مع امتداد الازمة العسكرية بين الصين والهند لشهرها الثالث، لن تتراجع الصين عن موقفها تجاه اي انتهاك لسيادة اراضيها.
كان الرئيس الصيني شي جين بينغ قال في خطاب بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس جيش التحرير الشعبي "لن نسعى مطلقا للعدوان او التوسع لكن لدينا الثقة في هزيمة كافة الانتهاكات." "لن نسمح لاي شخص او منظمة او حزب سياسي بفصل جزء من الاراضي الصينية عن البلاد في اي وقت وباي صورة."
وفي 18 يونيو، عبر اكثر من 270 من رجال القوات الهندية المسلحة مع جرافتين الحدود في قطاع سيكيم وتقدموا لاكثر من 100 متر باتجاه الاراضي الصينية لعرقلة اقامة طريق في منطقة دونج لانج (دوكلام) بمنطقة التبت ذاتية الحكم بالصين.
وخلافا للمواجهات السابقة، فالازمة الحالية نتجت عن تسلل قوات هندية للجانب الصيني من الحدود المعترف بها دوليا.
وتتبع منطقة دونغ لانغ (دوكلام)، التي تتاخم ولاية سيكيم الهندية غربا ومملكة بوتان جنوبا، للصين وتقع تحت سيطرة الصين منذ وقت طويل للغاية.
ووفقا للاتفاقية المبرمة بين بريطانيا العظمي والصين المتعلقة بسيكيم والتبت في عام 1890، فدونغ لانغ تابعة للصين بلا شك.
وورثت الهند الاتفاق بعد استقلالها وأكدته مرارا كتابة الحكومات المتتالية للحكم الاستعماري البريطاني.
وقالت الهند إن الامر يتعلق بالدفاع عن جارتها صغيرة المساحة بوتان، وان دونغ لانغ تابعة لبوتان. وحتى اذا كان الامر كذلك، فليس من حق الهند التدخل في النزاعات الحدودية بين الصين وبوتان ولا هي مخولة بادعاء من يسيطر على هذه الاراضي نيابة عن بوتان.
إن الهند لا تنتهك سيادة الاراضي الصينية فقط ولكنها اضرت باستقلال بوتان ايضا.
وباختلاق النزاعات في دونغ لانغ (دوكلام)، كثفت الهند وجودها العسكري في المملكة البوذية وتستغل بوتان لزيادة الميزة الجغرافية مقارنة بالصين.
ويعتقد ان دونغ لانغ (دوكلام) ذات أهمية استراتيجية ضخمة للهند نظرا لقربها من ممر سيليجوري، شريان حيوى حساس للهند يربط سبع ولايات شمالية شرقية بباقي البلاد.
ومنذ اندلاع الازمة، ابدت الصين نيتها الحسنة وسعت للتواصل مع الهند عبر القنوات الدبلوماسية لحل الازمة. لكن القوات الهندية فشلت في انهاء الغزو.
والصين ليس لديها مبرر او رغبة في دخول حرب مع جارتها ولكنها لن تتوانى عن الدفاع عن اراضيها مهما كان الثمن.
وتجنبا لتصعيد النزاع العسكري، فالخطوة الحكيمة الوحيدة للهند هي سحب قواتها المعتدية دون شروط. فلا يمكن ان يفوز أحد في الحرب الهندية الصينية المحتملة.
وباعتبارهما من اقدم الحضارات فى العالم، فان "التنين الصينى" و"الفيل الهندى"، بينهما الكثير من القواسم المشتركة. والتعايش المشترك لن يفيد 2.7 مليار شخص يعيشون بالبلدين فحسب وانما من يعيشون خارج حدود البلدين ايضا.
وعلى النقيض، فان المنافسة بين البلدين، سيكون ثمنها فادحا.