تقرير إخباري: فرصة نجاح ضئيلة لمشروع الرعاية الصحية الجمهوري مما يضر بمصداقية الحزب

يواجه مشروع قانون الرعاية الصحية الذي اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرصة ضئيلة في النجاح عند طرحه الأسبوع المقبل، وذلك بعد إعلان السيناتور البارز جون ماكين معارضته له.

وفي حين بدا في وقت سابق من هذا الأسبوع أن هناك فرصة للنجاح أمام مشروع القانون، فإن آمال ترامب على الأغلب قد تبددت بعد هذا الإعلان.

وقال خبراء إنه من غير المحتمل أن يحصل الحزب الجمهوري على ما يكفي من الأصوات لتمرير التشريع في الأسبوع القادم، مما قد يضر بمصداقية الحزب في الفترة التي ستسبق انتخابات الكونغرس في العام القادم.

وفي محاولة أخيرة لتمرير بديل يحل محل قانون الرعاية الصحية الذي أقرته الإدارة السابقة، والمعروف باسم "أوباماكير"، يحاول ترامب هذا الأسبوع للمرة الثانية تمرير مشروعه للرعاية الصحية.

وقال داريل ويست، وهو زميل بارز في معهد بروكينغز، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "إعلان ماكين يعني على الأرجح أن الجمهوريين لن يحصلوا على أصوات كافية لتمرير تشريعهم. ويبدو أن هناك ما لا يقل عن ثلاثة جمهوريين يعارضون مشروع القانون، لذلك ما لم يكن هناك سيناتور ديمقراطي يفاجئ الجميع بالتصويت لصالح المشروع، فإن جهود الإبطال لن تمضي قدما".

ونظرا لأن الديمقراطيين يعارضون بشدة استبدال التشريع البارز للرئيس السابق باراك أوباما، فأصبح لزاما على جميع الأعضاء الجمهوريين في المجلس تقريبا التصويت لصالح مشروع قانون ترامب لتمريره.

ووفقا لخبراء، فإن الفشل في تمرير مشروع القانون قد يتسبب بمشاكل للحزب الجمهوري. وقد وعد الحزب الناخبين على مدى ثماني سنوات بأنه سيقوم باستبدال القانون الذي يقول النقاد إنه تسبب في ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية لكثير من الأمريكيين، على الرغم من أن أنصاره يقولون بأنه ساعد الملايين من الأمريكيين الذين لم يكن لديهم تأمين صحي في الحصول عليه.

وقال ويست "إذا فشل مشروع القانون الأسبوع المقبل، فإن ذلك سيكون نهاية رسمية لجهود الإبطال".

وأضاف أن "الناخبين الجمهوريين سيكونون غاضبين جدا إزاء هذا الفشل ومن المحتمل أن يعاقبوا المرشحين الجمهوريين في الانتخابات النصفية العام القادم".

ولفت خبراء إلى أن عدم قدرة الحزب على تمرير مشروع القانون يؤكد وجود انقسامات عميقة داخل الحزب الجمهوري.

من جهته، قال دان ماهافي، كبير نواب رئيس مركز الدراسات التابع للكونغرس والرئاسة ومدير السياسات فيه، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "بالنسبة للحزب الجمهوري، فإن ذلك يكشف مرة أخرى أن الانقسامات الفلسفية داخل الحزب أوسع من القدرة على جسرها -- على الأقل بما يتعلق بالرعاية الصحية، وربما في كثير من الجوانب الأخرى للحكم".

وتابع ماهافي أنه "بصرف النظر عن الحزب، فإن إعلان ماكين هو تذكير قوي بأن الرعاية الصحية، التي تشكل سدس الاقتصادي، تحتاج إلى نهج متفق عليه من الحزبين من أجل التوصل إلى حل طويل الأجل للرعاية الصحية".

وأضاف أن "هذا المشروع على ما يبدو قد مات، وقد حان الوقت لقيادة الحزب الجمهوري لاستكشاف كيف بوسعهم الوصل بين آرائهم المتباينة حول الإصلاح الضريبي"، مشيرا إلى القضية الكبيرة القادمة التي من المحتمل أن تكون على جدول أعمال الرئيس.

ويمنح مشروع قانون ترامب الولايات الأمريكية القدرة على الانسحاب من بعض اللوائح الفيدرالية المتضمنة في "أوباماكير"، على الرغم من أن معظم الولايات، بما في ذلك ولاية السيناتور ماكين، ستحصل بشكل عام على تمويل فيدرالي أقل للرعاية الصحية مما كانت تحصل عليه في إطار قانون "أوباماكير".

في الوقت نفسه، ضغط ترامب من أجل تمرير مشروع القانون، وكتب منشورا يوم الجمعة على وسائل التواصل الاجتماعي قال فيه إنه لا يوجد مشرع في الحزب الجمهوري يريد أن يُعرف بأنه "الجمهوري الذي أنقذ أوباماكير".