人民网 2017:11:15.10:44:15
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: لماذا احتمالات اندلاع حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط ضعيفة؟

2017:09:29.17:31    حجم الخط    اطبع

بقلم/ ليو تشونغ مين، مدير أكاديمية دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الاجنبية

أصبح اجراء إقليم كردستان العراق استفتاء حول دولة كردية مستقلة في الآونة الأخيرة في بؤرة اهتمام الرأي العام. وقد تم إجراء استفتاء في المنطقة الكردية ذات الحكم الذاتي حول الاستقلال عن العراق، وأيد 92.73٪ من الاصوات الاستقلال. ويتركز الراي العام الدولي على إمكانية وقدرة اكراد العراق على تحقيق الاستقلال، وآثار الاستفتاء اقليميا ودوليا، واحتمالات أن يؤدي الاستفتاء الى اندلاع جولة جديدة من الحرب الساخنة في المنطقة. وأعتقد أن طبيعة القضية الكردية وتاريخها المعقد، سيجعل اللعبة الدولية المتعددة الاطراف تستمر لمدة طويلة، وبخصائص معقدة وقابلة للتحكم. لذا، المبالغة في الحديث عن التأثيرات لا تتفق مع الحقائق، كما أنها لا تفضي الى أن تتخذ الصين الخيارات السياسية المناسبة.

ويبين عدم وحدة الأكراد في العراق والخلافات بينهم، وموقف مسعود بارزانى زعيم الاستفتاء غير العاجل نحو الاستقلال ان مسار اللعبة بين الأكراد العراقيين والحكومة المركزية العراقية لا تزال طويلة، ما يجنب المواجهة المباشرة بين الجانبين.

تزايد قوة اكراد العراق نتيجة للتغيرات الإقليمية المتتالية في الحرب في العراق عام 2003، واضطرابات منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2011، والحرب على تنظيم " الدولة الإسلامية "عام 2014 وغيرها. نظرا لانخفاض الدعم الأمريكي للأكراد بعد انهيار تنظيم "الدولة الإسلامية"، يحاول بارازاني من خلال الاستفتاء الضغط على الحكومة العراقية من خلال الاستفتاء واجبار الحكومة المركزية على التنازلات حول توزيع مداخيل الطاقة وغيرها من القضايا الأخرى هو الهدف الرئيسي للبارازاني. وقد اختار الأخير عدم الإعلان عن استقلال إقليم كردستان فورا وتحديد سنتين كفترة انتقالية قد تمتد الى أجل غير مسمى، بسبب صعوبة اعتراف الحكومة العراقية والمجتمع الدولي باستقلال إقليم كردستان عن العراق، وتجنبا للضربة العسكرية التي تشنها الحكومة العراقية وحتى القوى الخارجية (مثل تركيا).

وبالنظر الى القيود الاقليمية والتأثير الاقليمي للاستفتاء، فإنه لا يوجد بلد تدعم قيام دولة كردية مستقلة باستثناء اسرائيل، وبالتالي فإن انتشار آثار استقلال اكراد العراق محدودة.

من منظور رد فعل البلدان الثلاث التي تواجه مشكلة الاكراد، فإن ردود تركيا التي بها ما يقرب 20 مليون كردي قوية للغاية، ولا يستبعد أن يؤدي استقلال اقليم كردستان عن العراق إلى شن تركيا عمليات عسكرية واسعة النطاق، لأنها كانت تدخل الاراضي العراقية لشن العمليات العسكرية لعدة مرات بمبررات محاربة " حزب العمال الكردستاني" وتنظيم " الدولة الاسلامية". أما الأكراد في سوريا، فإن تكلفة عملية تعزيز قواتهم تحت دعم الغرب وامريكا خلال الحرب الاهلية في سوريا ومحاربة تنظيم " الدولة الاسلامية" باهظة أيضا، وأن الوضع السوري يفضي بشكل متزايد نحو تطور نظام بشار الاسد، ولا يمكن للأسد الذي يمتلك خبرة ست سنوات من الخرب الاهلية أن يجلس مكتوفي الايد تجاه استقلال الاكراد. بالإضافة الى الاكراد الايرانيين الذين يعيشون لفترة طويلة في مناخ صعب بسبب القمع الشديد من قبل الحكومة.

ومن منظور العلاقات بين القوى الكبرى، استخدمت امريكا لفترة طويلة ورقة الاكراد ضد نظام صدام حسين، وخلق متاعب في سوريا وإيران، ومحاربة تنظيم " الدولة الاسلامية" وغيرها من القضايا الأخرى، لكن بسبب تعقيدات القضية ليس لدى امريكا خطة نظامية ونية شديدة لدعم إقامة دول كردستان مستقلة، وهذا لا يختلف عن التاريخ الذي يشهده الأكراد من الاستغلال والخيانة من قبل القوى المختلفة. أما روسيا، فقد عملت بالفعل مع تركيا وإيران وسوريا حتى العراق حاليا لتشكيل " شبه تحالف"، وبالتالي عدم دعم استقلال اقليم كردستان.

ومن منظور النظام الدولي ومستوى الحكم العالمي، الانفصالية القومية هي حركات إساءة استخدام حقوق تقرير المصير القومي للمطالبة بالانفصال والاستقلال عن دولة ذات سيادة، وهذا لا يساعد على حل المشاكل الوطنية والقومية، وتقوض بشكل خطير الأمن والاستقرار الدوليين، وهذا أحد أسباب معارضة الأمم المتحدة استقلال كردستان. 

منذ نهاية الحرب الباردة، يشهد العالم موجة من النزعة الانفصالية القومية واحدة تلو الاخرى، ولكن لم يحل المشاكل التي تعاني منها الجماعات القومية. وإن القومية الاوروبية الكلاسيكية التي تتخذ فكرة "قومية واحدة وبلد واحد" كفكرتها الجوهرية، لم تؤدي الى خسائر روحية في تاريخ اوروبا فقط، وإنما اصبحت الاساس النظري للانفصالية القومية اليوم، لا يمكن أن يساعد على حل المشكلة فقط، وإنما غالبا ما تحدث تقلبات، وتنتج الارهاب الدولي (مثل الجيش الجمهوري الايرلندي، نمور سري لانكا) والتطرف الديني (مثل "جبهة مورو للتحرير الإسلامي " الفلبينية والعديد من المنظمات المتطرفة الأخرى في جنوب شرق آسيا). وبطبيعة الحال، فمن وجهة نظر إقامة الدولة، إدارة الدولة، حوكمة الاقليم والعالم، فإن كيفية تعزيز الهوية الوطنية من خلال الاندماج القومي، وتحسين مصالح الاقليات من خلال تحسين الادارة السياسية والاقتصادية، والحفاظ على المساواة الوطنية من خلال الادارة الاقليمية والعالمية، وهذا بلا شك مهمة مشتركة بين بلدان الشرق الاوسط والمجتمع الدولي. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×