اللجنة الدولية للصليب الأحمر: الأزمات الممتدة يمكن أن تؤدي إلى انهيار الأنظمة الصحية

بيروت 14 مايو 2017 /حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال المؤتمر الطبي للشرق الأوسط لمناقشة طب الصراعات من أن النتائج طويلة الأمد للأزمات الممتدة يمكن أن تؤدي إلى انهيار الأنظمة الصحية.

وأشارت اللجنة في بيان اليوم (الأحد) إلى أن المؤتمر انعقد بمشاركة مئات المتخصصين بتنظيم من الجامعة الأمريكية في بيروت ومركزها الطبي بالشراكة مع اللجنة الدولية نظرا لخبرة المركز التي تتعدى 40 عاما في مجال جراحة الحرب.

وناقش المؤتمر العالمي الأول حول طب الصراعات عواقب النزاعات المسلحة على الصحة مع التركيز على المظاهر المرضية والنفسية والاجتماعية.

وأشار رئيس بعثة اللجنة الدولية في لبنان فابريزيو كاربوني بحسب البيان إلى أن "المستشفيات والمراكز الصحية تدفع ثمنا باهظا خلال النزاعات والأزمات الممتدة وقد يؤدي هذا الواقع إلى الانهيار الكامل للأنظمة الصحية".

ولفت إلى أن "المستشفيات في سورية واليمن أجبرت على اغلاق أبوابها بسبب عدم توفر المياه وتغطية الشبكة الكهربائية وشح المواد والأجهزة الطبية".

وأضاف أن "الأطباء والممرضين اضطروا إلى الهرب من المدن والقرى التي تشهد نزاعا مسلحا إلى أخرى أكثر أمانا تاركين وراءهم مستشفيات دون طواقم طبية ومرضى دون علاج".

وأوضح أن "الأزمات طويلة الأمد أدت إلى عودة أمراض كان قد تم القضاء عليها بشكل كامل وسبب ذلك صعوبة انجاز حملات التلقيح وعدم توفر اللقاحات المطلوبة".

وذكر إضافة إلى ذلك أن "المستشفيات تضررت وتأذى العاملين في المجال الصحي والإنساني خلال أعمال العنف إما بسبب الاستهداف المباشر أو غير المباشر".

وأكد أن "اللجنة الدولية قد طالبت مرارا بحماية المراكز الطبية والعاملين فيها وأيضا مركبات الإسعاف فالمرافق الصحية والعاملون في مجال الرعاية الطبية ليسوا جزءا من أي نزاع ويجب السماح لهم بالقيام بعملهم".

وأعلن كاربوني أنه "تشغلنا كثيرا فكرة عدم حصول الأشخاص المتأثرين من النزاعات والعنف المسلح على العلاج الضروري والرعاية الصحية التي يحتاجونها، لا يجب أن يستخدم القطاع الصحي كسلاح".

ولفت كاربوني إلى "تغير طبيعة النزاعات وكذلك توقعات الأشخاص الذين نقدم لهم خدماتنا وأصبحت أكثر تعقيدا وبالتالي لا يمكن للاستجابة للاحتياجات الصحية اليوم أن تتوقف عند التدخل في حالات الطوارئ وعلاج الجروح الظاهرة فقط".

ودعا إلى "التفكير في نهج شامل وطويل الأمد يتضمن العلاج الترميمي وإعادة التأهيل البدني والدعم النفس الاجتماعي بالإضافة إلى علاج الأمراض المزمنة".

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد عززت وجودها في لبنان استجابة لعواقب الاضطرابات الإقليمية منذ اندلاع الأزمة في سورية عام 2011.

وتدعم اللجنة مراكز الرعاية الصحية الأولية في لبنان وتطلق حملات التلقيح، كما تؤمن إعادة التأهيل البدني والعلاج النفسي للاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء.

كذلك تدعم اللجنة الدولية مستشفيين في كل من بيروت وطرابلس من خلال تقديم جراحات شاملة للمصابين جراء الاشتباكات المسلحة في لبنان وسورية والعراق واليمن.