بكين 4 نوفمبر 2017 / تشتهر مدينة ييوو في مقاطعة تشجيانغ بتجارة الصادرات والواردات بصفتها "أكبر المراكز لتوزيع وتجارة البضائع الصغيرة في العالم". وأظهرت الأرقام الصادرة الرسمية عن مصلحة ييوو للتجارة أنه من بين جميع مقاصد صادرات ييوو احتلت الهند وإيران والعراق والفلبين والسعودية المراكز الخمسة الأولى في الفترة ما بين يناير وأغسطس من العام الجاري.
وكشفت الأرقام الرسمية عن بلوغ إجمالي قيمة صادرات وواردات مدينة ييوو 154.1 مليار يوان (دولار أمريكي واحد يساوي 6.6 يوان) خلال ثمانية أشهر من العام الجاري، وبلغت حجم الصادرات منها 152 مليار يوان بزيادة 6.04 بالمائة على أساس سنوي.
ويمكن للمشتريين والزوار رؤية اللافتات الإعلانية المكتوبة باللغة العربية لدى كثير من محلات مدينة ييوو للبضائع الصغيرة بالإضافة إلى اللافتات الصينية والانجليزية.
وأصبحت ييوو من بين صفوف أغنى المدن الصينية حيث تتدفق سيول من الناس إليها بالإضافة إلى السيولة المالية، وقرر العديد من زوارها أن يقيموا ويتزوجوا فيها ويتاجروا مع كل أرجاء العالم.
وسجلت مدينة ييوو 15 ألف مقيم أجنبي قادم من أكثر من 100 دولة، ويتجاوز عدد الذين يدخلون بشكل مؤقت لزيارتها 400 ألف شخص سنويا، وهو ما حول ييوو إلى مدينة رائدة في الآليات المبتكرة فيما يتعلق بشؤون الأجانب.
وأطلقت المدينة تجربة تعليمية إذ فتحت أكثر من 10 مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية محلية أمام أبناء الأجانب المقيمين لكي يسجلوا في نظام التربية والتعليم الصيني ويدرسوا مع الطلبة الصينيين في نفس الفصول ويشتركوا في نفس الامتحانات.
ومع تطبيق مبادرة "الحزام والطريق" (الحزام الاقتصادي على طول الطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21)، شهدت أسواق الصادرات والواردات انتعاشا تدريجيا, ما أسهم في تحويل ييوو من مركزا "شراء وبيع البضائع بعموم البلاد" إلى مركز "شراء وبيع البضائع في العالم كله".
وقالت تشن مي جيون مديرة شركة لبيع الألعاب في مدينة ييوو للبضائع الصغيرة إن شركتها باعت أكثر من 10 حاويات من بضائع تلقى إقبالا ورواجا.
وشعر تشو شون مدير شركة تبيع الأجهزة الكهربائية المنزلية بانتعاش أسواق الصادرات قائلا إن حالة أسواق الصادرات في العام الجاري هي الأفضل خلال الثلاث سنوات الماضية متوقعا بارتفاع مبيعات شركته بنسبة حوالي 30 بالمائة على أساس سنوي.
وأصبحت ييوو محطة انطلاق خط سكك حديد لنقل البضائع الصينية من وإلى أوروبا. وحتى الآن دخلت الخدمة عدة خطوط سكك حديد عابرة للقارات، ما يظهر مدى إمكانيات مبادرة الحزام والطريق. وتشمل هذه الخطوط خط تشونغتشينغ-شينجيانغ-أوروبا )الذي يصل إلى مدينة دويسبورج الألمانية عبر بولندا(، وخط تشنغدو-شينجيانغ-أوروبا )الذي يصل إلى بولندا( وخط ييوو-شينجيانغ-أوروبا )الذي يصل إلى مدريد بأسبانيا(.
وتقع مدينة ييوو على الممر الاقتصادي الذي يربط بين الصين وآسيا الوسطى وغرب آسيا وشبه الجزيرة العربية، حيث أن هذا الممر الذي يغطي المنطقة الشاسعة يتبع مسار طريق الحرير القديم.
يبدأ الممر من الصين ويعبر آسيا الوسطى قبل الوصول إلى الخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية وهو يعبر خمسة بلدان في آسيا الوسطى، وهي كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان و17 بلدا ومنطقة في غرب آسيا بما فيها إيران والسعودية وتركيا.