إختتمت الدورة الثالثة عشر للمعرض الصين الدولي للسياحة والسفر 2017 (COTTM) في العاصمة الصينية بكين يوم 31 مارس. وقد شارك في المعرض عدد من المكاتب السياحية الصينية والأجنبية، ولافت للنظر هذا العام هو المشاركة العربية الواسعة. وأجرت صحيفة الشعب اليومية أونلاين(شبكة الشعب) على هامش اختتام المعرض حوارا خاصا مع المشاركين العرب لمعرفة المزيد حول التبادل السياحي بين الصين والعالم العربي، واهم التحديات التي يواجهها السوق السياحي العربي في جذب المزيد من السياح الصينيين.
أكد عادل أمين نائب المدير العام ، مدير دائرة التسويق في هيئة تنشيط السياحة ، أهمية السوق الصيني السياحي للاردن، وأن قضية الانفتاح السياحي على السوق الصيني أبرز مرتكزات وبنود الاستراتيجية السياحية الأردنية منذ ثلاث سنوات رغم صغر حجم السوق الأردنية قياساً إلى ضخامة السوق الصينية. وأشار عادل أمين إلى أن نتائج فتح سوق السياحة الوافدة الصينية تجاه الاردن والعمل عليه كسوق سياحي جديد كانت خجولة نوعا ما في البداية، لكن شهد صعودا لافتا في عدد سياح الصينيين للأردن في ظل استراتيجية التسويق التي تتخذها الاردن، حيث تعتبر الاخير السوق الصيني متميز وبحاجة الى ان يكون التسويق مميز في المنتج، من ناحية الاعلام اتخاذ ويتشاد والويبوه وغيرها من البوابات الاخرى للتواصل مع الشعب الصيني . كما انتهت الاردن لتوه من تحديد استراتيجية جذب السياح للاردن خلال ثلاث سنوات القادمة حسب التغيرات التي يشهدها العالم وإهتمامات السائح، والتركيز على اربع محاور اساسية لجذب السياحة والمتمثلة في السياحة الثقافية ، والتاريخية والعلاجية لما يتميز به الاردن من البحر الميت وحمامات معين وغيرها ، بالاضافة الى سياحة المؤتمرات والسياحة الدينية ، حيث أن المنطقة مصدر الديانات سواء المسيحية أو الاسلام وغيرها. كما أشار عادل أمين إلى أن توجه السوق السياحي الصيني أكثر نحو السياحة العلاجية والثقافية التاريخية، جعل الشركات السياحية الاردنية المشاركة في المعرض تحاول تقديم برنامج سياحي منوع فيما يخص المحورين بذات.
وصرح المستشار السياحي بالسفارة المصرية لدى بكين أبو المعاطي شعراوي ، أن مصر تشارك في معرض الصين الدولي للسياحة والسفر (COTTM) كل سنة تقريبا، وأن المعرض فرصة لمعرفة عن قرب الشركات الصينية السياحية والتغيرات التي يشهدها القطاع، وترويج عن منتجات سياحية جديدة في مصر. مضيفا، يعتبر الجناج المصري الاكبر مساحة في المعرض هذا العام يبلغ 100 متر مربع، وتشارك حوالي 20 شركة سياحية وفندقية ومصر لطيران بكين وقوانغتشو. مشيرا الى أن السياحة في مصر تلقى اقبالا متزايدا من حيث عدد السياح الصينيين، وحققت مصر في عام 2016 اكثر من 200 ألف سائح صيني لمصر، وفي شهر يناير وفبراير من عام 2017، بلغ عدد السياح الصينيين لمصر حوالي 70 ألف سائح محتلة المركز الرابع من حيث عدد السائحين والليالي السياحية.
وقال مدير عام التسويق والإعلام السياحي في وزارة السياحة والآثار، ماجد إسحاق، ان فلسطين تشارك لاول مرة في معرض الصين الدولي للسياحة والسفر (COTTM) ببكين، بوفد متوكن من وزارة السياحة الفلسطينية القطاع الخاص. واشار إلى ان الهدف من المشاركة هو تأكيد التواجد الفلسطيني والعلم الفلسطيني في مثل هذه المحافل الدولية، خاصة في ظل التواجد القوي لدول البحر الابيض المتوسط والشرق الاوسط. كما تسعى وزارة السياحة والآثار الفلسطينية الى عمل مظلة للقطاع الخاص الفلسطيني خاصة المكاتب السياحي وتشابكه مع القطاع الخاص الصيني، خاصة وأنه سوق جديد لم يتم اكتشافه بعد من قبل فلسطين ولا تمتلك الاخيرة خبرة واسعة فيه. بالاضافة الى جس نبض السوق الصيني واكتشاف السوق الصيني عن قرب ومعرفة متطلباته وتوجهاته ، مما يساعد على دراسة الاستراتيجية المستقبلية.
وقال جعفر دالي مدير مكتب الخطوط الجوية الجزائرية ببكين أن الخطوط الجوية الجزائرية تعمل جاهدة لتقريب بين وكالات السياحة الصينية والجزائرية خاصة ووكالات السياحة في شمال وغرب أفريقيا اغتناما فرصة ازدهار السياحة الصينية في بعض الدول المجاورة مثل تونس وغيرها بعد أن الغت الاخيرة تاشيرة دخول السياح الصينين لأراضيها. وأضاف أن الخطوط الجوية الجزائرية ببكين حققت نتائج لا بأس بها في عام 2016، حيث بلغ عدد المسافرين 23ألف مسافر و700 طن من البضائع، وفي الربع الاول لـ 2017 تسير نحو نتائج معتبرة احسن من ثلاث سنوات الاخيرة. كما شدد جعفر دالي على أهمية وضخامة السوق السياحي الصيني، حيث تجاوز عدد الصينيين الذين يجوبون العالم أكثر من 100 مليون سائح حسب إحصائيات المنظمة العالمية للسياحة، مسجلا المرتبة الأولى للبلدان التي ترسل أكبر عدد من السياح الى العالم.
