بكين 18 أكتوبر 2017 / رسم شي جين بينغ اليوم (الأربعاء) مفهوما متفائلا على نحو خاص لمستقبل ثاني أكبر اقتصاد بالعالم في محاولة لتحقيق حلم النهضة الوطنية الصينية، واعدا بإرساء قواعد" دولة اشتراكية عصرية عظيمة" بحلول منتصف القرن الحالي.
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، أوضح شي خطة للتنمية من مرحلتين أمام أكثر من 2300 مندوب تم اختيارهم من بين 89 مليون عضو بالحزب.
وبحلول منتصف القرن الحادي والعشرين، من المتوقع الوصول الى ارتفاعات جديدة في كل ركن من أركان التقدم المادي والسياسي والثقافي والأخلاقي والاجتماعي والايكولوجى والعسكري.
وفي ظل تصفيق الحاضرين، ومن بينهم مسؤولون بارزون بالحزب والحكومة وكذلك ممثلون على مستوى القواعد منهم عمال ومزارعون، قال شي إن الصين ستصبح "قائدا عالميا من حيث القوة الوطنية المركبة والنفوذ الدولي."
وتتجاوز طموحات شي الضخمة بكثير التوقعات السابقة عن تلك الفترة.
وكانت الخطط السابقة، التي وصفت بالهدف المئوي الثاني للبلاد احتفالا بالذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، تتحدث فقط عن "دولة اشتراكية عصرية مزدهرة وقوية وديمقراطية ومتقدمة ثقافيا ومتناغمة."
وتتسارع وتيرة مسيرة التحديث في البلاد بعد أن وضع شي هدفا أعلى للسنوات الثلاثين المقبلة.
وفي كلمته، قال شي إن الصين ستبني على الأساس الذي وضعه مبدأ "بناء مجتمع رغيد الحياة باعتدال" مع العمل الشاق لمدة 15 عام أخرى لضمان تحقيق التحديث الاشتراكى بشكل أساسي بحلول عام 2035.
وتلك ستكون المرة الأولى التي ينتقل فيها أكثر من مليار نسمة للحداثة في تلك الفترة القصيرة.
وعند تلك النقطة ستكون القوة الاقتصادية والتكنولوجية للبلاد قد ازدادتا بشكل كبير وسيكون حكم القانون للبلاد والحكومة والمجتمع قائما بشكل أساسي.
ويتضمن جزء من مسيرة التحديث التي وضعها شي ،تنمية اقتصاد عصري عبر تعزيز الإصلاح الهيكلي لجانب العرض وتحويل الصين لجهة تصنيع تتمتع بالجودة وتطوير الصناعة المتقدمة بحماية ريادة الاعمال والتشجيع على الابتكار.
كما أعرب عن أمله في بناء قوة ناعمة اقوى للثقافة وجاذبية أكبر للثقافة الصينية بحلول 2035 وبيئة أفضل.
وعلى الصعيد العسكري، سيتم انجاز تحديث الدفاع الوطني والقوات المسلحة بشكل أساسي بحلول عام 2035 وبحلول منتصف القرن الحادي والعشرين، ينبغي أن يتحول الجيش تماما لقوة على الطراز العالمي، بحسب ما قاله شي أمام الجلسة.
وبطرق عديدة، فإن المؤتمر الذي يعقد مرة كل خمس سنوات، وهو أهم حدث في التقويم السياسي الصيني، يمثل معلما في تاريخ الحزب الشيوعي والأمة الصينية.
وسيتم انتخاب قيادة جديدة لخمس سنوات تمتد لما بعد عام 2020 عندما يكتمل، بحسب التوقعات، بناء مجتمع رغيد الحياة باعتدال، كما سيتم تعديل دستور الحزب.
ويعتقد خبراء على نطاق واسع أن الصين دخلت عصر القوة الوطنية الشاملة الأعظم منذ حرب الأفيون في عام 1840 عندما دخلت الصين في ظلام العدوان الأجنبي والفوضى الداخلية.
وعلى نحو خاص، فإن التقدم العظيم الذي سجله ثاني أكبر اقتصاد في العالم خلال السنوات الخمس الماضية، ضخ قوة دافعة للصين لتحقيق أهدافها الخاصة بالتحديث.
وفي السنوات الخمس الماضية، ارتفع اجمالي الناتج المحلي للصين من 54 تريليون الى 80 تريليون يوان، لتسهم بأكثر من 30 بالمئة فى النمو الاقتصادي العالمي.
وفي الوقت ذاته، تم انتشال اكثر من 60 مليون شخص من دائرة الفقر. وتم اتخاذ اكثر من 1500 اجراء اصلاحي لتقيم أطرا عامة للإصلاح في المجالات الرئيسية وتضخ قوة دافعة أكبر للنمو.
وقال شي "إن هذا منعطف تاريخي جديد في مسيرة التنمية الصينية."
وأضاف أن "الاشتراكية العلمية مفعمة بالحيوية في الصين خلال القرن الحادي والعشرين."
لكن الصين مازالت تواجه تحديات شاقة وستظل طويلا في المرحلة الأولية من الاشتراكية. فمكانتها الدولية كأكبر دولة نامية في العالم لم تتغير بعد.
وأضاف شي "تنتظر بعض المشكلات الحادة الناتجة عن التنمية غير المتوازنة أو الكافية حلولا كما أن جودة وتأثير التنمية ليسا كما ينبغي أن يكونا."
إن قدرة الصين على الابتكار بحاجة لتكون أقوى ويحتاج الاقتصاد الحقيقي تحسنا وأمام البلاد طريق طويل لتقطعه في سبيل حماية البيئة.
وقال شي "يتعين علينا تكريس طاقة كبيرة لمعالجة نقاط الخلل والقصور في التنمية ودفع تطوير الجودة وتأثير التنمية بقوة."
وأضاف أن"تحقيق النهضة الوطنية ليس بالأمر اليسير." وقال أيضا "إنها تحتاج إلى ما هو أكثر من قرع الطبول ورنين الاجراس ".