مدريد 14 مايو 2017 /قال رئيس الوزراء الإسباني ، ماريانو راخوي، في مقابلة جرت قبيل مغادرته بلاده متوجها إلى الصين للمشاركة في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، الذي بدأت فعالياته أمس في بكين، إن إسبانيا تشاطر الصين رؤيتها في إقامة عالم متعدد الأقطاب.
وفي مقابلة مكتوبة مع الصحافة الصينية، أشار رئيس الحكومة الإسبانية إلى أن التزام بلاده بالتعددية للمساعدة في حل النزاعات يشبه ما دعا إليه الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وقال راخوي إنه من الطبيعي أن تضطلع الصين مع تطورها ونموها بمسؤولية دولية تماشيا مع أهميتها، معربا عن اعتقاده بأن قيادة الصين تعد أمرا حيويا في قضايا مثل حظر الانتشار النووي ومكافحة تغير المناخ.
ولفت إلى أنه من الجيد بالنسبة للعالم أن يستمر الاقتصاد الصيني في النمو، مشيرا إلى القيادة الصينية كانت محقة في استخدام نمط نمو يساعد على تعزيز النمو الداخلي في قطاع الخدمات.
وأوضح راخوي أنه "في بعض الأحيان نقع في مطب عدم إدراك أن جزءا كبيرا من نمط الحياة الذي نتمتع به في الغرب لن يكون ممكنا بدون التغيير الذي شهدته الصين خلال 20 أو 25 سنة الماضية".
وأشار الزعيم الإسباني إلى أن النموذج الاقتصادي الصيني الجديد يولد نموا أكثر استدامة والدليل هو توقيع الصين على اتفاقية باريس حول مكافحة تغير المناخ.
وقال إن التحول مثّل تحديا، لكنه انطوى على فرصة أيضا، لأنه يوفر خيارا لتحقيق نمو يتسم بالجودة.
وفيما يتعلق بمنتدى الحزام والطريق، يأمل راخوي بأن يساعد في اكتشاف "أفضل طريقة للتعاون".
كما أعرب أيضا عن تفاؤله بأنه سيحقق نتائج ملموسة في شكل بيان مشترك يكون مرجعا لتطوير مبادرة الحزام والطريق في السنوات القادمة.
وأضاف أن الشركات الإسبانية "التي حازت اعترافا دوليا مستحقا في عالم البنى التحتية والطاقة والاتصالات" تريد المشاركة في مبادرة الحزام والطريق.
وفي رأيه، فإن هذه النوايا تمثل أيضا "فكرة رائعة" لزيادة التعاون الثنائي.
وأشار راخوي إلى إسبانيا والصين حافظتا على "طريق الحرير" الخاص بهما على مدى قرابة ثلاثة قرون من أجل إقامة صلة بين الصين وأوروبا وأمريكا، مضيفا "يمكننا أن نفعل ذلك أيضا في القرن الحادي والعشرين".
وتابع أن موانئ مثل فالنسيا واشبيلية وقادش كانت نقاط محورية للاتصال مع الصين، بينما الآن هي القطارات المغادرة من الصين والتي تنقل عددا لا يحصى من البضائع الصينية إلى أوروبا وخارجها.
ويضطلع قطار الشحن الواصل بين مدينة إييوو الصينية والعاصمة الإسبانية مدريد بمهمة تعزيز العلاقات التجارية بين إسبانيا والصين، ويؤمن رئيس الوزراء الإسباني بأن بوسعه على الأرجح القيام بالمزيد.
وأشار إلى أن تكامل خط السكك الحديدية بين إييوو ومدريد مع طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين من شأنه أن يسمح لإسبانيا بأن تصبح "محورا" للربط مع شمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
كما أعرب عن ارتياحه إزاء تحسن الميزان التجاري مع الصين، حيث وصل حجم الصادرات إلى أكثر من 5 مليارات يورو (حوالي 5.47 مليار دولار أمريكي) في عام 2016، وذلك بمعدل نمو فاق التوقعات.