الرباط في 12 مايو 2017 /قال سفير جمهورية الصين الشعبية بالرباط ، السيد سون شو تشونغ ، إن مبادرة الحزام والطريق تجسد نموذجا جديدا ومبتكرا للتعاون القائم على الانفتاح والتسامح والتشارك من خلال توسيع قاعدة التشاور والمساهمة الجادة في تحقيق الربح المشترك.
وأوضح الدبلوماسي الصيني في حديث خاص لوكالة أنباء ((شينخوا)) بالرباط، بمناسبة انعقاد منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي المقرر يومي 14 و15 مايو الجاري ، إن إرساء علاقات جديدة، من جهة بين القوى الاقتصادية الصاعدة والواعدة في شرق آسيا، ومن جهة أخرى بين الإقتصادات المتطورة داخل الفضاء الأوربي، كفيل بالتأثير بشكل إيجابي على كل اقتصادات الدول المعنية بمبادرة طريق الحرير وبالتالي تحقيق رفاه الشعوب وضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتابع أن هذه المبادرة تتضمن العديد من الأهداف الطموحة وتسعى لتحقيق تنمية مشتركة تستفيد من مزاياها كل الدول،مشيرا إلى أن هناك مخططات عمل تمتد لخمس سنوات أو أكثر سيتم وضعها مع كل طرف من أجل تحديد القطاعات ذات الأولوية والمشاريع المهيكلة وبلورة خارطة طريق من أجل تجسيد وتحديد الإجراءات المواكبة للمبادرة.
كما أبرز السفير الصيني بالرباط أن الصين تولي دائما اهتماما خاصا لتعاونها مع إفريقيا، مذكرا في هذا الصدد بمنتدى التعاون الإفريقي الصيني الذي انعقد في جوهانسبورج بجنوب إفريقيا سنة 2015، والذي قال إنه حقق نجاحا باهرا حيث أفضى إلى إرساء شراكة استراتيجية للتعاون قائمة على خمسة محاور وتتضمن عشرة برامج محددة.
وسجل أن الصين أعلنت أيضا عن تخصيص دعم مالي بقيمة 60 مليار دولار لفائدة أفريقيا، لافتا إلى أنه منذ منتدى جوهانسبورج وحتى اليوم، تجسدت العديد من مشاريع التعاون بين الطرفين.
كما أشار إلى أن الصين وقعت مع دول إفريقيا نحو 243 اتفاقا للتعاون بإجمالي استثمارات قدرت بنحو 50,7 مليار دولار من بينها 91 بالمائة على شكل استثمارات مباشرة وأخرى على شكل قروض تجارية.
وعن مساهمة المغرب في هذه المبادرة القائمة على مبدأ "رابح-رابح"، أشار الدبلومسي الصيني إلى أن المغرب من ضمن الدول الأولى التي تستهدفها هذه المبادرة، موضحا أن المملكة أطلقت في نفس الاتجاه مبادرات يمكن أن تشكل أرضية ملائمة للتعاون مع الصين في إطار "طريق الحزام"، وتحديدا مخطط التسريع الاقتصادي (2014- 2020) الذي أطلقته المملكة.
وتابع أن المغرب والصين يوفران فرصا مهمة يمكن استغلالها لتعزيز تعاونهما خصوصا في مجال البنى التحتية والسكك الحديدية والطاقة ، مستدلا بعدد من المشاريع التي نفذت بالمغرب بدعم صيني.
وأضاف انه بعد الزيارة التي قام بها العاهل المغربي الملك محمد السادس للصين في العام 2016 شهد التعاون الاقتصادي المغربي الصيني قفزة مهمة ونتائج ملموسة ، موضحا أنه بالإمكان التطلع لبناء شراكة متينة بين البلدين في إطار مبادرة "الحزام والطريق ".
وقال إن الدول الإفريقية باتت اليوم تتطلع لتحديث صناعتها والنهوض بقطاع التعمير والبناء وتطوير اقتصادها والتقليص من معدلات الفقر وتحقيق تنمية ورفاه الشعوب والحفاظ على البيئة وترشيد استغلال الموارد، مؤكدا أن شراكة صينية أفريقية معمقة كفيلة بمساعدة بلدان القارة على تحقيق هذه الأهداف من خلال توفير الدعم المالي والفني والتكنولوجي.
وأختتم السفير الصيني بالرباط حديثه إلى أنه أمام كل هذه الفرص المتاحة، فإن كل نموذج جديد للتعاون، قائم على التكامل والتنسيق سيكون لا محالة في صالح الصين والمغرب وباقي بلدان القارة، في إطار مبدأ "رابح –رابح".
يذكر ان مبادرة الحزام والطريق هي مبادرة اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، وتشير إلى كل من الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الواحد والعشرين، وتهدف إلى بناء شبكة للتجارة والبنية الأساسية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا على طول طرق التجارة القديمة لطريق الحرير.