人民网 2017:11:15.10:43:15
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

خبراء صينيون: إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة .... يمثل تلاحما لطموحين صيني ومصري

2017:10:15.15:48    حجم الخط    اطبع

بكين 15 أكتوبر 2017 /مع كون التنمية العمرانية المسار الأساسي للمضى قدماً في تنمية المجتمع، وضع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مؤخراً حجر الأساس للمرحلة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة بمصر في إطار خطة التنمية الشاملة للبلاد، مؤكدا على أهمية أن تمثل العاصمة الجديدة جيلاً جديداً من المدن المصرية توفر جودة حياة مرتفعة لساكنيها وفقا لأعلى المعايير وأحدث التقنيات.

وفي الواقع لفت هذا المشروع الذي أعلنه الرئيس السيسي في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ في مارس 2015 ويعد بمثابة نقلة حضارية لمصر، لفت اهتمام العديد من الخبراء والمحللين الصينيين الذين قالوا إنه سيسهم إسهاماً كبيراً في حل "مشكلات المدن الكبرى" في القاهرة مثل التكدس السكاني والازدحام المروري ومن ثم تخفيف الضغط عن هذه المدينة الكبيرة، مضيفين أن العاصمة الصينية بكين تعاني أيضا من مشكلات مماثلة لذا قررت الصين في إبريل الماضي تأسيس منطقة شيونغآن الجديدة بجنوب غربي بكين لكي تعالج من ناحية هذه المشكلات وتحقق من ناحية أخرى أهدافا وطموحات أخرى.

وبدوره اشاد تشانغ ون تشي الباحث الصيني في العلاقات الدولية وشؤون منطقة الشرق الأوسط بالمشروع المصري، قائلا إن مساحة العاصمة الإدارية الجديدة أكبر من القاهرة حيث تضاهي مساحة سنغافورة ويمكنها استيعاب خمسة ملايين مواطن، لهذا فإنها ستساعد في تصدي القاهرة الكبرى لتحديات قائمة منذ فترة طويلة وناتجة عن "مشكلات المدن الكبرى".

أوضح أن إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة يصب أيضا في صالح تنمية الاقتصاد المصري وتوفير فرص عمل للمصريين، لافتا إلى أن القاهرة، وهي مدينة دولية عريقة ارتفع عدد سكانها منذ ستينات القرن الماضي من 3.5 مليون نسمة إلى أكثر من 22 مليون نسمة، تتعرض للأمراض المنتشرة في مدن كثيرة بالعالم مثل الازدحام والتلوث لذا فهي تعمل الآن على تحسين وتعزيز البنية التحتية لحل هذه المشكلات.

وأضاف تشانغ أن التوسع السريع في عدد السكان بأي مدينة يؤدى بدوره إلى سلسلة من الإشكاليات مثل أزمة السكن والمواصلات وتلوث الهواء وغيرها، وهذه هي الأسباب الهامة وراء مشروع بناء العاصمة الإدارية الجديدة في مصر الذي يحمل طموحات كبيرة منها استيعاب الزيادة السكانية والحد من النمو العشوائي والارتقاء بالعمران القائم وتوفير مساحات خضراء فضلا عن إقامة مدينة للفنون والثقافة، مؤكدا في الوقت ذاته على أن بناء العاصمة الجديدة سيؤدي إلى تخفيف العبء السكاني والمروري عن كاهل القاهرة الكبرى وفي الوقت نفسه تحسين جودة الحياة للمواطنين في القاهرة.

سيتم بناء العاصمة الإدارية الجديدة بين القاهرة والبحر الأحمر على ثلاث مراحل، بدأت منذ مايو 2016. وتبلغ المساحة الإجمالية للعاصمة الجديدة نحو 170 ألف فدان، تم تقسيمها إلى مجموعة من القطاعات السكنية والحكومية والترفيهية. ومن المخطط أن تضم 20 حيا سكنيا، ومطارا، ومنطقة للمال والأعمال تضم 20 برجا بينها أعلي برج في إفريقيا، وحيا حكوميا، وحيا دبلوماسيا، ومدينة للفنون والثقافة.

