مقابلة : باحث مصري: منتدى "الحزام والطريق" منصة تعاون قوية لإحياء طريق الحرير القديم

القاهرة 12 مايو 2017 / اعتبر الدكتور محمد فايز فرحات رئيس برنامج الدراسات الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، منتدى "الحزام والطريق" المقرر عقده الأحد والاثنين المقبلين في بكين " منصة تعاون قوية" لتنشيط مبادرة إحياء طريق الحرير القديم.

وقال فرحات في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا)، معلقا على المنتدى، إنه " منصة تعاون قوية ومهمة بين الدول، خصوصا فى هذه المراحل الأولى للمبادرة".

وأكد أن " ردود الفعل الإيجابية من جانب عدد كبير من الدول تجاه مبادرة الحزام والطريق يعكس وجود تفاعل واهتمام من المجتمع الدولي بالمبادرة.. ويعكس أيضا انتشار المبادرة ومصداقيتها وأن هناك قناعة بأن المبادرة فرصة لتعظيم مكاسب التجارة والتنمية".

وأضاف أن "الصين لديها فرصة كبيرة لانجاح المبادرة، خاصة أنها دولة مهمة، تتمتع بدرجة كبير من المصداقية، ولديها قدرات مالية ضخمة، وخبرة في التعاون الدولي، وعلاقات اقتصادية مع مختلف الاقاليم في العالم، كما لا توجد اي خبرات سلبية للعالم مع الصين".

واستطرد أن" ما تتميز به مبادرة الحزام والطريق هو أنها لا تتعلق فقط بمجال التجارة، لكن أيضا التعاون فى البنية الأساسية وهذا واضح من حجم المشروعات التى تضمنتها المبادرة حتى الآن، والتي تضم ممرات اقتصادية وطرق سكك حديدية وغيرها".

وأردف أنه " لا توجد أبعادا سياسية لمبادرة الحزام والطريق، ما يوفر فرصة كبيرة للتعاون بين الدول بدون حساسية وعدم تمييز فى توزيع المشروعات الاقتصادية، وهذا يرتبط بسياسة الصين التي لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول".

واستدل على ذلك قائلا إن " إحدى الوثائق الخاصة بمبادرة الحزام والطريق تؤكد حق كل دولة فى اتباع نموذجها التنموي والتحول السياسي، وهذا يوفر فرصة كبيرة لنجاح المبادرة".

وقال " المبادرة ليست فكرة وليدة اليوم، بل تضع فى اعتبارها خبرة مشروع تاريخي، هو طريق الحرير القديم، الذي نجح فى ربط عدد من الاقاليم، وبالتالى نحن لسنا أمام تجربة خيالية، بل تجربة استندت إلى خبرة تاريخية كان لها دور فى تشجيع التجارة بين الأقاليم المختلفة".

وحول تأثير المبادرة على العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين، قال " بالتأكيد ستؤثر ايجابيا لأكثر من سبب، أولا: هناك فرصة كبيرة لاستفادة مصر من هذه المبادرة، لأن موقع مصر فى سياق عام المبادرة هي نقطة ضمن إقليم هام، وفيما يتعلق بالطريق البحري لطريق الحرير فإن قناة السويس تمثل جزءا رئيسيا من هذا الطريق".

وتابع أن " المبادرة تتضمن أيضا تأسيس مراكز خدمية على مستوى الاقاليم المختلفة، واعتقد أن منطقة قناة السويس أحد المناطق المرشحة بقوة لإنشاء مشروعات خدمية لخدمة الطريق البحري، بالاضافة إلى استفادة مصر من المؤسسات الجديدة سواء بنك التنمية الاسيوي أو صندوق الحرير وغيرها".

وتوقع أن تشهد الفترة القادمة فرصا كبيرة لزيادة حجم الاستثمارات الصينية فى مصر لسببين، الأول يتعلق بطبيعة مبادرة الحزام والطريق، التي تستهدف فتح أسواق فى أقاليم مختلفة أمام المستثمرين الصينيين، والثاني هو تحسن مؤشرات الاستقرار السياسي فى مصر.

وعلق على دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ لنظيره الأمريكي دونالد ترامب للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق، قائلا " اعتقد أن هذه الدعوة تؤكد أن المبادرة ليست موجهة ضد أحد، وأنها مفتوحة لكل من يريد المشاركة فيها، وهذا هدف أساسي لأن المبادرة ليست مغلقة على دول بعينها".