بقلم تشاو شيوي
بكين 25 أغسطس 2017 /ستضحك بعد قراءتك القصة التالية، ولكن هذه القصة الحقيقية من المتوقع ان تحدث بمعدل اكبر بعد توافد المزيد من الاجانب للعمل والحياة في الصين، وربما تحدث لك ذات يوم.
يعمل شاب مصري اسمه محمد اسامة أو كما يلقبونه "التنين المصري" ببكين، وقد شعر بنعاس شديد قبل الذهاب الى العمل اليوم، وذلك لأنه لم يستطع النوم بشكل جيد ليلة الامس حيث استيقظ في الساعة 3:30 منتصف الليل بعد أكثر من 20 مكالمة لم يتم الرد عليها من أمه. وعند استيقاظه، شعر بقلق شديد فعاود الاتصال بها ليجد انها قلقة عليه قلقا شديدا بعد ان شاهدت خبرا من نشرة الارصاد الجوية الصينية: يضرب الإعصار "هاتو" الصين خلال هذه الأيام . وطمأن محمد أمه، وقال لها ان "الإعصار في المنطقة الساحلية بجنوبي الصين، وانا أعيش في العاصمة بكين حيث الجو الحار والشمس المشرقة خلال هذه الأيام ، وتبعد تلك المنطقة عن بكين أكثر من 2000 كيلومتر، أي ما يعادل المسافة من أقصى شمال مصر إلى أقصى جنوب مصر ذهابا وايابا." وبعد ان طمأن محمد والدته، أصابه الارق ولم يستطع النوم حتى الصباح.
وكتب محمد مدونة حول هذه التجربة في موقع "سينا-ويبو" الشبيه بموقع ((تويتر)) في الصين، حيث يتابع صفحة محمد الشخصية ما يزيد على 180 ألف متابع، ثم أثارت هذه القصة حماسة متابعيه حيث انهالت التعليقات على المدونة:
قلب الأم في العالم واحد؛
لا يعرف كثير من الأجانب كم هي كبيرة الصين؛
يمكنك ارسال خريطة الصين إلى أمك لطمأنتها؛
حب الأم عظيم ....
إن هذه الأم وابنها محظوظان. وفي الحقيقة، فمن الطبيعي ان تشعر بالقلق بعد سماع مثل هذا الخبر، اذ أن الإعصار "هاتو" الذي وصل إلى اليابسة من مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين يوم 23 أغسطس الجاري أدى إلى مصرع تسعة أشخاص وفقدان آخر في قوانغدونغ وماكاو. وقد أوقفت محطة الأرصاد الجوية المركزية الصينية ترقيمه يوم 24 أغسطس الجاري، وهذا يعني أن الإعصار قد خف. واستؤنفت الأعمال والحياة في المناطق المتأثرة بالإعصار "هاتو" حاليا.
وأثر هذا الخبر من نشرة الارصاد الجوية الصينية على حياة هذه الأم المصرية، وهذا ليس غريبا، لأن ابنها يعمل ويعيش في الصين. ويختار المزيد من الأجانب الصين للعمل والعيش والسياحة فيها.
وقد أصبحت الصين ثاني أكبر مقصد للدراسة في الخارج بالعالم، وبلغ عدد طلبة الجامعات الأجانب في الصين نحو 400 ألف طالب حتى عام 2015.
واستقبلت الصين 133 مليون زائر قادم من الخارج في عام 2015.
ويلفت العالم نظره إلى مدينة شيامن في هذه الأيام ، اذ من المقرر أن يجتمع قادة مجموعة "بريكس" التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا فيها في مطلع سبتمبر المقبل لعقد القمة التاسعة لـ "بريكس".
وسيذهب محمد إلى شيامن للعمل خلال فترة القمة. وقال محمد إنه سيتصل بأمه ليخبرها أن مدينة شيامن تقع في جنوبي الصين أيضا، وأن الاعصار قد غادر بالفعل، مضيفا أن "أمي ستعرف الصين أكثر فأكثر."