائرة نقل أمريكية من طراز سي-17، ثم تم نقلها إلى قاعدة عسكرية تابعة للقوات الأمريكية في كوريا الجنوبية دون أن يتم تحديدها.
ومن المعروف أن القوات الأمريكية تقوم بتشغيل ست بطاريات "ثاد"، بما في ذلك تلك المثبتة في جزيرة غوام الأمريكية. ويُزعم بأنه سيتم نقل واحدة من البطاريات الخمسة في تكساس إلى ملعب للغولف في جنوب شرق كوريا الجنوبية.
وكانت سول وواشنطن اتفقتا في يوليو من العام الماضي على نشر بطارية واحدة من منظومة "ثاد" في جنوب شرق كوريا الجنوبية بحلول نهاية هذا العام. وقد تم تغيير موقع نشر المنظومة في سبتمبر الماضي إلى ملعب للغولف في منطقة سيونغجو شمال مقاطعة كيونغ سانغ.
وفي 28 فبراير الماضي، وقعت مجموعة "لوتي" عقدا مع وزارة الدفاع لمقايضة ملعب غولف تابع لها في سيونغجو بأرض عسكرية بالقرب من سول، ما سرع من عملية تركيب نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي.
وجاء الضغط المتعجل لتركيب "ثاد" رغم الاعتراضات المتكررة من جانب الصين وروسيا، اللتين استمرتا في إبداء معارضة شديدة لنشر النظام الأمريكي المضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية نظرا لأنه يخرب التوازن الإستراتيجي الإقليمي ويلحق أضرارا بالمصالح الأمنية للبلدين.
إذ أن رادار "أيه إن/تي بي واي-2" قادر على التلصص على عمق أراضي كل من الصين وروسيا، كون نطاق الرصد الخاص به يصل مداه إلى 2000 كم. وكانت كوريا الجنوبية زعمت بأنه سيتم نشر وضع محطة رادارية ذات مدى يصل إلى 600 كم فقط، إلا أن الولايات المتحدة تقوم بعملية تطوير للرادار بحيث يمكن تعديله إلى وضع قاعدة أمامية ما يجعله قادر على رصد مدى يصل إلى 2000 كم.
وسوف يساعد راداران من نوع إكس-باند، أحدهما سبق أن تم نشره في اليابان، والآخر سيكون في كوريا الجنوبية، الولايات المتحدة واليابان على كشف وتعقب أي صواريخ هجومية قادمة باتجاههما بشكل صحيح وأكثر سهولة. بيد أنه يضر بمفهوم "الدمار المؤكد المتبادل"، ويعزز سباق التسلح، ويكسر التوازن الإستراتيجي.
وسوف يؤدي نشر "ثاد" في كوريا الجنوبية إلى إطلاق سباق تسلح في المنطقة نظرا لأن الإستراتيجية الأمريكية للدفاع الصاروخي يمكن تشبيهها بمعركة بين رمح ودرع. إذ أن المزيد من الدروع الصاروخية لدى أحد الأطراف سيجلب حتما المزيد من الصواريخ النووية من الجانب الآخر بحيث تكون قادرة على اختراق الدرع الصاروخي.
ونظم السكان المقيمين في منطقة سيونغجو ومدينة غيمتشيون، المتاخمة للمقاطعة، مسيرات شموع كل ليلة منذ الإعلان عن قرار تركيب "ثاد" في يوليو من العام الماضي.
ورغم الاعتراضات ومسيرات الاحتجاج، فقد أفادت تقارير بأن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تخططان لإنهاء تركيب منظومة "ثاد" في إبريل أو مايو. إذ تم تقريب موعد النشر من تكهنات سابقة أشارت إلى احتمال إنهاء العملية في وقت ما بين يونيو وأغسطس.
وسيتم نقل المعدات والجنود والمهندسين وغير ذلك من الأمور اللازمة لتشغيل بطارية "ثاد" في كوريا الجنوبية بطريقة تدريجية.
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن نشر منظومة "ثاد" سيجري من خلال عمليات ذات صلة، والتي تشمل توفير الأرض للقوات الأمريكية وتنفيذ تصميم أساسي للقاعدة وتقييم الأثر البيئي وبناء القاعدة.
ومن أجل تسريع العملية، فإن تقارير أفادت أن الجيش الكوري الجنوبي يعتزم تنفيذ اثنين أو أكثر من الإجراءات في وقت متزامن.
وفي غضون ذلك، قالت قيادة القوات الأمريكية في منطقة المحيط الهادئ في بيان منفصل إن التثبيت المتعجل لمنظومة "ثاد" يستهدف البرنامج المتسارع لكوريا الديمقراطية فيما يخص تجارب الأسلحة النووية وعمليات إطلاق الصواريخ الباليستية.
وأصرت القيادة الأمريكية على أن نشر "ثاد" في كوريا الجنوبية يستهدف فقط الصواريخ النووية لكوريا الديمقراطية، بيد أنها لا تملك إلا قدرة محدودة جدا لاعتراض صواريخ كوريا الديمقراطية نظرا لأن نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي مصمم لإسقاط صواريخ على ارتفاع ما بين 40 - 150 كم. في حين أن صواريخ كوريا الديمقراطية التي تستهدف كوريا الجنوبية تحلق على ارتفاع أقل من 40 كم.
وقال الجنرال فنست بروكس، قائد القوات الأمريكية في كوريا، إن "النشر الذي يأتي في وقته لمنظومة ثاد من قبل قيادة القوات الأمريكية في المحيط الهادئ ووزير الدفاع يمنح قيادتي ثقة كبيرة من ناحية الدعم الذي سنتلقاه عندما نطلب أي تعزيزات أو قدرات متقدمة".
وأشارت تعليقاته إلى أن بطارية "ثاد" في كوريا الجنوبية تهدف إلى حماية تعزيزات القوت الأمريكية في أوقات حالات الطوارئ.