تحقيق: النازحون السوريون في لبنان يرفضون التوطين والتشريد ويأملون بالعودة

البقاع (شرق لبنان) 21 سبتمبر 2017 /عند الضفة الغربية لبحيرة القرعون في البقاع الغربي بجنوب شرق لبنان تحلق العديد من النازحين حول شاشة تلفاز صغير ركز في زاوية خيمة عتيقة من القماش البالي الذي بدت علامات الأهتراء في مختلف جنباته لمتابعة الأخبار الأمنية والسياسية.

ولدى سؤال أفراد الحلقة عن رأيهم بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الأمم المتحدة حول توطين النازحين السوريين في الدول المحاذية لبلدهم سوريا، قال أحمد أبو الجخي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه "يبدو أن هناك مخططا يقضي ببقائنا في أماكن نزوحنا".

وأضاف "هذا التوجه الأمريكي يتقاطع مع مخططات لدول أوروبية وعربية حليفة للولايات المتحدة".

وتدخل حسن العميري النازح من ريف حلب بالقول إن "للرئيس الأميركي وجهة نظر لكن للدول المعنية بالتوطين رأيها الذي يمكن أن يكون معاكسا لكن أحدا لم يسأل النازحين عن خيارهم في هذا الشأن".

من جهته أعرب النازح من ريف دمشق جمال الشحروري عن قناعته بحق لبنان في رفض التوطين "خاصة وأن عدد النازحين السوريين في لبنان تجاوز المليون ونصف مليون سوري مما يفوق قدرة لبنان على تحمل تبعات النزوح في مختلف النواحي".

بدورها علقت النازحة من ريف أدلب سلمى حيدري التي كانت قد فقدت زوجها في الحرب السورية قبل 3 سنوات وتعيش مع أطفالها الخمسة في مرآب للسيارات في وسط بلدة راشيا الوادي بالقول "إننا في حيرة من أمرنا فأملنا بالعودة إلى سوريا يكبر يوما بعد يوم أمام انتصارات الجيش السوري".

وأضافت "ليست لنا مصلحة في التوطين ونريد أن تثمر انتصارات جيشنا واقعا جديدا يعيدنا إلى أملاكنا وأرزاقنا وأهلنا".

أما النازح إلى مخيم برالياس في البقاع أدهم أبو زين فناشد المجتمع الدولي أن يعمل على المساعدة في عودة الأمن والأمان إلى سوريا تمهيدا لعودة النازحين إلى بلدهم.

وانتقد "قساوة وتجاهل الدول الكبرى خاصة أمريكا ومن يلف في فلكها والتي تتآمر على بلدنا وعلى شعبه ويريدون تشريدنا كما الشعب الفلسطيني".

وأضاف "انها مؤامرة جديدة على بلدنا ويبقى أملنا كبير بحلفاء سوريا فهم قادرون على تصحيح البوصلة والتصدي لكل التآمر المتنامي ورفض التوطين الذي لا يخدم سوى دول النفط والاستعمار".

من جانبه اعتبر النازح من حلب الدكتور سامر أبو الحسني إلى مخيم قب الياس في البقاع الأوسط أن "توطين النازحين السوريين هو خطر قائم".

وشدد على "ضرورة السعي من أجل عودة النازحين السوريين الذين تعتبر أزمتهم من أكبر أزمات النزوح والتي تذكر باللاجئين الفلسطينيين الذين أتوا مؤقتا إلى لبنان بعد حرب عام 1948 وإذا بهذا المؤقت يتحول إلى دائم".

وقال ان "التصريحات الأمريكية تؤكد المخاوف من توطين النازحين السوريين" متسائلا عن "سبب إصرار بعض الدول على توزيع أموال قدمتها لمصلحة النازحين على عدة سنوات وصولا حتى العام 2020".

وكان رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء في لبنان قد أعلنا يوم أمس (الأربعاء) رفض بلدهم لطروحات الرئيس الأمريكي لتوطين اللاجئين الفارين من الحرب في سوريا والعراق في دول الإقليم المحيطة ببلادهم.

يذكر أن لبنان يستضيف أكثر من مليون ونصف نازح سوري يقيم بعضهم في أكثر من الف و400 مخيم عشوائي في مختلف المناطق اللبنانية مما يشكل ضغوطا اجتماعية واقتصادية وأمنية وخدماتية على البلاد.