بروكسل 3 يونيو 2017 / اختتم رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ أمس الجمعة زيارة لمدة يومين إلى بلجيكا،حيث التقى زعماء أوروبيين،أكدوا من جانبهم من جديد على تمسكهم بتعزيز علاقة مستقرة مع الصين، فيما أكد لي تمسك الصين بتعزيز العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، وذلك في مواجهة شكوك عالمية متزايدة.
وأرسل الجانبان رسائل إيجابية إلى العالم من خلال قرارهما بتبني حرية التجارة والعولمة، وبالمضي قدما في مكافحة التغير المناخي رغم الانتكاسات التي شهدها هذا المجال.
الاستقرار وسط الشكوك
خلال إقامته في بروكسل، حضر رئيس مجلس الدولة الصيني قمة الأعمال ال12 بين الصين والاتحاد الأوروبى ، وشارك في رئاسة الدورة ال 19 من اجتماع القادة الأوروبيين والصينيين، مع كل من دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي وجان- كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية.
وخلال الحدثين، أكد لي على أهمية تحقيق علاقة مستقرة ومتنامية القوة بين الصين والاتحاد الأوروبي،في مواجهة شكوك عالمية متزايدة.
وأخبر لي توسك ويونكر خلال اجتماعهم السنوي أن الصين تثمن كثيرا علاقاتها مع أوروبا وتدعم بلدان الاتحاد الأوروبي في اختيار طريقهم الخاص لتحقيق التكامل، مضيفا ان الصين سعيدة بأن ترى أوروبا مستقرة ومتحدة ومنفتحة وتنعم بالرخاء.
وقال رئيس مجلس الدولة إنه يأمل في أن يوجه الاجتماع رسالة مفادها أن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبى تحافظ على استقرراها ونموها المطرد، وأن كلا من الصين وأوروبا يستطيع التعامل مع الشكوك العالمية من خلال استقرار علاقات التعاون فيما بينهما.
وفي معرض إشارته إلى أن الصين والاتحاد الأوروبي حافظا على تحقيق تقدم جديد في علاقة التعاون المشترك خلال السنوات الأخيرة، حث لي الجانبين على تعزيز الربط بين استراتيجيات التنمية الخاصة بكل منهما، وتوسيع الانفتاح ثنائي الاتجاه والمضي قدما في المفاوضات حول اتفاقية استثمار.
وحث لي الجانبين على تعزيز التعاون في مجالات البنية الأساسية والطيران والمعلومات وأمن الشبكات والمالية والطاقة المتجددة، بين مجالات أخرى.
وأوضح لي أنه يتعين على الجانبين كذلك انتهاز فرصة " عام السياحة لبن الصين والاتحاد الأوروبى 2018" في تيسير التبادلات الشعبية.
من جانبهما، قال توسك ويونكر خلال مؤتمر صحفي مشترك إن الاتحاد الأوروبي والصين شريكان استراتيجيان وتعاونيان هامان بالنسبة إلى بعضهما البعض، وأن الجانبين يوليان أهمية كبيرة إلى العلاقات والتعاون بينهما
مدافعان عن التجارة الحرة والعولمة
جاءت العلاقات التجارية والاقتصادية على قمة أجندة رحلة لي إلى أوروبا. وفي حديث هام في قمة الأعمال، قال لي إن كلا الجانبين يعتقد أنه يتعين عليهما السير في اتجاه مَد العولمة، ودفع العولمة قدما بما يجعلها أكثر نزاهة وشمولا.
وقال لي إن الصين والاتحاد ألاوروبي ، بل والعالم أجمع، قد حققوا مكاسب من العولمة، مشيرا إلى أن العولمة ليست مسؤولة عن التأثير السلبي الذي طرأ بالتزامن مع تطبيقها.
غير أن لي أكد على أنه يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي اتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهة المشكلات التي نتجت عن العولمة الاقتصادية.
وقال لي إن المهمة الملحة في الوقت الراهن هي التمسك بمباديء النزاهة والتجارة الحرة ، وإنعاش محركي الاقتصاد المتمثلين في التجارة والاستثمار.
وأكد لي أن الصين تولي أهمية كبيرة لتحقيق النزاهة والاستدامة في تعزيز التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي.
ومشيرا إلى أن التجارة الحرة والنزاهة يكملان بعضهما البعض، قال لي إنه يأمل في أن تكون التجارة الحرة مستدامة وصحية ومتوازنة.
وأشار أيضا رئيس مجلس الدولة الصيني إلى أن الصين أوفت بالتزاماتها منذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية في 2001.
واضاف لي أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي الوفاء بالتزاماته بموجب المادة 15 من بروتوكول انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، وبهذا يتم إرسال رسالة مفادها وجوب احترام القواعد الدولية وحماية النظام متعدد الأطراف.
وبحسب المادة 15، كان يتعين على الدول أعضاء منظمة التجارة العالمية وقف استخدام نهج البلد البديل في إجراء تحقيقات مكافحة الأغراق حول الصين، بحلول 11 ديسمبر 2016.
وخلال الاجتماع ، أقر توسك ويونكر بأن الحفاظ على النظام العالمي الراهن يتفق مع المصالح المشتركة للصين والاتحاد الأوروبي، بل ومصالح العالم أجمع، وأضافا أن النظام التجاري العالمي لايتعين الحفاظ عليه بنهج انتقائى.
إن الصين والاتحاد الأوروبي فاعلان مهمان على الساحة الدولية، وتقوم بينهما شراكة استراتيجية شاملة ، فالاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري للصين، وفي الوقت نفسه ، فلإن الصين هي ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي.
التضامن حول قضية التغير المناخي
قال توسك خلال المؤتمر الصحفي المشترك، إن زيارة لي أظهرت تضامنا بين الاتحاد الأوروبي والصين حول قضية التغير المناخي.
وأضاف توسك " نحن اليوم نقوم بتعزيز التعاون مع الصين حول قضية التغير المناخي، ما يعني أن الاتحاد الأوروبي والصين أظهرا اليوم تضامنهما مع الأجيال القادمة ومسؤوليتهما عن كوكب الأرض بالكامل ."
وخلال المؤتمر الصحفي أكد توسك ويونكر أن الاتحاد الأوروبي عازم على تعميق التعاون حول قضية التغير المناخي وعلى المشاركة في تنفيذ اتفاقية باريس لعام 2015، وهي معاهدة عالمية تاريخية لمكافحة التغير المناخي، من أجل تحقيق النفع للعالم بأسره.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أول أمس الخميس عن قراره بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس.
وخلال محادثاتهم، أخبر لي زعماء الاتحاد الأوروبي بأن الصين سوف تعزز التعاون مع الكتلة حول قضية التغير المناخي، وسوف تعمل معهم سويا لتنفيذ اتفاقية باريس، وتحقيق أهداف أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.
جدير بالذكر أن زيارة لي إلى بروكسل، والتي شملت أيضا زيارة رسمية إلى بلجيكا، جاءت عقب قيامه بزيارة رسمية إلى ألمانيا، حيث حضر لي الاجتماع السنوي بين رئيس مجلس الدولة الصيني والمستشارة الألمانية.