بكين 21 أكتوبر 2017 /لمست نظرية سياسية جديدة كشف النقاب عنها في مؤتمر هام للحزب الشيوعي الحاكم بالصين، وترا حساسا لدى لينغ جي خه، رائد أعمال ريفي يبلغ من العمر 56 عاما في مقاطعة جيانغشي.
وقال لينغ جي خه "إن ضمان التناغم بين الإنسان والطبيعة، وهو مبدأ أساسي شددت عليه أفكار شي جين بينغ بشأن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية للعصر الجديد، يتطابق مع اختياري لمهنتي على مدار الأعوام الثمانية الماضية."
فبعد أن كان رجل أعمال في مكان آخر لأكثر من 20 عاما، عاد لينغ إلى مسقط رأسه بقرية شيلو لامتهان الزراعة في 2009، متطلعا إلى إمكانات كبيرة للزراعة الخضراء.
ويدير حاليا أكثر من 3000 هكتار من الأراضي الزراعية، ما يساعد في زيادة دخل أكثر من 3300 من زملائه من القرويين.
وقال لينغ، وهو أيضا أحد المندوبين المشاركين بالمؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني الذي افتتح يوم 18 أكتوبر الجاري، "إن الأفكار الجديدة رسخت ثقتي بالطريق الذي أمضي فيه قدما."
ويعتقد المندوبون والخبراء المشاركون بالمؤتمر على نطاق واسع أن الأفكار هي المحور الأبرز لمؤتمر الحزب، الذي يعقد كل خمس سنوات ويعد الحدث الأهم على الأجندة السياسية بالصين.
ويمثل الارتقاء بالأفكار لتكون مرشدا لعمل الحزب الشيوعي الصيني والبلاد، فصلا جديدا للماركسية في القرن الـ21.
وقال ليو جينغ بي، الاستاذ بالأكاديمية الصينية للكوادر في بودونغ بشانغهاي، "إن الأفكار تجسد الإنجاز الأخير في تعديل الماركسية وفقا للسياق الصيني."
وذكر تقرير أُلقي في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر يوم الأربعاء أن أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية للعصر الجديد تبنى على وتواصل إثراء الماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار التمثيلات الثلاثة الهامة ومفهوم التنمية العلمية.
وذكر التقرير المبادئ الأساسية المؤلفة من 14نقطة للأفكار، والتي تتدرج من ضمان قيادة الحزب لكافة الأعمال إلى تشجيع بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
وقبل مئة عام، عمل اندلاع ثورة أكتوبر في روسيا على نقل الماركسية اللينينية إلى الصين.
ومنذ تأسيسه في عام 1921، عمل الحزب الشيوعي الصيني على إثراء الماركسية اللينينية بوصفها مرشدا لعمله وواصل الإبداع بشأنها من خلال دمج النظرية بالظروف المتغيرة للصين.
وأعلن شي، أمين عام اللجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، يوم الأربعاء أن الأمة الصينية "حققت تحولا كبيرا - نهضت وأصبحت غنية وقوية." وأدلى شي بهذه التصريحات خلال كشفه عن خطة من مرحلتين لجعل الصين "دولة اشتراكية حديثة قوية" بحلول أواسط القرن الـ21.
وقال تشن شو قوانغ، الأستاذ بمدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني "مع دخول الصين مرحلة جديدة، يتعين على الحزب الشيوعي الصيني كتابة فصل جديد لماركسية القرن الـ21 مع رؤية أوسع لتحقيق الأهداف التي تم تحديدها في المؤتمر الهام."
وعزا ليو نجاح الحزب الشيوعي الصيني في الحفاظ على الحيوية والإبداع إلى القدرة على مواكبة الزمن، قائلا إنها "الشيفرة السحرية" للحزب الشيوعي الصيني لقيادة الصين لتكون دولة حديثة قوية".
وبالنسبة لليو تشنغ تشانغ، أحد المندوبين إلى المؤتمر، فإن الأفكار تحمل رسائل للنهوض.
وتأخد الأفكار من "ضمان وتحسين مستويات المعيشة من خلال التنمية" مبدأ أساسيا، يتطلب تقدما مطردا لضمان حصول المواطنين على رعاية الأطفال والتعليم والتوظيف والخدمات الطبية ورعاية المسنين والإسكان والمساعدات الاجتماعية.
وقال ليو "هذه الرؤية تناسب ظروف الصين جيدا وتحظى بإشادة الجمهور".
وقال مدير إحدى المدارس الثانوية في دانتشنغ، وهي محافظة فقيرة في مقاطعة خنان، "تعهد الأمين العام بإعطاء أولوية للتعليم يعتبر إضافة حقيقية بالنسبة لي."
وبحسب ليو فإن نحو 30 طالبا في مدرسته كل عام يناضلون للالتحاق بجامعتي بكين وتسينغهوا العريقتين، حيث أن 80 بالمئة منهم من مناطق ريفية.
وقال ليو، الذي يؤمن بأن التعليم هو أفضل طريق لانتشال الفقراء من براثن الفقر للأبد : "بوصفي عضوا بالقواعد الشعبية للحزب ومعلما ريفيا، فإنني أدعم شي جين بينغ بشكل كامل."