أكد مبعوث الصين الخاص إلى الشرق الأوسط قونغ شياو شنغ أن الجانبين الصيني والفلسطيني لديهما تطلعات كبيرة تجاه زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس المرتقبة إلى الصين، لافتا إلى الاهتمام البالغ الذي يوليه الجانب الصيني لترتيب هذه الزيارة.
فمن المقرر أن يقوم الرئيس الفلسطيني بزيارة دولة إلى الصين في الفترة من 17 إلى 20 يوليو الحالي تلبية لدعوة من نظيره الصيني شي جين بينغ، سيجرى خلالها مباحثات ولقاءات مع الرئيس شي ورئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ ورئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تشانغ ده جيانغ لتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضية الفلسطينية والقضايا الأخرى محل الاهتمام المشترك. وتعد هذه رابع زيارة يقوم بها الرئيس محمود عباس إلى الصين.
وصرح مبعوث الصين الخاص إلى الشرق الأوسط قونغ شياو شنغ في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ))شينخوا(( اليوم (الخميس) قائلا "خلال زيارتي الأخيرة لفلسطين، ذكر لي الرئيس عباس وقيادات فلسطينية أخرى أن الوضع الراهن في الشرق الأوسط معقد ودقيق وحساس للغاية، لذا فهم يريدون الاطلاع على وجهات نظر القادة الصينيين حيال الوضع والحصول على تأييد ودعم الجانب الصيني".
وأشار قونغ إلى أن الجانب الصيني قام بترتيبات خاصة للتحضير لزيارة الرئيس عباس وهذا يدلل على مدى اهتمام الصين بالقضايا الشرق أوسطية بوجه عام والقضية الفلسطينية بوجه خاص، واصفا الرئيس عباس بأنه "صديق قديم" للصين حيث قام بزيارة للصين في مايو 2005، أي بعد عدة أشهر فقط من انتخابه رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية في بداية نفس العام.
وكشف الدبلوماسي الصيني المخضرم النقاب عن أنه من المتوقع أن يوقع الجانبان الصيني والفلسطيني خلال الزيارة اتفاقات معنية بالمساعدات ومشروعات التعاون، لافتا إلى أن الصين لم تتوقف قط عن مساعدة الفلسطينيين منذ إنشاء حركة التحرير الوطني الفلسطيني )فتح( في ستينات القرن الماضي.
و"إلى جانب المساعدات الإنسانية، تواصل الصين تقديم المعونات والمساعدات بكافة أشكالها إلى الجانب الفلسطيني عبر منظمات أممية مثل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين )أونروا( وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي"، حسبما ذكر قونغ شياو شنغ، مضيفا بقوله "ونتمنى حقا أن تعود هذه المساعدات بالخير وبفوائد واقعية ملموسة على الشعب الفلسطيني".
وشدد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية قنع شوانغ يوم الثلاثاء على دعم الصين للقضية العادلة للشعب الفلسطيني وحقه في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، معربا عن رغبة بلاده في الاضطلاع بدور بناء في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدما.
وأشار قنغ إلى رغبة الصين في تعميق الصداقة التقليدية بينها وبين فلسطين ودفع التعاون بين الجانبين قدما على نحو شامل، مؤكدا عزم الجانبين على توسيع التعاون بينهما في شتى المجالات.
وفي معرض حديثه عن مستقبل القضية الفلسطينية في ظل المستجدات التي تشهدها المنطقة، ذكر مبعوث الصين الخاص أن الوضع في المنطقة حرج جدا، وأنه من السابق لأوانه التكهن بتأثير تلك المستجدات على القضية الفلسطينية الجوهرية.
وتابع بقوله إن "الصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي أو الصراع العربي ــ الإسرائيلي يمثل لب القضايا في الشرق الأوسط، ومع التطورات التي عاشتها المنطقة في السنوات الأخيرة برزت القضايا العراقية والسورية والليبية واليمنية إلى جانب ظهور تنظيم داعش وانتشار وباء الإرهاب، وهذا يثير قلقا شديدا لدى ويلقى متابعة مكثفة من دول العالم، بما فيها الصين".
ولكن "على كل حال نأمل في أن تهدأ الأوضاع بالمنطقة وتحل ما تشهده من معضلات ومنها القضية الفلسطينية عبر التسويات السياسية"، هكذا قال قونغ شياو شنغ، مؤكدا أن الصين تود بذل المزيد من الجهود لتحقيق ذلك.
وشدد على أنه "القضية الفلسطينية ستظل في بؤرة الاهتمام الدولي، فالشعب الفلسطيني يتوق حقا إلى السلام"، مؤكدا أنه من الأهمية بمكان أن يعمل قادة دول العالم وساستها على الدفع نحو حل القضايا الشرق أوسطية ومنها قضية فلسطين عبر الحوار والمفاوضات للحيلولة دون حدوث مزيد من التصعيد.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد وجه من مقر جامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة في يناير 2016 نداء إلى المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات أقوى لتفعيل عملية مفاوضات السلام سياسيا وتدعيم عملية إعادة الإعمار اقتصاديا، بما يمكن الشعب الفلسطيني من رؤية نور الأمل في وقت قريب، مؤكدا دعم الصين بحزم لعملية السلام في الشرق الأوسط.