عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماع القمة مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي على هامش زيارته الرسمية الى اليابان يوم 6 نوفمبر الجاري، حسب ما افادته وكالة أنباء كيودو اليابانية يوم 6 نوفمبر، وأجري الجانبان محادثات حول قضية كوريا الديمقراطية والقضايا الاقتصادية والتجارية بين البلدين. بالإضافة الى ذلك، تجدر الإشارة الى أن الزعيمين توصلا الى اتفاق حول تعزيز تعاونهما لتحقيق مفهوم «منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة».
أمريكا واليابان تتشاوران حول «استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ»
قال دونالد ترامب خلال القاء كلمة في القاعدة العسكرية الأمريكية في يوكوتا يوم أمس:" نسعى خلال هذه الجولة الى ضم شركاء جدد وفرصة للتعاون مع حلفائنا، ونسعى جاهدين لإرساء روح الحرية والعدالة والمنفعة المتبادلة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة والمنفعة المتبادلة." وهذه المرة الأولى التي يشير فيها ترامب الى مفهوم "المحيطين الهندي والهادئ" في رحلته الى آسيا والمحيط الهادئ. وفقا لما ذكرته أسوشيتد برس في 5 نوفمبر الجاري، اشاد ترامب في خطاب القاه في وقت سابق بالتحالف العسكري بين امريكا واليابان، كما تحدث عن الوجود العسكري الامريكي في المنطقة، " نتحكم في السماء، ونتحكم في البحر، ونسيطر على الأرض والفضاء".
اقترح شينزو آبي في عام 2016 مفهوم «آلية التعاون الحرة والمفتوحة لضمان أمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ». ومع ذلك، لم يتلق أي ردا إيجابيا. لماذا طرح ترامب للمرة الأولى مفهوم «المحيطين الهندي والهادئ» في المحطة الأولى من رحلته الى آسيا والمحيط الهادئ؟ ويعتقد شوي جينغ بو رئيس وكالة انباء آسيا أن دعوة ترامب الى التفكير في استراتيجية آبي على الأراضي اليابانية واخذ زمام المبادرة لينادي بمبادرة «آلية التعاون الحرة والمفتوحة لضمان أمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ»، يجسد أحد مخططات ترامب لانضمام اليابان وغيرها من البلدان الأخرى الى بناء آلية التعاون الأمني للمحيطين الهندي والهادئ.
وقال تشانغ تشي تشو أستاذ السياسة الدولية في كلية الادارة بجامعة جيلين، إن ترامب قد يستخدم العلاقات الامريكية ـ اليابانية كنقطة ارتكاز والتقارب أكثر لكوريا الجنوبية لبناء شراكة ثلاثية أقوى بين امريكا واليابان وكوريا الجنوبية، وفي نفس الوقت تعزيز علاقاته مع الهند. وخلال هذه العملية، ستستمر أمريكا في خلق الاضطرابات والفوضى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من أجل تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، وتحقيق هدفها في الحفاظ على هيمنها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في القرن الحادي والعشرين.
إمكانية بناء "استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ" قيد الملاحظة
هناك المزيد من الدلائل على أن الحكومة الامريكية قد قبلت تدريجيا مفهوم «المحيطين الهندي والهادئ». في 18 أكتوبر وقبل زيارة زار تيلرسون الهند في 25 أكتوبر، القى كلمة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن " تحديد علاقتنا مع الهند في القرن المقبل". وأشار تيلرسون إلى أنه في العقود القليلة الماضية، حافظت الولايات المتحدة والهند على التزامها بتطوير علاقاتها الودية قائمة على قيم مماثلة. ومع ذلك، يجب على الولايات المتحدة والهند أيضا أن ترفعا من مستوى علاقاتها الى الاعلى. وذكرت وسائل الاعلام الهندية أن تيلرسون اقترح خلال زيارته الى الهند التعاون في بناء طرق وموانئ في منطقة جنوب آسيا والمحيط الهادئ. كما اقترح تيلرسون انضمام باكستان الى مشروع بناء طريق مشترك يربط بنغلاديش وأفغانستان.
ولكن الجميع يشبه شخصية ترامب، لديه الكثير من عدم اليقين. ذكرت نيويورك تايمز يوم 5 نوفمبر أن هيربيرت ماكماستر، مستشار الأمن القومي الأمريكي ذكر بأن جولة ترامب الآسيوية فرصة جيدة للحكومة الامريكية لتوضيح موقفها لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، ولكن «منطقة لمحيطين الهندي والهادئ» قد أصبحت شعارا لحكومة ترامب، مثل «العودة الى آسيا» لحكومة أوباما.
"يظن قادة منطقة «أسيا والمحيط الهادئ» أن ترامب غير مؤكد، من الصعب التنبؤ، كما يعتقدون أن الانسحاب من اتفاقية " الشراكة عبر المحيط الهادئ" هي خطوة الى الوراء." أشار مستشار أوباما في القضية الاسيوية ميديروس الى أنه طالما تساءل صناع القرار الآسيويون ما إذا هناك استراتيجية مستمرة في الحكومة الأمريكية.