بكين 15 مايو 2017 / اُختتم اليوم (الأثنين) منتدى مدته يومان، ضم زعماء العالم، بوعود وآمال عريضة بأن تكون مبادرة الحزام والطريق بداية لبناء عالم أفضل.
كان الرئيس الصيني شي جين بينغ هو أول من وضع تصورا لهذه المبادرة عام 2013، من أجل خلق منصة للتعاون الدولي. وبعد نحو 4 أعوام، وصلت الخطة إلى نقطة محورية فاصلة خلال عطلة الأسبوع الماضي، مع عقد منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي.
وأمام العشرات من المراسلين قرب بحيرة يانتشي ذات المناظر الخلابة في ضواحي بكين، قال الرئيس شي اليوم إن المنتدى، الذي شرُف بحضور زعماء 30 دولة، قد اختتم أعماله برسالة إيجابية مفادها "أننا جميعا متحدون خلف المبادرة وأننا جميعا على طريق تحقيق مستقل مشترك للبشرية كلها."
وقال شي "من خلال المبادرة، نأمل في أن نستطيع إيجاد قوى دافعة جديدة للنمو، وخلق منصة جديدة للتنمية العالمية وإعادة التوازن إلى العولمة الاقتصادية."
لقد حشدت الصين دعما من كافة أرجاء العالم لكي تقود العولمة والتعددية في وقت ينسحب فيه أكبر اقتصاد في العالم - الولايات المتحدة - لكي يركز على الشؤون الداخلية.
لقد لاقت الدعوة ترحيبا لم يكن مقصوراً على العالم النامي.
فقد أرسلت كافة الاقتصادات الكبيرة، ومن بينها مجموعة الدول السبع، مندوبين عنها إلى المنتدى. كما حضر المنتدى أيضا شخصيات من البرازيل والهند وروسيا وجنوب أفريقيا--الدول أعضاء مجموعة البريكس، علاوة على شخصيات من الاقتصادات الناشئة مثل إندونيسيا والمكسيك وتركيا، وشخصيات من بلدان الشرق الأوسط الغنية بالنفط مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن المبادرة تساعد على تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادلات فيما بين البلدان.
إن الدول التي شاركت في المنتدى، والتي يزيد عددها على 130 دولة، من بينها الصين الدولة المضيفة، تمثل أكثر من ثلثي سكان العالم، ويبلغ مجموع إجمالي الناتج المحلي الخاص بهذه الدول ما نسبته 90 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي.
وقال جوزيه فينالز رئيس شركة ستاندرد تشارترد للخدمات المالية والمصرفية إن المنتدى يمثل بداية الحزام والطريق 2.0 .
وقال شي للمراسلين "لقد توصلنا إلى توافق وحددنا طريقنا الذي سوف نمضي فيه ووضعنا خطة عمل."
وبحسب شي، وقعت 68 دولة ومنظمة دولية اتفاقيات تعاون مع الصين لتنفيذ مبادرة الحزام والطريق، حيث تم توقيع الكثير من هذه الاتفاقيات خلال المنتدى.
لكن التقدم لم يتوقف عند هذا الحد. فقد قال شي إنه تمت صياغة قائمة نتائج تضم أكثر من 270 بندا، خلال اجتماع المائدة المستديرة للزعماء الذي عقد خلال المنتدى، والذي حدد الطريق الذي سوف تسير فيه المبادرة.
ومن بين أشياء أخرى، صدر عن اجتماع المائدة المستديرة بيان أدان الحمائية بشدة.
وقال البيان "نؤكد مجددا على تمسكنا المشترك ببناء اقتصاد مفتوح، وضمان تجارة حرة وشاملة ومعارضة كافة أشكال الحمائية." مضيفا "نحن نسعى إلى تعزيز نظام تجاري عالمي ومفتوح وغير تمييزي ومنصف، ويقوم على قواعد محددة، حيث تمثل منظمة التجارة العالمية القلب منه."
وقال شي إن الارتباطية تمثل النقطة المركزية خلال المستقبل، مضيفا أنه سوف يتم الربط بين المزيد من الموانيء البرية والبحرية لتشكيل شبكة واسعة للنقل عبر القارات.
وأوضح شي أن البلدان سوف تبدأ بتنفيذ نوع من برامج الارتباطية الناعمة لتتمكن من التوفيق بين القواعد والمعايير الخاصة بالجمارك ومراقبة الجودة وإنفاذ القانون، مضيفا أن المزيد من المجمعات الصناعية والممرات الاقتصادية ومشروعات التعاون في مجال القدرة، سوف يتم بناؤها. كما سوف يتم دعم الشركات التي تستخدم مصادر الطاقة منخفضة الكربون، والتجارة الإلكترونية والبيانات الضخمة والمدن الذكية.
وقبل يوم، أعلن شي عن دعم مالي ضخم لكل هذه المشروعات، حيث تم تخصيص 100 مليار يوان (نحو 14.5 مليار دولار أمريكي) لدعم صندوق طريق الحرير. وتم تخصيص ما يساوي 380 مليار يوان على هيئة قروض، لمشروعات البنية التحتية والتنمية من بنوك السياسة الصينية، علاوة على تخصيص 300 مليار يوان لتنفيذ الأعمال عبر البحار التي يتم تمويلها باليوان الصيني.
وكذا تم تخصيص 60 مليار يوان كمساعدة لتطوير البلدان النامية والمنظمات الدولية.
منذ عام 2013، تجاوزت المبادرة حدود الرؤية وتحولت إلى حقيقة واقعة، ما عاد بالنفع على البلدان على طول طرق المبادرة.
ومن منغوليا إلى ماليزيا إلى تايلاند إلى باكستان إلى لاوس إلى أوزبكستان، يتم في الوقت الراهن إنشاء الكثير من المشروعات التي تشمل السكك الحديدية فائقة السرعة والجسور والموانئ والمجمعات الصناعية وخطوط أنابيب النفط وشبكات الطاقة. وكنتيجة لذلك، ارتفعت مستويات معيشة الكثيرين على طول طرق المبادرة.
وقد حظيت الخطة بدعم أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، والذي كان حريصا على حضور المنتدى. وأخبر جوتيريش وزير الخارجية الصيني وانغ يي بأن المنتدى يجسد الرؤية الاستراتيجية الصينية المتفردة في حكمتها، وأن المنتدى سيكون مفتاحا لحل المشكلات العالمية من خلال التعاون الدولي.
وقال شي "سوف نرتقي بمبادرة الحزام والطريق إلى المستوى التالي وهو المستوى الأوسع والأعمق والأعلى. سوف نبحث عن حل اقتصادي للتحديات الاقتصادية الكبيرة في عالمنا الحاضر."
لقد وصف شي المبادرة بأنها مشروع طويل الأمد وأنها تتطلب جهودا مشتركة من كافة الأطراف المعنية لكي تتحول من خطة نظرية إلى عمل ملموس ونتائج واقعية.
وسوف يجتمع زعماء العالم مرة أخرى في 2019 من أجل تقييم التقدم الذي تم إحرازه.
وقال شي "لدينا كافة الأسباب التي تجعلنا نثق في المستقبل."