تقرير: 115 شركة صينية في قائمة أقوى 500 شركة عالمية عام 2017

أصدرت مجلة "فورتشين" مؤخرا ترتيب أقوى 500 شركة عالمية لعام 2017. حيث ضمت القائمة 115 شركة صينية(109 من البر الرئيسي)، وجائت بذلك الصين ثانية الترتيب بعد أمريكا التي امتلكت 132 شركة على القائمة. وحقق عدد الشركات الصينية المدرجة على قائمة فورتشين زيادة متواصلة للعام الـ14 على التتالي.

أظهرت البيانات أن إجمالي مداخيل أعمال شركات البر الرئيسي المدرجة على قائمة فورتشين قد بلغ 6.04 تريليون دولار. مايمثل 22% من إجمالي مداخيل الـ 500 شركة المدرجة على القائمة. فماهي التغيرات التي شهدها وضع الشركات الصينية خلال العام الماضي، استنادا للبيانات؟

تحسن شامل للمؤشرات

تعتبر قائمة أقوى 500 شركة في العالم التي تصدرها مجلة فورتشين مقياسا مهما لتقييم الشركات العالمية الكبرى، وتنشر مرة كل عام منذ 1955. يستند التصنيف على نتائج الشركات خلال العام الماضي، بما في ذلك مؤشر مداخيل الأعمال، الذي يعد السند الأهم في التصنيف.

حققت الشركات الصينية في قائمة 2017 رقما قياسيا جديدا، وقلصت الفارق مع الشركات الأمريكية. مايعكس الأسس المتينة للإقتصاد الصيني، ومواصلة دفع الشركات الصينية القوية لنمو الإقتصاد الصيني. من جهة ثانية، أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الصيني نمو الإقتصاد الصيني خلال النصف الأول من العام الحالي بـ 6.9%، وهو مايعني بأن البيئة الإقتصادية الجيدة قد ساعدت الشركات على النمو.

احتلت الصين 3 مقاعد في ترتيب الـ5 شركات الأولى على القائمة، وهي الشبكة الصينية للكهرباء، سينوبك، بتروتشاينا والتي جائت تباعا في المراتب الثانية والثالثة والرابعة. وعلى مستوى الأرباح، احتلت الشركات الصينية 4 مقاعد في ترتيب الـ5 شركات الأولى، وبإستثناء المقعد الأول الذي إحتلته شركة آبل، سيطرت البنوك التجارية الصينية على المراتب الأربعة المتبقية.

جدير بالذكر أن قائمة العام الحالي قد شهدت دخول 6 شركات عاملة في مجال الإنترنت، تقاسمتها الصين وأمريكا بشكل متساو. حيث شهدت القائمة دخول شركات جينغ دونغ، علي بابا وتنست. في هذا السياق، يرى مدير معهد الإدارة بمعهد قوانغهوا بجامعة بكين ليو تسياو، أن هذا النوع من الشركات بصدد تغيير أسس الإقتصاد الصيني من خلال أثر الصدمة.

حضور بارز للشركات الخاصة

تمثل الشركات المركزية والشركات المملوكة للدولة قرابة 80% من عدد الشركات الصينية المدرجة في القائمة. وتتركز أساسا في مجال توفير السيولة، الطاقة والمواد الأولية وغيرها من القطاعات. لكن غالبية الشركات الصينية الجديدة التي دخلت القائمة تنتمي للشركات الخاصة.

مثلا، حققت هواوي 78.51 مليار دولار من المداخيل خلال العام الماضي، وتقدمت في الترتيب من المرتبة الـ129 إلى المرتبة الـ83، لتدخل للمرة الأولى إلى ترتيب المئة الأولى. وجائت هواوي على رأس الشركات الصينية على مستوى الأصول الصافية، وتبعتها بشكل مباشر كل من شركة ميديا، تنسنت وشيري، وجميعها شركات خاصة. أما مجموعة هنغدا، فتقدمت بـ158 مقعدا، لتحتل المركز الـ338 في قائمة الـ 500.

في هذا الصدد، أشار رئيس قسم الإقتصاد بالإتحاد الصيني للصناعة والتجارة تهانغ لين، إلى أن الشركات الصينية الخاصة باتت تمثل منبع الإبتكار. وبالمقارنة مع الشركات المركزية والشركات المملوكة للدولة، تتميز الشركات الخاصة بأكثر مرونة على مستوى السيولة، وأكثر إهتماما بالإبتكار التقني وبالإنتشار القطاعي والإستثمار في البحث والتطوير. إلى جانب عملها الدؤوب على تحقيق التحول الهيكلي في الركود الإقتصادي العالمي.

في الوقت الذي تحافظ فيه الصين على الملكية العامة كنظام أساسي، تشهد الشركات المملوكة للدولة والشركات الخاصة تطورا على حد السواء، وتسهمان في تحفيز حيوية الإقتصاد الصيني. ويرى ليو تسياو أن صعود الشركات الخاصة يعكس تنامي دور السوق في عملية التحول الهيكلي للإقتصاد الصيني.

أفاق واسعة

إلى جانب تزايد عدد الشركات الصينية في قائمة الـ500، شهد التأثير العالمي للشركات الصينية إرتفاعا ملحوظا. لكن مع ذلك مازالت الشركات الصينية تواجه مشكلة "كبير لكن غير قوي". حيث أظهرت البيانات أن متوسط نسبة أرباح أصول شركات البر الرئيسي المدرجة على قائمة فورتشين قد بلغت 1.65%، في حين يبلغ متوسط نسبة أرباح الأصول في الشركات الأمريكية 4.79%. وهو مايمثل 2.9 مرة مقارنة بالشركات الصينية.

"لقد حان الوقت بالنسبة للصين لبناء الشركات العظيمة، كما أصبحت صناعة القيمة الهدف الأهم للشركات الصينية في الوقت الحالي." يقول ليو تسياو. ويضيف ليو بأن الشركات الصينية لن تشهد زيادة عددية في قائمة الـ 500 في المستقبل فحسب، بل أن التحول الهيكلي للشركات الصينية وإهتمامها بالإبتكار التكنولوجي سيجعل العلامات التجارية الصينية أكثر تأثيرا.