أصبح معرض الصين والدول العربية الذى تقام دورته الثالثة فى الفترة من 6 إلى 9 سبتمبر فى مدينة يينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوى, منصة هامة لبناء "الحزام والطريق" بين الجانبين.
وتحتل الصين مرتبة ثانى أكبر شريك تجاري للدول العربية كما أن الدول العربية هي أكبر مصدر لإمدادات النفط الخام إلى الصين وثامن أكبر شريك تجاري للصين. وبلغ إجمالى حجم التجارة بين الصين والدول العربية 171.14 مليار دولار أمريكى فى عام 2016, كما بلغ حجم عقود المقاولات الجديدة، التي وقعها الجانبان خلال العام الماضي 40.37 مليار دولار بزيادة قدرها 40.8 بالمئة على أساس سنوي.
وحققت منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوى الواقعة شمال غربي الصين، نجاحا فى استضافة الدورات الثلاث للمنتدى الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية منذ عام 2010 ليتحول الاسم بعد ذلك إلى معرض الصين والدول العربية فى عام 2013 وليعقد كل سنتين من أجل تنفيذ أعمق للتبادلات الاقتصادية والتجارية وتوسيع المجالات التعاونية بين الصين والدول العربية.
وفى السابع من سبتمبر عام 2013، ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا بعنوان "تعزيز علاقات الصداقة الشعبية وخلق مستقبل أفضل", مقترحا بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير.أما في الثالث من أكتوبر من العام ذاته، ألقى الرئيس شي خطابا أمام البرلمان الإندونيسي ، اقترح فيه بناء طريق الحرير البحري للقرن الـ 21.
وأشار خبراء إلى أن مبادرة "الحزام والطريق" الصينية لها أهميتها بالنسبة للعرب، لأنها تُطرح كتصور بديل لحل المشاكل في الشرق الأوسط، يركز على التنمية والبناء من الناحية المادية، وتعزيز السلام والتعاون والكسب المشترك من الناحية المعنوية.
وقد حظي معرض الصين والدول العربية بترحيب واسع النطاق على طول "الحزام والطريق", فمنذ عام 2010 شارك أكثر من 80 دولة ومنطقة وهيئة دولية وأكثر من 6500 مؤسسة كبيرة ومتوسطة الحجم فى هذا النشاط المهم حيث تم توقيع 876 اتفاقية وصل إجمالي قيمتها إلى 435.93 مليار يوان وغطت مجالات التكنولوجيا والتمويل والطاقة والزراعة والصحة والسياحة والثقافة والتعليم.
واكتسب معرض الصين والدول العربية مغزى كبيرا ورسالة تاريخية مهمة في ظل مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين، بعد إدراجه على قائمة المنصات المهمة في بناء "الحزام والطريق" من قبل مجلس الدولة الصيني في مارس 2015، تماشيا مع منتدى بوآو الآسيوي ومعرض الصين والآسيان.
وقال عادل صبري الخبير المصري بالشئون الصينية، إن الدورة الحالية لمعرض الصين والدول العربية تتميز بأنها تأتي بعد حدثين في غاية الأهمية وهما منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في مايو الماضي وقمة مجموعة بريكس والتى استضافتها الصين قبيل المعرض مباشرة، مشيرا إلى أن اللقاءات على مستوى القمة تعطي دوما تركيزا كبيرا سواء على مستوى المسئولين أو على المستوى الإعلامي للحدث.
وقبل ثلاثة أيام اختتمت قمة بريكس بنجاح فى مدينة شيامن الساحلية حيث ابتكرت الصين لأول مرة آلية "بريكس بلس" من خلال دعوة زعماء دول تمثل مناطق مختلفة هي مصر والمكسيك وتايلاند وطاجيكستان وغينيا من أجل الحوار على هامش القمة، ثقة من جانبها بأن مثل هذا الحوار يصب في مصلحة تعزيز التعاون والتضامن بين الاقتصادات الناشئة والدول النامية وتطوير آلية بريكس بشكل عام.
وقال داي شياو تشي، الباحث في مركز الدراسات العربية بجامعة الدراسات الدولية ببكين، "إن نمط "بريكس بلس" المقترح من قبل الصين أتاح منصة تعاون ثابتة بين بلدان الجنوب- الجنوب، بما في ذلك التعاون الصيني- المصري"، لافتا إلى أن تعميق التعاون بين البلدين في إطار )بريكس بلس( المفتوح على كل من الدول النامية والأسواق الناشئة يساعد على توسيع آليات التعاون بين الصين ومصر في ظل وجود آليات عديدة حاليا على رأسها معرض الصين والدول العربية، ومنتدى التعاون الصيني -الأفريقي، وكذا إطار مبادرة "الحزام والطريق"، ما يفيد البلدين في شتى المجالات مستقبلا.
وعلى هامش قمة بريكس أعرب قادة دول بريكس عن توافقهم بشأن قضايا متنوعة تطرق إليها "إعلان بريكس" الذي تبنوه يوم 4 سبتمبر الجاري، بما فيها القضية السورية والنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي وقضايا العراق واليمن وليبيا والصومال وغيرها من قضايا الشرق الأوسط .
وتصنف اقتصادات معظم الدول العربية من بين الأسواق الناشئة، ما يفتح المجال أمامها للاستفادة من آلية بريكس وخاصة نمط "بريكس بلس".
وعن مدى تأثر الدورة الحالية لمعرض الصين والدول العربية بعقدها في أعقاب قمتي "الحزام والطريق " و"بريكس"، أكد السفير كمال حسن علي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشئون الاقتصادية، أن انعقاد المعرض يأتي لتفعيل المبادرة وتقوية العلاقات العربية - الصينية من أجل اتخاذ الإجراءات التنفيذية لاعتماد المبادرة في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والتي شملتها أعمال المعرض.