الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخباري: أهالي مضايا يتنفسون الصعداء بعد خروج المسلحين

2017:04:26.10:00    حجم الخط    اطبع

دمشق 25 أبريل 2017 / "الحياة كانت صعبة ومؤلمة على الجميع لكن الآن الوضع أحسن"، هكذا قالت أم عدنان، وهي تجلس بجانب موقد النار الذي يعمل على الحطب وتعد خبزا لعائلتها بعد انتهاء الحصار في تلك المنطقة المجاورة لسلسلة جبال لبنان الغربية.

وروت أم عدنان التي تبلغ من العمر 32 عاما، بمرارة وحزن شديدين لوكالة ((شينخوا)) يوم الثلاثاء المعاناة التي عاشتها في بلدة مضايا أثناء الحصار من قبل المسلحين من جهة، ومن قبل الجيش السوري ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة أخرى.

وقالت إنها عاشت سنتين في بلدة مضايا بريف دمشق الغربي، لا يمكن أن تنساهما، الأولى كانت تتضور من الجوع، والثانية كانت تعاني من شدة البرد القارس.

وتابعت "بعد خروج المسلحين بات الوضع في البلدة أحسن، وانفك الحصار تدريجيا عنها، وباتت تدخل بعض المواد الغذائية إلى البلدة رويدا رويدا، وبتنا نشعر بالأمان وننام ونحن مطمئنون بأن مظاهر العنف قد رحلت مع رحيل آخر مسلح من هذه البلدة".

ومن جانبها قالت سناء وهي فتاة تبلغ من العمر 33 عاما وغير متزوجة إن "المسلحين سيطروا على منزلها الذي تملكه في الزبداني، بفتوى من قادة المسلحين هناك"، مؤكدة أن المسلحين قاموا بحرق منزلها قبل مغادرتهم المنطقة.

وأضافت سناء بعيون دامعة "أعيش حاليا مع عائلة أحمد شعبان صاحب المخبز في بلدة مضايا، وأساعدهم في إعداد الطعام والخبز اليومي"، مشيرة إلى أن الأوضاع الحياتية خلال أيام الحصار كانت صعبة جدا بسبب سيطرة المسلحين على المواد الغذائية والطبية.

وتحسن الوضع الآن بكثير وانخفضت أسعار المواد الغذائية كثيرا عما كانت عليها سابقا أثناء وجود المسلحين.

وأشار أحمد /25 عاما/ وهو صاحب مخبز بسيط إلى أن سعر رغيف انخفض من 400 ليرة سورية إلى 100 ليرة، مبينا أن سبب الانخفاض يعود الى توفر الوقود والطحين. وتابع يقول "المسلحون كانوا يبيعون كيس الطحين بأسعار غالية، وسعر كيلو الحطب بلغ 450 ليرة سورية، وهذا ينعكس سلبا على سعر الرغيف" .

ولاحظ فريق وكالة ((شينخوا)) بدمشق أثناء تجوله في بلدة مضايا التي خلت من المسلحين بموجب اتفاق البلدات الأربع الذي تم التوصل إليه في مارس الماضي، أن الحياة بدأت تعود للبلدة التي وقعت تحت الحصار منذ عامين تقريبا بسبب سيطرة المسلحين على بلدات الزبداني وبقين ومضايا وسرغايا وبلودان بريف دمشق الغربي.

وتنفس سكان البلدة التي تبعد عن دمشق العاصمة حوالي 40 كلم غربا الصعداء. وراح سكانها المحليون يتجولون بحرية، وبحركة اعتيادية دون أي خوف، وبدأت المحلات التجارية القليلة نسبيا تفتح أبوابها أمام الزبائن، لشراء بعض المواد الغذائية، مع دخول عدد من السيارات تحمل المواد الغذائية والغاز المنزلي من قبل الحكومة السورية.

وقال عبد الحميد محمد عضو لجنة مصالحة في مضايا لوكالة ((شينخوا)) بدمشق يوم الثلاثاء إن "عدد سكان البلدة كان حوالي 13 ألف نسمة قبل الحصار، وتم إدخال حوالي 20 ألف نسمة من الزبداني وبقين وبلودان، ليصبح عدد السكان بحدود الـ 30 ألف نسمة"، مشيرا إلى أن البلدة فيها مجلس بلدة وناحية و3 مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية.

وتابع أن "هذه البلدة محاصرة منذ حوالي سنتين حصارا جائرا قُطعت عنها المياه والكهرباء إضافة إلى فقدان الأدوية والمواد الغذائية، وبعد خروج المسلحين منها بموجب اتفاق البلدات الأربع بدأت الحياة تعود لهذه البلدة من جديد وبدأ الارتياح يظهر على المواطنين".

وأشار إلى أنه تم إدخال الغاز المنزلي وسيارتين محملتين بالخضار والبيض إلى البلدة خلال اليومين الماضيين.

وفي وسط البلدة تجمع العشرات من الشبان والأطفال والنساء حول نبعة ماء بوسط البلدة التي تشكل المصدر الرئيسي والوحيد لمياه الشرب لتعبئة المياه في أوعية مخصصة ونقلها إلى المنازل.

