الدوحة 25 سبتمبر 2017 / أكد السفير الصيني لدى الدوحة لي تشن مساء اليوم (الإثنين) أن المؤتمر الوطني الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني المقرر انعقاده في أكتوبر المقبل سيرسم خططا تنموية جديدة للبلاد وسيفتح الآفاق لخمس سنوات أخرى من مسيرة التقدم.
وقال لي تشن في كلمة القاها في احتفالية أقيمت بالدوحة بمناسبة العيد الوطني الـ 68 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية "سينعقد في الشهر القادم المؤتمر الوطني الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني الذي يعقد كل خمس سنوات، وهو حدث مهم في الحياة السياسية للشعب الصيني".
وأضاف أن "المؤتمر سيرسم خططا تنموية جديدة للصين وسوف يفتح الآفاق لخمس سنوات أخرى من مسيرة التقدم المشرقة".
وأوضح أن جمهورية الصين الشعبية منذ تأسيسها في عام 1949 عاشت مسيرة مجيدة مليئة بإنجازات لفتت أنظار العالم، مشيرا إلى أنها حققت تطورا متسارعا اقتصاديا واجتماعيا وازدادت قوتها الشاملة وارتفع مستوى معيشة أبنائها بشكل كبير.
ومضى يقول إن الصين الآن ثاني أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر دولة في الاستثمار المباشر للخارج، وقد حافظ ناتجها الإجمالي العام الماضي على سرعة نمو بواقع 6.7 بالمائة في ظل ضعف انتعاش الاقتصاد، لتساهم الصين بنسبة 30 بالمائة من معدل نمو الاقتصاد العالمي هي النسبة الأعلى بين الدول، وتستمر في كونها محركا رئيسيا لنمو الاقتصاد العالمي.
وذكر أن بلاده بنموها السريع أمنت الحياة الكريمة لشعبها الذي يمثل 19 بالمائة من سكان العالم، وساهمت في الوقت نفسه في دعم استقرار ونمو الاقتصاد العالمي.
وتحدث السفير لي تشن عن عراقة وقدم العلاقات بين بلاده والمنطقة العربية، مستشهدا بالتواصل التجاري والثقافي بينها وبين منطقة الخليج عبر " طريق الحرير البحري" القديم.
وأشار في هذا الصدد إلى مبادرة بناء " الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و" طريق الحرير البحري للقرن الـ 21" والتي يطلق عليها اختصارا " مبادرة الحزام والطريق" التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في العام 2013، بهدف ربط الصين مجددا بشكل وثيق مع الدول المطلة على طول طريق الحرير البري والبحري القديم بما فيها دول الخليج.
وأكد أن قطر دولة مهمة ولها دور فريد في المنطقة، كما أنها من أوائل الدول التي دعمت وشاركت بنشاط في المبادرة وصارت شريكا مهما فيها بعد أن اتفق الرئيس الصيني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أثناء زيارة الأخير لبكين في عام 2014 على إقامة علاقة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ووقعا مذكرة تفاهم حول التشارك في بناء " الحزام والطريق".
ونوه بأن علاقة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين شهدت تطورا مستمرا تحت رعاية القيادتين السياستين، إذ أنه في العام الماضي قام وزير الدولة لشؤون الدفاع خالد العطية ووزير الطاقة والصناعة محمد بن صالح السادة ووزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ووزير النقل والاتصالات جاسم السليطي بزيارة الصين، وحاليا يقوم مدير الأمن العام سعد بن جاسم الخليفي بزيارة للبلاد للتوقيع على اتفاقية للتعاون في المجال الأمني بين الجانبين.
وفيما يخص العلاقات التجارية، تعد الصين رابع أكبر شريك تجاري لقطر وثاني أكبر مصدر لوارداتها بينما تعد قطر ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال للصين، وبلغ حجم التبادل التجاري بين الدولتين في النصف الأول من هذا العام 3.3 مليار دولار أمريكي، بزيادة 19.8 بالمائة قياسا إلى الفترة ذاتها من العام الفائت، بحسب السفير.
ولفت إلى أن العام المقبل يصادف مرور 30 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وقطر والعلاقة بين البلدين تدخل مرحلة جديدة من التطور السريع، مبديا استعداد بلاده لتضافر الجهود مع قطر من أجل مواصلة تعزيز الثقة السياسية وتقاسم المنفعة والاستفادة المتبادلة.
وأعرب في الختام عن ثقته بأن علاقة الصداقة والتعاون بين البلدين مليئة بالفرص ولها آفاق واسعة وستحقق مزيدا من التطور بما يخدم الشعبين الصديقين، حيث يكافح الشعب الصيني الآن من أجل تحقيق حلمه المتمثل في النهضة العظيمة بالأمة الصينية فيما يسعى الشعب القطري من أجل رؤية قطر الوطنية 2030.
وقد حضر احتفالية العيد الوطني الـ 68 في السفارة الصينية لدى الدوحة وزير الطاقة والصناعة القطري محمد بن صالح السادة ووزير العدل حسن بن لحدان المهندي إلى جانب 300 من المسؤولين والسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية وكبار الشخصيات في الدولة.