دمشق 17 أغسطس 2017 / تنطلق فعاليات الدورة الـ59 لمعرض دمشق الدولي مساء اليوم (الخميس)، بمشاركة كبيرة من شركات عربية وأجنبية بعد توقف دام خمس سنوات بسبب النزاع الدموي الدائر في البلاد.
ويقام المعرض على أرض مدينة المعارض الجديدة الواقعة قرب مطار دمشق الدولي جنوبي العاصمة، والتي تبلغ مساحتها 1200 كم مربع.
ويشارك بالمعرض 43 دولة عربية وأجنبية، منها 23 شاركت بشكل رسمي عبر السفارات، و20 دولة سجلت مشاركات تجارية، أي عبر شركات اقتصادية مستقلة، بالإضافة إلى مشاركات القطاعين العام والخاص السوري.
وأنهت محافظة دمشق كل الإجراءات اللوجستية اللازمة لافتتاح المعرض الدولي، الذي يعد أكبر تظاهرة اقتصادية واجتماعية وثقافية وفنية في سوريا.
فعلى مدار الأسابيع الماضية أنجزت السلطات في محافظة دمشق عدة أعمال، منها توسيع الطريق الذي يربط العاصمة بمدينة المعارض، ووضع لافتات تسهل للوفود الوصول إلى مكان إقامته، حسب ما لاحظ مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)).
وأجرت السلطات أيضا تنظيفا لمجرى نهر بردي الذي يخترق العاصمة.
كما تم ترميم نصب السيف الدمشقي رمز المدينة الرئيسي في الساحة الأموية، الساحة الرئيسية في دمشق، حيث تم وضع زجاج وأضواء جديدة على واجهته.
وعانى هذا النصب من أضرار بسبب قذائف الهاون التي كانت تسقط على العاصمة عندما كان المسلحون في ريف دمشق، خاصة في الغوطة الشرقية يستهدفونها.
ومنذ 22 يوليو يسري في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، وقفا لإطلاق النار.
وقال وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري محمد سامر الخليل في تصريحات صحفية إن مدينة المعارض بجميع أجنحتها وساحاتها جاهزة لاستقبال زوارها في الدورة التاسعة والخمسين لمعرض دمشق الدولي.
وتتميز هذه الدورة بنواح غير مسبوقة في تاريخ المعرض منذ تأسيسه، منها مشاركة 43 دولة، وبلوغ مساحته نحو 74 ألف متر مربع، بالتوازي مع وصول عدد الشركات المشاركة إلى أكثر من 1600 شركة، بحسب الخليل.
وتابع الوزير السوري قائلا إن "سوريا اليوم تشهد حدثاً اقتصادياً وثقافياً على مستوى المنطقة".
واعتبر أن هذه الدورة من معرض دمشق الدولي ستكون الأكثر تميزا "لما تحمله من دلالات للعالم أجمع بأن التعافي الاقتصادي قد بدأ، وأن سوريا تنبض بالحياة وعاودت نشاطها الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، وأنه رغم كل شراسة الحرب الظالمة ضد سوريا فقد تمكن الاقتصاد السوري من النهوض مجددا".
ودلل الخليل على ذلك بحجم المشاركة الكبير للقطاعين العام والخاص السوري.
وتركز الحكومة السورية في الوقت الحالي على إحياء الاقتصاد الراكد، ودفع عملية إعادة الإعمار من خلال تشجيع الشركات الأجنبية على زيارة البلاد وإقامة الاستثمارات.
ووفقا لتقديرات نشرها البنك الدولي في يوليو، بلغت الخسائر الإجمالية التراكمية للناتج المحلي منذ اندلاع النزاع في سوريا "نحو 226 مليار دولار، أي حوالي أربعة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي السوري في عام 2010".
وتشارك بالمعرض دول أجنبية ظلت على علاقاتها بدمشق رغم الحرب، وأخرى قطعت علاقاتها الدبلوماسية بها.
وقال فارس كرتلي مدير مدينة المعارض في سوريا في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) في وقت سابق إن الشركات الأجنبية تأتي من 38 دولة، من بينها الصين وروسيا وإيران وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا.
وأكد كرتلي "أن معرضنا هذا العام سيكون الأفضل منذ إقامة معرض دمشق الدولي عام 1954".
وافتتحت الدورة الأولى لمعرض دمشق الدولي في عام 1954، فيما كانت آخر دورة في العام 2011، حيث اندلعت الأزمة في البلاد.
ويشارك بالمعرض أيضا دول عربية، أبرزها مصر.
والتقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم الوفد المصري المشارك في المعرض برئاسة أحمد الوكيل رئيس اتحاد غرف التجارة المصرية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن المعلم قوله خلال اللقاء "إن مستوى وحجم المشاركة المصرية في المعرض يعكسان الرغبة الصادقة لدى الأشقاء في مصر لتعزيز العلاقات مع سوريا، وأهمية الاستمرار في مثل هذه الزيارات واللقاءات في فتح المزيد من آفاق التعاون بين البلدين".
ولايقتصر المعرض، الذي يبدأ حفل افتتاحه عند الساعة الثامنة مساء اليوم بالتوقيت المحلي، على النشاط الاقتصادي.
ويتضمن المعرض حفلات فنية لفنانين سوريين وعرب وعروضا راقصة لفرق فلكورية ومسرحا للطفل وسحبا لليانصيب، بالإضافة إلى ندوات ومحاضرات اقتصادية ومعارض تخصصية للزهور والكتب.