人民网 2017:11:15.10:41:15
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخباري: التسول يصبح العمل اليومي لأطفال الشوارع في سوريا

2017:10:30.08:11    حجم الخط    اطبع

دمشق 29 أكتوبر 2017 /بدلا من أن يجلسوا وراء مقاعد الدراسة ويرتدون الزي الرسمي للمدرسة، يقف عدد من الأطفال في شوارع دمشق عند إشارات المرور والحدائق العامة، لممارسة التسول، وهي مهمة مجدية لا تتطلب شيئا سوى وجه حزين، وملابس متسخة ورثة بغية إثارة مشاعر المارة والحصول على ما مبتغاهم وهو المال.

للوهلة الأولى، عندما تنظر إلى هؤلاء الأطفال وهم يقفون تحت اشعة الشمس الحادة، بثياب ممزقة لا يعرف لونها، يستطيع هؤلاء خداع الناس العاديين وإعطائهم المال، خاصة وأن سوريا تعيش أزمة لمدة سبع سنوات، والناس بدأت تتعامل بعواطفهم أكثر من التصرف بعقلانية.

بالتأكيد معظم هؤلاء الأطفال يعيشون حياة بائسة، ليس فقط لأنهم أسرهم قد لا يكون لديهم المال الكافي للعيش، ولكن لأنهم وللأسف لا يعيشن حالة الطفولة الطبيعية كما يجب، وهم الان خارج المدرسة.

ويرى الخبراء أن منح هؤلاء الأطفال المال ليس هو الحل الحقيقي لتخفيف معاناتهم، بل على العكس من ذلك، فإنه يعطيهم الدافع للحفاظ على القيام بذلك للحصول على المال، وينتهي في نهاية المطاف على مسار مظلم.

بالنسبة للكثيرين، وقد أثبت التجارب أن التسول وهو مهنة مربحة والأطفال هم الوجه المؤلم لإخفاء ما يحصل والوصول إلى مبتغاهم هو الحصول على المال.

ما يثبت فكرة أن التسول هو المخطط لها بشكل كبير، وليست عفوية، هو أن هؤلاء الأطفال أو حتى الكبار الذين يمارسون ذلك عبر اختيار الذهاب إلى الشوارع الراقية والأحياء التي يقطنها أناس ميسرو الحال، والتفكير أنها يمكن أن يكون فرصة أفضل للحصول على المال والعيش بحياة رغيدة.

ولكن القضية لم تتوقف على التسول فقط، وبعض أطفال الشوارع يتحولون إلى العمل المبكر، وبيع الخبز وبعض قطع البسكويت في الشوارع، والأكثر خطورة من ذلك هو انحراف بعض هؤلاء باتجاه مشاكل أكثر خطورة، مثل الانخراط باتجاه الجنس، والمثليين، والمخدرات.

وفي حين أنه لا يبدو أن هناك حملة واسعة النطاق لمعالجة هذه المسألة الملحة في الوقت الحالي، ومع وجود البلد في حالة حرب طويلة الأمد، فإن بعض المبادرات المحلية قد وجدها بعض الأشخاص لمعالجة هذه الظاهرة واتخاذ بعض الإجراءات للمساعدة والحد من انتشار هذه الظاهرة السلبية.

واطلقت مجموعة من الشبان والشابات مبادرة تسمى "سيار"، في محاولة لمساعدة الأطفال من الضياع في ظل الظروف الراهنة .

وقال مؤسسوها إن الفكرة بدأت عندما كان أحد الشبان في هذه المجموعة يشاهد فتاة في الشارع، وتقدم نفسها للجنس من أجل الحصول على حفنة من المال.

وقالت هنادي قادري إحدى مؤسسي مبادرة "سيار" لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الأحد) إنهم يريدون مساعدة الاطفال الذين انحرفوا ودفعتهم ظروف الحياة باتجاه التسول، والبعض الاخر الذين يعملون في وظائف مثل فني السيارات وغيرها من المهام الصعبة والتي لا تتناسب مع أعمارهم.

