العزيزية - ليبيا 10 نوفمبر 2017 /عادت مظاهر الحياة المدنية إلى منطقة ورشفانة جنوب غرب العاصمة الليبية طرابلس ، عقب سيطرة قوات حكومة الوفاق الوطني عليها ، وطرد مجموعات مسلحة من أنصار القذافي وأخرى خارجة عن القانون .
وعند الخروج من العاصمة باتجاه الجنوب ، تصل إلى مدينة العزيزية (كبرى مدن ورشفانة) ، التي لا تبعد سوى 30 كلم عن طرابلس ، حيث رصد مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) عودة مظاهر الحياة المدنية ، وفتحت معظم المحلات التجارية أبوابها ، مع توافد المئات من العائلات ، عقب سنوات من خروجهم منها ، اثر سيطرة مجموعات مسلحة إجرامية عليها ، وأخرى لأنصار القذافي ، أطلق عليها (الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا) .
وشنت قوات المنطقة العسكرية الغربية برئاسة الأركان العامة لحكومة الوفاق الوطني ، عملية عسكرية اطلت عليها "بشائر الأمل" ، قادتها غرفة العمليات المشتركة ، والتي تشكلت من طرف أربع قوى ، وهم (المجلس العسكري الزنتان - كتيبة ثوار طرابلس - الكتيبة 301 مشاة - الغرفة الأمنية بترهونة).
وتعليقا على العمليات العسكرية وتفاصيلها ، أوضح مختار الأخضر عضو غرفة العمليات المشتركة في تصريح خاص ل((شينخوا)) اليوم (الجمعة) ، " كانت لدينا مشكلة تطورت مؤخراً ، بعودة رموز نظام القذافي عبر القوة العسكرية ، حيث استغلت ما يسمى بالجبهة الشعبية ، الأوضاع الأمنية وتجمعت في معسكر اللواء الرابع ، وجندت قوة كبيرة من الأفارقة المرتزقة خاصة من حركة العدل والمساواة السودانية المعارضة ، قدرت بحوالي 1700 مقاتل تواجدوا في المعسكر ، وكل تحركاتهم كانت قيد الرصد والمتابعة ، بداية من تحركهم من الجنوب ، وقاموا بتهديد مباشر لقوات القيادة العامة "حفتر" وقوات حكومة الوفاق وقوات مصراتة والزنتان" .
وتابع ، " عندما تواصلنا مع القيادة العامة برئاسة حفتر والسراج ، تبين انها قوة لا تتبع أي منهما ، وقاما بالتبرؤ منها ، ما دفعنا لشن هذه الحملة العسكرية ، للقضاء على هذا التهديد الذي يهدد أمن واستقرار ليبيا خاصة طرابلس ومدن الجبل ، وهم مسؤولون عن عمليات الاختطاف والقتل وممارسة السطو المسلح ، لتمويل عملياتهم ضد مؤسسات الدولة ، طيلة السنوات الماضية".
وأضاف الأخضر وهو أحد القياديين بالمجلس العسكري الزنتان ، بأن العمليات العسكرية تمت بالتنسيق مع القوات الموجودة في طرابلس والجبل ، وتم الاتفاق على تطهير المنطقة من أوكار الجريمة ، وقد تمت بسرعة دون خسائر تذكر ، بعد النجاح في استدراج انصار القذافي خارج التجمعات السكانية في ورشفانة ، وتم التعامل معهم دون التسبب في أضرار للمدنيين ومصالحهم، بحسب تعبيره .
وعن الخطط الخاصة بملاحقة الفارين ، أوضح بالقول " لدينا خطة أمنية محكمة ، لتتبع المجرمين الفارين نحو وسط المنطقة ، حيث ستقوم الأجهزة الأمنية خاصة البحث الجنائي ، بالقبض على كافة المطلوبين ، بطريقة منظمة دون مشاكل ، وبالتعاون الوثيق من طرف قواتنا " .
وأشار إلى ورود معلومات عن وجود بعض قادة العصابات الإجرامية والتابعة للنظام السابق داخل المنطقة ، متحصنة بالمزارع ووسط الأحياء السكنية .
وبلغت حصيلة القتلى للاشتباكات العسكرية في منطقة ورشفانة جنوب وغرب العاصمة طرابلس ، 70 قتيلاً بينهم 15 من عناصر حركة العدل المساواة السودانية المعارضة ، بحسب ما أفاد عبد الله الفكحال مسؤول الإعلام بالمجلس العسكري الزنتان في وقت سابق ل((شينخوا)).
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية ، حذرت من هجوم قوات حكومة الوفاق ، على مقرات وحدات الجيش النظامية (اللواء الرابع - اللواء 26) ، بمدينة العزيزية .
كما طالب البرلمان الليبي المنعقد في طبرق أقصى شرق البلاد ، بوقف العمليات العسكرية في منطقة ورشفانة بشكل فوري ، مع معالجة ملف المطلوبين بشكل أمني ، لكن كل هذه الدعوات قوبلت بالرفض ، حتى تم السيطرة على المنطقة من طرف قوات حكومة الوفاق .
من جهته ، أكد النقيب محمد جار الله شرطي بوزارة الداخلية بحكومة الوفاق ، بأن عمليات انتشار الشرطة مستمرة ، وتم التمركز في العشرات من نقاط والحواز الأمنية في الطريق الرابط من طرابلس وحتى العزيزية .
وأضاف ، " لقد رصدنا حركة مرور مزدحمة من طرف المواطنين ، حيث تتوافد المئات من العائلات إلى منازلها منذ الأمس ، ولم تسجل أي خروقات أمنية حتى اللحظة ، وهو دليل على نجاح الخطة الأولى بفرض الأمن من قبل مديرية الأمن " .
أما ، خليل التيجاني وهو أستاذ جامعي ، فقد أبدى سعادة كبيرة على عودته منذ أكثر من عامين ، بعد تعرضه للاختطاف وحرق منزله من قبل مجموعات إجرامية .
وروى قصته ، مبتسماً ويذرف دموعه ، قائلاً " لقد عدت إلى منزلي الذي أحرق من طرف المجرمين ، وكلي أمل أن تنتهي قصة النزاعات المسلحة ، وأن نعيش بسلام بين أرضنا وأهلنا".
وفي أول تعليق على السيطرة على المنطقة ، أكد فائز السراج رئس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ، عدم السماح لتواجد المجرمين والمرتزقة التواجد في ورشفانة من جديد .
وبشر السراج في بيان صحفي ، آهالي المنطقة الذين هجروا من بيوتهم ، بسبب تفشي الجريمة والعنف ، بأنه بات بمقدورهم العودة ، متعهدا بتسوية حكومة الوفاق أوضاع جميع المتضررين.
وكانت قوة الردع الخاصة التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق ، أعلنت إحباطها مخطط للسيطرة على العاصمة طرابلس منتصف أكتوبر الماضي ، يقوده عناصر نظام القذافي بالتعاون مع حركة العدل والمساواة السودانية المعارضة.
والمخطط الذي قادته حركة مقاومة (الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا) المقيمة خارج البلاد ، عبر تشكيل عسكري يقوده (المبروك حنيش) أحد قادة حركة المقاومة ، حيث قام بالتحرك من الجنوب وتمركز بأحد المعسكرات بالعزيزية، وكان يخطط للسيطرة على مداخل مدينة طرابلس، بالاتفاق مع بعض التشكيلات المتواجدة داخلها ، إلا أن القوات الأمنية والعسكرية بحكومة الوفاق ، بادرت بالهجوم على قواته وإفشال مخططه .