نيويورك 10 نوفمبر 2017 /فى أول زيارة دولة قام بها إلى الصين واختتمت اليوم (الجمعة) رسم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والرئيس الصينى شى جين بينغ خارطة جديدة لمستقبل تنمية العلاقات الثنائية وقدما بذلك إحساسا جديدا بالكسب لمنطقة آسيا- الباسيفيك والعالم .
وكما يعرف الجميع ،فإن إقامة تعاون قوى بين الصين والولايات المتحدة بدلا من التوتر والمواجهة ،يحقق منفعة للعالم . وتلقى الزيارة التى استغرقت ثلاثة أيام الضوء أيضا على قدر مايمكن تحقيقه فى العلاقات الثنائية عندما يجتمع رئيسا الدولتين معا.
وتمثل زيارة ترامب الى بكين ثالث اجتماع مباشر بين الزعيمين فى خلال سبعة اشهر منذ استضافة ترامب لشى فى مار- ايه- لاجو فى ولاية فلوريدا فى ابريل . كما التقيا ايضا فى هامبورج بألمانيا على هامش قمة مجموعة العشرين فى شهر يوليو .
كما تمثل زيارة بكين لحظة رائعة فى تاريخ العلاقات بين الصين والولايات المتحدة. ووصف الرئيس شى الزيارة بأنها " ناجحة وتاريخية " حيث ان العلاقات الثنائية تمر " بنقطة انطلاق تاريخية جديدة "،بينما قال ترامب ان الدولتين بينهما علاقات عظيمة .وجاءت الكلمات الدافئة والصريحة التى تخللت الزيارة ،إضافة إلى نجاح هذه الجولة .
وقد جعلت القضايا الاقليمية والدولية التى تناولتها المناقشة من زيارة بكين المحطة الأكثر تركيزا فى جولة ترامب الآسيوية الأولى.
واتفقت الدولتان على تكريس جهودهما لتعزيز السلام والاستقرار والرخاء فى منطقة آسيا- الباسيفيك ودعم السلام والاستقرار فى بحر الصين الجنوبى والوقوف إلى جانب أفغانستان فى جهودها لإ عادة بناء الدولة .
وحول قضية شبه الجزيرة الكورية، اتفقت الدولتان على عدم الاعتراف بالوضع النووى لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية و تعزيز حل سلمى للقضية عن طريق الحوار والتفاوض .
وقد أظهرت الرحلة تفاعلا ايجابيا بين أكبر اقتصادين كبيرين وسوف يساعد نمو صحيح ومستقر للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة على التنسيق بين الدولتين على نحو أفضل على الساحة العالمية.
كما شهدت الزيارة توقيع شركات صينية وامريكية على حزمة مربحة فى التجارة واتفاقات الاستثمارات البينية بما يبلغ 253.5 مليار دولار أمريكى .
ولاتؤكد هذه الحزمة القياسية على ربحية الشركات المتعددة الجنسيات للبلدين فى أداء الأعمال بل تؤكد أيضا الفرص الضخمة عبر الحدود التى سوف يخلقها التكامل الاقتصادى والتجارى فى فترة العولمة .
وإن الاتفاق الذى وقعه صندوق طريق الحرير وشركة جنرال اليكتريك للاستثمار المشترك فى شبكات الطاقة والطاقة الجديدة والبترول والغاز فى الدول والاقاليم الواقعة على مسار الحزام والطريق سوف يعزز التعاون فى مجال التصنيع بين الشركات الصينية والأمريكية ويحدث تغييرا فى مناطق مختلفة من العالم .
كما ان التعاون النشط فى المجال الاقتصادى والتجارى يظهر مرة اخرى للعالم التزام الصين بالانفتاح والاصلاح . وان الصين لن تغلق بابها أمام العالم بل إنه فى الحقيقة سوف يفتح بشكل أوسع.
وليس هناك حاجة لمنافسة صفرية. فعن طريق الحكمة السياسية والقدرة الخلاقة يمكن للدولتين صياغة نمط جديد من العلاقات.