فنغ لي مينغ 37 عاما، جندي متقاعد ، لكنه غالبا ما يرتدي ملابس تظهره كالنساء عندما يكون في الخارج .
يحمل دائما معه شعرا مستعارا، وزوجين من النظارات الشمسية وقميصا نسائيا. فالنشّال قد يظهر في أي وقت ، وعليه أن يكون مستعدا لإخفاء هويته الحقيقية.
وقال فنغ :" لقد طور بعض الشباب المنحرفين اليوم وتعلموا بعض القدرات التي تمنع اكتشاف أمرهم، ولذلك فإن عليّ أن أحول نفسي إلى طالبة جامعية أو سيدة تعمل في مكتب خلال ثوانٍ قليلة".
تقريبا؛ فإن أغلب النشالين والسارقين وبائعي المخدرات في مدينة تاييوان في مقاطعة شانشي بشمالي الصين يعرفون بوجود فنغ ويخشون منه.
تخرج فنغ من كلية الشرطة المهنية في المقاطعة في العام 2009، لكنه فشل في اجتياز امتحانات الخدمة المدنية ثلاث مرات، ما منعه من تحقيق هدفه بأن يكون ضابط شرطة.
في مواجهة ذلك، عمل فنغ في العديد من الوظائف، لكنه لم يتخل أبدا عن عمله التطوعي في ملاحقة النشالين ومحاربة أعمال النشل والسرقة التي يقومون بها.
وخلال السنوات الـ 19 الماضية، تمكن فنغ من إلقاء القبض على أكثر من 1200 مشتبه به، أغلبهم من نشالي الحقائب واللصوص وبائعي المخدرات.
وقال فنغ :" طالما استمر شخص واحد بتجاوز القانون، فإن من واجبي أن أقوم بملاحقته وتعقبه حتى أتمكن من القبض عليه".
وعندما كان طالبا في المدرسة الثانوية، لطالما رغب فنغ ركوب الدراجات الجبلية، وتمكن من تحقيق حلمه الصغير الذي لم يستمر طويلا ، بعد أن تعرضت دراجته للسرقة بعد أيام قليلة فقط على شرائه لها.
وحول ذلك قال :" تمنيت من صميم قلبي لو كان العالم خاليا تماما من اللصوص، وشعرت بحاجة ملحة للقيام بشيئ ما حيال ذلك".
في العام 1998، انضم إلى القوات المسلحة ليكون " جنديا قويا وماهرا" وذات يوم في العام 1999 وعدما كان يهبط من الحافلة، سمع امرأة تصرخ قائلة إن لصا سرق حقيبتها وأشارت إلى شخص يركب دراجة وعلى ظهره حقيبة نسائية، فما كان من فنغ إلا أن قام بمطاردة السارق حتى ألقاه أرضا.
وفيما أعربت زوجة فنغ عن خشيتها من المشي مع زوجها في الطريق خوفا من تعرضهما للأذى فيما لو تعرف أحد اللصوص أو النشالين على زوجها، إلا أنها قالت :" لقد كنت في السابق في غاية الخوف والقلق على سلامة فنغ بالدرجة الأولى، لكنني أدركت لاحقا مدى براعته في القيام بعمله، ولذلك؛ أقنعت نفسي بأن أبقى مطمئنة بأنه سيكون دائما على خير ما يرام وبأنه سيعود إلى المنزل سالما يوميا".
في وقت مبكر من السنة الجارية، قامت الشرطة المحلية بتحويل فنغ بشكل مؤقت من عمله الحالي ليصبح مساعدا لضباط الشرطة في معالجة القضايا المعنية وتقديم يد العون إليها من خلال الاستفادة من خبراته الطويلة، الأمر الذي رفع من شأن فنغ درجة أعلى ، وقربه في ذات الوقت من تحقيق حلمه بأن يكون ضابط شرطة حقيقيا.
وقال فنغ :" لقد أصبح إلقاء القبض على النشالين واللصوص عادة دائمة بالنسبة إليّ ، وهو أمر لا أستطيع أن أتقاعد منه، ولا يمكن أيضا أن أستسلم أمامه، وسواء ما إذا أصبحت شرطيا أم لا ، سأواصل القيام بهذا العمل حتى النهاية".