ومن جانبه، قال غربي حسان، مدير شركة تريو للسياحة الجزائري، أن خط الطيران الجزائري المباشر بكين الجزائر احد العوامل المساعدة على دفع بازدهار السياحة الصينية في الجزائر، والتي شجعته على مشاركة في المعرض هذا العام لتقريب المسافة مع الشركات السياحية الصينية لتعريف بالمنتج السياحي الجزائري الغني من حيث التنوع السياحي، وتوفر الفنادق، والدفع بتوقيع اتفاقية التعاون السياحي بين البلدين. وقال حسان إلى أن الجزائر كنوز تاريخية وثروة ثقافية هائلة وثمينة بحاجة لاستغلالها في القطاع السياحي وانعاش الاقتصاد الوطني، الذي يعتمد على مداخيل الطاقة، مضيفا، ان الجزائر كجزء مهم من منطقة البحر الأبيض المتوسط، وقربها للدول الاوروبية ، جعله يعقد شراكة مع شركة سياحية اسبانية مميزة من أجل إثراء وتنويع مجموعة منتجات الجزائرية السياحية، وجعل المحطة الجزائرية السياحية الرابط بين الصين واوروبا.
أكد السيد كريم الجطلاوي مدير المكتب السياحي التونسي ببكين، أن مجهودات تونس للترويج السياحي في الصين وجذب السياح الصينيين بدأت تؤتى ثمارها، حيث أصبح هناك طلب أكبر من السياح الصينيين على تونس، خاصة بعد الاعلان عن إلغاء التأشيرة على السياح الصينيين لدخول اراضيها وإلغاء التأشيرة على السياح الصينيين لدخول الاراضي المغربية ايضا، وفتح خطوط طيران مباشرة الى شمال أفريقيا منها الخطوط الطيران الجزائرية، بالاضافة إلى إمكانية صرف الصينيين عملتهم الرنميبي في تونس، حيث شهدت زيادة عدد السياح الصينين لتونس بـ300 بالمائة، وأن عدد السياح خلال فبراير ومارس اكبر من عدد السياح الصينيين خلال عطلة عيد الربيع. وأوضح الجطلاوي أن هذا الاجراء يأتي ضمن سلسلة من الاجراءات الاخرى تهدف الى تشجيع قطاع السياحة مؤكدا أن السوق الصيني يعتبر واعدا. مضيفا:" من الضروري الاشارة الى بعض التحديات التي تواجه الشركات السياحية التونسية في جذب السياح الصينيين، منها نقص في عدد المرشدين المتحدثين باللغة الصينية وقلة المطابخ الصينية في تونس، مؤكدا أن المسؤولين في القطاع يشجعون الفنادق التونسية المستقبلة للسياح الصينيين توفير الطعام المناسب لذوقهم، وتشجيع المرشدين الصينيين بالبقاء فترة أكثر في تونس بعد أن اصبحت تاشيرة الدخول لتونس تصل مدة الصلاحية إلى ثلاث أشهر.
وأكد أبايي احمد ، ممثل شركة اوبتكو السياحية التونسية، وهيام بريك، ممثلة شركة تاسنيم السياحية التونسية، أن المشاركة في معرض الصين الدولي للسياحة والسفر (COTTM) ببكين مهم جدا للتواصل مع الشركات السياحية الصينية عن قرب، واكتشاف السوق السياحي الصيني ومتطلبات السائح الصيني، والترويج للساحة التونسية في قلب العاصمة الصينية بكين. كما أكدا أن إلغاء التأشيرة على السياح الصينيين لدخول اراضي تونس خطوة أيجابية حفزت الشركات السياحية التونسية وخلق فرص عمل على نطاق واسع في السياحة والقطاعات الساندة بما يعود بالنفع على كافة الأطراف.
وقال أحمد عاشور، صاحب شركة سياحية مغربية في الصين أن السياحة تلعب دوراً هاماً في اقتصاد المغرب، حيث تعد النواة الأساسية لقطاع الخدمات بالمغرب،وبخصوص جنسيات السياح الجدد الوافدين للمغرب، احتلت الصين صدارة اللائحة في سنة 2016 بعد إلغاء المغرب لتاشيرة دخول السياح الصينين لاراضيها. مضيفا، أن نمو وتطور وزيادة في عدد السياح الصينين للمغرب دفع بالعديد من الشباب المغربي للمجيئ الى الصين وتعلم اللغة الصينية ، والتحاق عدد كبير من الطلبة المغاربة بمعهد كونفوشيوس بالمغرب لتعلم اللغة الصينية أيضا، لكن يبقى تحدي كبير أمام الشركات السياحية المغربية نقص مرشدين سياحيين المغاربة يتحدثون اللغة الصينية ،وتوفير الطعام المناسب للمذاق الصيني، ونقص في المطاعم الصينية التي تتمركز فقط في المدن المغربية الكبرى.