وفي الواقع يمثل مشروع العاصمة الإدارية الجديدة بمصر نقطة مضيئة جديدة في التعاون المصري الصيني، حيث توصلت مصر وشركة هندسة البناء الصينية "سي إس سي إي سي" إلى اتفاق نهائي تبلغ قيمته ثلاثة مليارات دولار بشأن تنفيذ إنشاءات في العاصمة الإدارية الجديدة.

وفي سياق اهتمام الصين أيضا بدفع عجلة التنمية العمرانية وإنشاء منطقة شيونغآن الجديدة، التي تغطي محافظات شيونغشيان ورونغتشنغ وآنشين بمقاطعة خبي شمالي الصين، صرح لو شياو تشنغ الباحث بأكاديمية بكين للعلوم الاجتماعية بأن هذه المنطقة لا تهدف فقط إلى تسهيل تحقيق تنمية منسقة بين بكين والمناطق المحيطة بها، وإنما أيضا إلى تخفيف "مشكلات المدن الكبرى" في بكين.

وقال لو إن "مشكلات المدن الكبرى" في بكين تتمثل في التزايد المستمر في عدد السكان رغم تباطؤ معدل النمو السكاني، والارتفاع المستمر في حجم حركة المرور والذي تشهد معه بكين زحاما مروريا، وارتفاع إجمالي استهلاك الطاقة والذي تشتد معه ظاهرة تلوث الهواء وتنخفض قدرة التحمل البيئي.

واتفق معه في الرأى تشانغ ده يونغ الباحث بمعهد بحوث الإستراتيجية المالية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية في أنه برزت مؤخرا ظواهر مثل تزايد عدد السكان وارتفاع أسعار الوحدات السكنية... ويرجع ذلك إلى أن بكين تتحمل أعباء الكثير من الوظائف التي لا تخص العاصمة، ومن ثم فإن إنشاء منطقة شيونغآن الجديدة يحمل أهدافا عدة من بينها نقل وظائف لا تخص العاصمة إلى خارجها ولاسيما أن بكين، باعتبارها مركزا للسياسة والثقافة والتبادلات الدولية والابتكار التكنولوجي، تعد مدينة دولية كبرى.

وأضاف أن وجود هذه الوظائف التي لا تخص العاصمة يؤدي بدوره إلى اتساع سريع في عدد السكان داخل بكين وصولا إلى ظهور سلسلة من "مشكلات المدن الكبرى"، منوها إلى أن السيطرة على حجم السكان يعد أمرا أساسيا في تخفيف "مشكلات المدن الكبرى" وحلها. وأوضح أن عدد السكان في بكين يتجاوز الآن 21 مليون نسمة وأن تأسيس منطقة شيونغآن الجديدة سيساعد على نقل عدد كبير من المواطنين إلى خارجها.

وأشار تشانغ إلى الإمكانات التي تحملها المساحة الضخمة لمنطقة شيونغآن الجديدة حيث سيتم بناؤها على مساحة مائة كيلومتر مربع في المرحلة الأولى وتوسيعها فيما بعد لتصل إلى مائتي كيلومتر مربع في المرحلة المتوسطة وإلى نحو ألفي كيلومتر مربع في المرحلة الأخيرة، مضيفا أن بناء منطقة شيونغآن الجديدة سوف يحقق تنمية منسقة ومتوازنة في منطقة بكين - تيانجين - خبي، وهو ما سيسهم بدوره في توازن تدفق المواطنين وبالتالي في معالجة "مشكلات المدن الكبرى" بشكل فعال.

واتفق الخبراء والمحللون الصينيون في أن الصين ومصر تعملان حاليا على إتمام مهمة تطوير البلاد وتحسين مستوى معيشة شعبيهما، وفي إطار ذلك توليان اهتماما كبيرا -- من خلال مشروعي العاصمة الإدارية الجديدة ومنطقة شيونغآن الجديدة -- بالطموح المشترك المتمثل في تحقيق تخطيط عمراني متميز باعتباره وسيلة لرسم الصورة المستقبلية لدفع التنمية وإيجاد فرص عمل وتحقيق نمو اقتصادي سريع.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×