الأخبار الأخيرة

خبراء أمريكيون: طائرات الركاب الصينية الجديدة لا تمثل تهديدا لبوينغ

/مصدر: شينخوا/  15:48, May 05, 2017

    اطبع
خبراء أمريكيون: طائرات الركاب الصينية الجديدة لا تمثل تهديدا لبوينغ

واشنطن 4 مايو 2017 /أكد خبراء أمريكيون يوم الخميس إن طائرات الركاب الصينية الجديدة لا تمثل تهديداً مباشراً لشركات الطيران الغربية مثل بوينغ وإيرباص.

وتمثل الرحلة الأولى لطائرة الركاب الصينية "سي 919" المقرر أن تقلع يوم الجمعة من مطار بودونغ الدولي في شانغهاي، تمثل خطوة واحدة نحو سعي البلاد إلى الحد من الاعتماد على شركات الطيران الأجنبية.

وبدوره، ذكر دوغلاس رويس خبير الطيران بشركة ((فوركاست إنترناشونال)) المتخصصة في بحوث سوق الطيران أن "الحكومة الصينية مهتمة بترسيخ الاستقلال والاكتفاء الذاتي في جميع جوانب الطيران"، مشيرا إلى أنها تنخرط في عملية طويلة الأمد للحاق بركب أوروبا والولايات المتحدة وروسيا في مجال الطائرات التجارية، مضيفا أن ذلك يعد خطوة واحدة في هذا الاتجاه.

تعد الطائرة "سي919" التي تحوى 158 مقعدا أول طائرة ركاب صينية كبيرة ومن المتوقع أن تنافس إيرباص 320 المحدثة والجيل الجديد من بيونغ 737.

وحتى الآن، قام 23 من العملاء الأجانب والمحليين، من بينهم شركة الطيران الوطنية الصينية "إيرتشاينا" وشركة تأجير الطائرات "جي أي كابيتال أفياشن سرفيس"، بتقديم طلبات لشراء 570 طائرة، حسبما أفادت شركة الصين للطائرات التجارية (كوماك) المصنعة للطائرة "سي919".

ويتوقع رويس أن يكون الطلب على الطائرة "سي 919" متركزاً في السوق الصينية والقليل من الأسواق التابعة في السنوات الأولى من الخدمة.

وأوضح أن "إيرباص وبوينغ قضيتا عقودا وكل منهما تنافس الأخرى بشراسة، ويتسم عملهما بالفعالية والكفاءة في سوق طائرات الركاب. والاحتكار الثنائي في قطاع الطائرات أثمر عن منتجات جيدة الصنع تماما".

وقال رويس إن "ما تواجهه كوماك هنا ليس لاعبيتن كبيرتين وغير متنافسين. فهاتان الشركتان تأتيان في صدارة لعبتهما". "لذلك سيكون من الصعوبة بمكان على كوماك اقتحام الأسواق الغربية، ولاسيما عندما يكون لدى عدد قليل جدا من شركات الطيران الخبرة في استخدام طائرات كوماك الموجودة في الخدمة".

وفي المقابل، تتمتع الطائرتان "أيه 320" و "737" بمميزات هائلة لأن هاتين الشركتين تمتلكان بالفعل الكثير من المعرفة والبنية التحتية حول طيران كلا النوعين من الطائرات.

واتفق مع هذا الرأى ريتشارد أبولافيا نائب رئيس شركة ((تيل غروب كورب)) المتخصصة في التحليلات المتعلقة بالملاحة الجوية ومقرها الولايات المتحدة.

وذكر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه فيما يعد بناء أي طائرة والتحليق بها خطوة هامة ومكلفة، فإن الخطوات التي تتبع ذلك مثل دعم العملاء والتمويل والقدرة على تقديم خصومات جرئية "يعد أمراً بنفس القدر من الأهمية ، بقدر ما هو باهظ الثمن".

حتى ولو انتهى الأمر بأن تصبح الطائرة "سي 919" طائرة متفوقة، فإن الأمر سيستغرق سنوات حتى تفكر العديد من شركات الطيران الغربية في إضافة هذا النوع من الطائرات إلى أساطيلها، حسبما أشار رويس.

ولكنه ألمح إلى أن الطائرة "سي 919" قد تكون قادرة على تلقى طلبات من شركات طيران ناشئة لا تستخدم بالفعل أي من هذين النوعين من الطائرات الغربية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن العملاء التقليديين لطائرات الركاب الروسية سيجعلون أيضا أهداف المبيعات قابلة للحياة.

ومن أجل تمهيد الطريق للطائرة لدخول السوق الأجنبية، تجرى الصين بالفعل محادثات مع الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران وإدارة الطيران الفدرالية الأمريكية للحصول على شهادة صلاحية طيران للطائرة "سي 919".

وأعرب رويس عن اعتقاده بأن "الحصول على شهادة من الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران وإدارة الطيران الفدرالية الأمريكية سيكون فوزا كبيرا للبرنامج"، مضيفا أن "الطائرة تتطلب شهادة غربية لدخول المنافسة بشكل مباشر مع إيرباص وبوينغ في الأسواق الرئيسية. وعلى المستوى الرمزي، فإن هذا يبرهن على تقدم كبير في صناعة الطائرات المدنية بالصين".

ومع ذلك، حذر من أن التصديق يعد "عملية طويلة ومكلفة" بالنسبة لشركات تصنيع الطائرات في الولايات المتحدة. وبالنسبة لوافد جديد مثل كوماك، يعد التعامل مع إدارة الطيران الفدرالية الأمريكية "عالماً جديداً بالنسبة لها".

ولفت أبولافيا إلى أنه رغم كون عملية الاعتماد ضرورية، إلا أنه "ليس لها أي تأثير على القدرة التنافسية التجارية".

ومن ناحية أخرى، قدرت كوماك بأنها تستطيع بيع ألفي طائرة طراز "سي 919" خلال السنوات العشرين المقبلة، ولكن رويس قال "هذا تفاؤل مفرط للغاية".

"فبيع ما يتراوح بين 600 إلى 800 من الطائرة سي919 على مدى 20 عاما بمجرد البدء في إنتاجها يعد هدفا أكثر معقولية نظرا للمنافسة القوية جدا التي تشكلها بوينغ وإيرباص، يصاحب ذلك افتقار الطائرات صينية الصنع لتاريخ طويل من التشغيل والصيانة"، هكذا أوضح أبولافيا.

وتابع بقوله "إن أي طائرة من صنع كوماك لا تملك سجلا حافلا في أي من هاتين المسألتين، والأمر سيستغرق وقتا طويلا حتى ترسخ شركة تصنيع الطائرات هذه نفسها لتصبح على قدم المساواة مع إيرباص وبوينغ في مجال المبيعات العالمية ودعم المنتج".

بيد أنه على المدى الطويل جدا، من المرجح أن تصبح كوماك "لاعباً رئيسياً في قطاع الطيران"، هكذا أشار رويس.

وأضاف "إنه ليس بأمر سيحدث في العقد القادم، وإنما عملية طويلة الأجل تتطلب دعماً مستمراً من الحكومة الصينية".

وعندما طلب منه التعليق على الطائرة "سي 919"، قال متحدث باسم بوينغ لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نود اغتنام هذه الفرصة لتهنئة كوماك على تطويرها الناجح للطائرة سي 919".

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×