الأهم من ذلك، هدفهم مساعدة الأطفال الذين يتسولون من أجل المال، ويمكن أن تفعل أي شيء للحصول على المال من نافذة السيارة.

وأضافت تقول "كانت فكرتنا الرئيسية هو العمل ضد جميع الظواهر السلبية في المجتمع، وبدأنا مع الظاهرة الأولى، والتي كانت اتجاه المتسولين الاطفال، ومهمتنا هى محاولة انقاذ الاطفال الذين اخذوا التسول كمهنة بعد ان انفصلوا عن طفولتهم ".

وتابعت " لكن مساعدة هؤلاء الأطفال هو أسهل من القيام به، والنوايا الحسنة ليست كافية لإنهاء العادات الخطرة، مع بعض الآباء من هؤلاء الأطفال، والذين وجدوا التسول وسيلة للحصول على المال بشكل سهل دون عناء ".

حتى الأطفال أنفسهم لا يبدو أن لديهم مشكلة مع ما يفعلونه، على الأقل حتى الآن.

وقالت القادري إن "بعض أسر هؤلاء الأطفال يعارضون فكرة عودتهم إلى المدرسة أو حتى حضور جلسات التوعية لأنهم يريدون منهم العمل أو التسول مقابل المال ".

وأضافت "لقد أدركت أن التسول أصبح مهنة مربحة وبعض الأطفال فجأة وجدوا أنفسهم خارج المدارس، دون منزل أو أي شيء ".

وقالت إن " هؤلاء الأطفال يتعلمون كل الظواهر السلبية مثل "العنف والمثلية والجنس والمضايقات وكذلك السرقة وتعاطي المخدرات حتى انهم لا يكونوا في بيئة آمنة وبدون ملاذ آمن وهذا الوضع يفتح الطريق لاستغلالهم من قبل الناس بشكل سيء ".

تمكنت مبادرة "سيار" من إقناع عشرات الأطفال بحضور جلسات نشاط الصباح في مقرهم في منطقة ركن الدين في دمشق، مما يتيح لهم الوقت للعب والمشاركة في الرسم والمسرحيات.

ولكن هؤلاء الأطفال قد طورت لديهم بعض المهارات واصبح لديهم قدرة على حماية نقاط ضعفهم، والتي كانت في معظم الحالات تدفعهم للكذب حول وضعهم الفعلي.

وعندما زار مراسلو وكالة ((شينخوا)) مقر جمعية "سيار" حيث يتواجد الأطفال كان، معظمهم يرون قصصهم عن وضعهم الحالي، فمثلا طفل قال "إنا الان أذهب إلى المدرسة وتركت العمل"، وآخر قال "إنا العب في الحديقة وأصبحت بخير".

واعترفت تسنيم، وهي فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات، بأنها لا تذهب إلى المدرسة في السابق، لكنها أخفيت حقيقة أنها تبيع الخبز في الشارع للمارة.

وأضافت " أنا لم أذهب إلى المدرسة، أنا أحضر دورة في المركز الثقافي في فصل الصيف وفي فصل الشتاء أنا لا أفعل الكثير من الأشياء، أذهب إلى الحديقة للعب، أنا لا أعمل ".

وقال سالم، وهو صبي آخر عمره 12 عاما، إنه كان يبيع البسكويت في الشوارع ويذهب للعب ألعاب الفيديو بعد ذلك"، والان هو يخضع لدورة في المركز من أجل تطوير ذاته وتعلم اشياء فيها نفع له في المستقبل .

ويعتقد الخبراء الاجتماعيون أنه يجب أن يكون هناك حملة واسعة النطاق لجمع هؤلاء الأطفال وإعادة تأهيلهم وإنقاذهم من الطفولة البائسة، والطريق المظلم نحو مستقبل غير مؤكد، وخاصة أن تشير التقديرات الأخيرة إلى أن حوالي 7.5 مليون طفل في سوريا ينموون ولا يعرفون سوى الحرب.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×