قوانغتشو 10 يوليو 2017 /أكملت الصين يوم الأحد الاستخراج التجريبي من هيدرات الغاز، والمعروف باسم الجليد القابل للاحتراق في بحر الصين الجنوبي لمدة 60 يوما، مما حقق اختراقات في البحث البشري عن مصادر بديلة للطاقة.
وذكرت مصلحة المسح الجيولوجي الصينية أن عملية التعدين في المياه بالقرب من مصب نهر اللؤلؤ قد بدأت اعتبارا من 10 مايو، وقد فاقت التوقعات السابقة وسجلت رقما قياسيا عالميا في وقت الاستخراج وكميتها.
وقالت المصلحة إن الاستخراج التجريبي حقق إنتاج أكثر من 300 ألف متر مكعب من الغاز وخاصة الميثان، باستخراج أكثر من 5 آلاف متر مكعب من الغاز عالي النقاوة يوميا في المتوسط ، حيث يبلغ أعلى الإنتاج اليومي 35 ألف متر مكعب.
وفي الوقت نفسه، تم تسجيل 6.47 مليون مجموعة من البيانات التجريبية.
وعادة ما يوجد الجليد القابل للاحتراق في مناطق قاع البحر أو التندرا التي تتمتع بضغوط قوية ودرجة حرارة منخفضة ضرورية لاستقراره. ويمكن إشعالها مثل الإيثانول الصلب، وهذا هو السبب في أنه يسمى الجليد القابل للاحتراق أو القابل للاشتعال .
ويذكر أن مترا مكعبا واحدا من الجليد القابل للاحتراق ، وهو نوع من هيدرات الغاز الطبيعي، يساوي 164 متر مكعب من الغاز الطبيعي العادي.
وكان وزير الأراضي والموارد الصيني جيانغ دا مينغ قد أعلن على منصة إنتاجية في موقع التعدين التجريبي في يوم 18 مايو أن الصين قد نجحت في جمع عينات الجليد القابل للاحتراق في بحر الصين الجنوبي، ما يعد اختراقا رئيسيا قد يؤدي إلى ثورة دولية في الطاقة.
وقال الوزير في المنجم الواقع في منطقة "شنهو" لبحر الصين الجنوبي إن هذا يعتبر النجاح الأول للصين في تعدين الجليد القابل للاحتراق من البحر ، بعد قرابة عقدين من البحوث والاكتشاف .
وشرعت الصين تنقيب الجليد القابل للاحتراق في بحارها منذ 1999، حيث كانت الدائرة رائدا في هذا المجال في البلاد ونجحت في اكتشاف الموارد في بحر الصين الجنوبي في عام 2007 .
وتوقعت أوساط العلوم الدولية أن تصبح مادة الهيدروكسيد الغازية الطبيعية مصدرا للطاقة البديلة للنفط والغاز الطبيعي .
وتوقع خبراء صينيون أن تقوم الصين باستغلال الجليد القابل للاحتراق لأغراض تجارية بحلول العام 2030 تقريبا بعد أن أعلنت الدولة عن إحراز تقدم جوهري في استخراج هذه الطاقة الوافرة التي قد تكون بديلة للنفط والغاز الطبيعي في المستقبل.
وقال جين تشينغ هوان، المحاضر بأكاديمية الهندسة الصينية في منتدى الطاقة الثاني الذي أقامته الهيئة الأكاديمية العليا في مجال الهندسة في البلاد ، إن الصين ستحقق اختراقا من حيث التقنية والتجهيزات لاستخراج الجليد القابل للاحتراق في حدود عام 2020. ومن ثم ستبدأ في استخراجه لأغراض تجارية بحلول عام 2030 تقريبا.
وفي هذا الصدد، أكد لي جين فا، نائب رئيس مصلحة المسح الجيولوجي الصينية على قدرة الصين على تحقيق الاستغلال التجاري للجليد القابل للاحتراق قبل 2030.
وأضاف لي"إنه يعتبر بديلا استراتيجيا للنفط والغاز الطبيعي في المستقبل، ليس الصين فقط، بل للعالم بأسره الذي يولي اهتماما بذلك".
وقال لي إن الدول الأخرى مثل اليابان قد بدأت أيضا في تعدين الجليد القابل للاحتراق ولكن العمليات توقفت بسبب كمية كبيرة من الرمال التي تدخل آبار الإنتاج .
جدير بالذكر أن العلماء الصينيين اخترعوا تقنية جديدة لمنع الرمال من تعطيل الاستخراج . وفي الوقت نفسه، تم إجراء أيضا تعديلات أخرى لضمان الاستخراج التجاري.
وأظهرت الاختبارات البيئية أنه لا يوجد تسرب للميثان، وكما لم تحدث مخاطر جيولوجية.
وحسب تقرير المسح الجيولوجي للطاقة والمعادن الصينية الذي صدر في العام 2016، فمن المتوقع أن يفوق احتياطي الجليد القابل للاحتراق في الصين مائة مليار طن من النفط المكافئ . وينتشر نحو 80 بالمائة من ذلك في بحر الصين الجنوبي.