وأشار البعض إلى أن الكثير من الأهالي أصيبوا بأمراض نتيجة استخدامهم مواد بلاستيكية في عملية التدفئة وطهي الطعام لقلة مصادر الطاقة.

وعاش الطلاب حالة من الرعب أثناء جلوسهم في المدرسة. وبسبب البرد والجوع والخوف، لم يعد أحد من التلاميذ يذهب إلى المدرسة لتلقي التعليم.

وقال حسين يونس /62 عاما/ وهو مدرس لا زال يمارس مهنة التعليم إن "الناحية التعليمية في البلدة منحطة جدا، ونواجه مشاكل الأمية"، مشيرا إلى أن المسلحين كانوا يبثون حالة من الخوف والرعب في نفوس سكان البلدة، مؤكدا أنه بعد خروج المسلحين"بات الناس يشعرون بالأمان".

واعتمد الأهالي على مقولة "الحاجة أم الاختراع " للتغلب على الظروف الصعبة أثناء الحصار وابتكروا بعض الأشياء، حيث صنعوا من مادة الرز لبنا، واستخدموا الطاقة الشمسية لطهي طعامهم، وفقا لقوله.

وعلى جانبي الطريق، شوهد رجلان يلعبان الشطرنج وآخرين يشربون الشاي أمام منازلهم ويلقون التحية على بعضهم البعض، في إشارة إلى أن الحياة الطبيعية بدأت تعود إلى تلك البلدة.

وقال عبد الكريم عبد الوهاب /75 عاما/ وهو يجلس على حافة اسمنتية بقرب نبعة البلدة "الآن نستطيع أن ننام دون أن نقفل على أنفسنا الباب"، وحيا الجيش السوري الذي خلص المنطقة من المسلحين.

أما الحال في مدينة الزبداني التي تبعد حوالي 3 كلم عن بلدة مضايا، فهو مختلف. حيث تبدو كمدينة أشباح خالية من السكان بعد خروج المسلحين منها في 19 أبريل الجاري.

غير أن الجيش السوري سمح لبعض الأهالي الذين يقطنون خارج المدينة بالدخول إليها لتفقد منازلهم.

وقال نهاد الخولي لوكالة ((شينخوا)) بدمشق "جئت إلى مدينة الزبداني بعد خروج المسلحين منها لمشاهدة منزلي"، مؤكدا أن بيته لم يصب بأذى، غير أنه أشار إلى أن منازل أقاربه وجيرانه قد سويت بالأرض .

بينما قال الشيخ أحمد البدران /69 عاما / وهو جاء لتفقد ورشة النجارة خاصته بوسط مدينة الزبداني فوجد أن آلاتها مسروقة، ومنزله مدمر.

وخرج نحو 500 مسلح وبعض أفراد عائلاتهم من الزبداني بريف دمشق الغربي باتجاه إدلب، مقابل خروج 3 آلاف من أهالي بلدتي كفريا والفوعة باتجاه حلب، في 19 الشهر الجاري.

وكان مصدر عسكري قال لوكالة أنباء ((شينخوا)) مفضلا عدم الكشف عن اسمه في وقت سابق إن "بلدات مضايا والزبداني وبقين وسرغايا وبلودان والجبال الشرقية في ريف دمشق الغربي، باتت خالية من أي تواجد للمسلحين حيث غادرت آخر حافلات تقل المسلحين وعائلاتهم " .

وجرى التوصل في مارس الماضي إلى اتفاق يقضي بإخراج مسلحين ومدنيين من بلدات كفريا والفوعة والزبداني ومضايا فيما عرف بـ"اتفاق البلدات الأربع".

وينص الاتفاق على إخلاء المسلحين وأسرهم من بلدتي مضايا والزبداني المحاصرتين من قبل الجيش السوري ومقاتلي حزب الله اللبناني إلى إدلب. بينما ينقل المغادرون من الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل المعارضة إلى حلب.

وبدأ تنفيذ الاتفاق يوم 14 أبريل الجاري بصفقة تبادل أسرى بين الطرفين حيث أفرجت المعارضة المسلحة عن 12 أسيرا، وجثث 8 قتلى بينما أطلقت اللجان الشعبية في كفريا والفوعة سراح 19 أسيرا وسلمت جثة قتيل واحد للمعارضة.

وبدأت عملية خروج حوالى خمسة آلاف من المدنيين والمقاتلين الموالين للحكومة من بلدتي كفريا والفوعة حيث توجهوا إلى مدينة حلب. وفي المقابل غادر نحو 2300 مسلح مع عائلاتهم بلدة مضايا شمال دمشق باتجاه محافظة إدلب.

لكن تنفيذ الاتفاق واجه تعثرا وتوقفت قافلتا المغادرين عند الأطراف الغربية لمدينة حلب.

وجرت عملية الإجلاء من البلدات الأربع السبت الماضي إثر تعثرها لوقت طويل، بعد تفجير استهدف حافلات أهالي بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين وأسفر عن سقوط 126 قتيلا.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×