بعقوبة، العراق 14 ديسمبر 2017 / يشكل منصب "الامير" في هيكلية تنظيم داعش الارهابي حجر الزاوية والعقل المسؤول عن ادارة اعمال العنف والهجمات والتجنيد من خلال توزيع المهام على خلايا التنظيم، لكن هذا التنظيم فقد اغلب امراءه شرقي العراق ما اثار الفوضى في صفوف خلاياه.
فالامير لقب مرتبط بالخبرة الميدانية لكل قيادي، وقد اشرت الاجهزة الامنية في محافظة ديالى شرقي العراق ان خلايا تنظيم داعش المنتشرة في بعض الجيوب داخل المحافظة تعاني من نقص الامراء في الاشهر الماضية ما زاد من حالة الفوضى الداخلية، واسهم في تقليل معدلات العنف والهجمات بصورة كبيرة.
وقال رئيس اللجنة الامنية في مجلس ديالى صادق الحسيني لوكالة انباء (شينخوا) "إن تنظيم داعش في المحافظة ينشط ضمن ما يعرف بالخلايا النائمة والتي تنتشر بمناطق محددة ومرصودة من قبل المؤسسة الامنية" مضيفا "ان تلك الخلايا تعاني من شحة امراء، وهم القادة الميدانيين لان اغلبهم قتل او اعتقل".
وتابع الحسيني ان " تنظيم داعش الارهابي ووفق الهيكلية التي يعتمدها بادارة مسلحيه يعتمد بقوة على الامراء كونهم القيادات الميدانية التي تقع على عاتقهم جميع المسؤوليات، فهم حجر الزاوية والركيزة المهمة التي يعتمد عليها التنظيم في تنفيذ الهجمات والواجبات".
واوضح الحسيني ان القوات الامنية في محافظة ديالى نجحت في قتل 10 امراء مؤثرين في مايسمى ولاية ديالى التابعة لتنظيم داعش الارهابي، خلال العام الجاري.
الى ذلك، قال القيادي في الحشد الشعبي جبار المعموري ان "ولاية ديالى الداعشية تحولت الى مجرد خلايا مبعثرة هنا وهناك في جيوب وبؤر لاتزيد على ستة مواقع ابرزها، حمرين، والوقف، والزور، وهي تتلقى بين فترة واخرى ضربات موجعة من قبل القوات الامنية والحشد الشعبي".
واكد المعموري، ان خلايا التنظيم المتطرف تعاني من ازمة نقص في القيادات الميدانية التي تحمل لقب "امير" لن اغلبهم قتل في المعارك والعمليات النوعية التي نفذت بمناطق عدة، مبينا ان التنظيم المتطرف فقد المركزية في الادارة وتوجيه التعليمات.
واضاف المعموري "ان الفوضى الداخلية بدأت تدب في خلايا التنظيم نتيجة فقدان الامراء، حيث وصلت النزاعات الداخلية الى الاقتتال فيما بينهم مؤخرا، وهذا دليل واضح على الانهيار الذي يعانيه هذا التنظيم الارهابي".
من جانبه، قال قائد عمليات دجلة (المسؤولة عن الامن في المحافظة) الفريق الركن مزهر العزاوي ان " ولاية ديالى الداعشية اصبحت من الماضي ولم تعد هناك قيادة لها لان اغلب امراء الخط الاول فيها تم قتلهم من قبل القوات الامنية".
واضاف العزاوي ان " ما موجود في ديالى، خلايا وفلول تنتهج اسلوب اللصوصية في اعمالها وهي غير قادرة على مواجهة القوات الامنية، ونحن نحقق يوميا انجازات في انهاء ما تبقى منها في عمليات نوعية مؤثرة".
على صعيد متصل، قال الخبير الامني ريسان العبيدي ان " ولاية ديالى الداعشية بدون "امير" منذ اربعة اشهر تقريبا، بعد مقتل اميرها، وهو السابع لها بعد عام 2014 بقصف جوي في تلال حمرين وفق المعلومات الامنية المتوفرة".
واضاف العبيدي ان " الامراء يمثلون روح قوة داعش وهم المحرك الاساسي لخططه وتحركاته وبخلافهم يجرد التنظيم من اهم قدراته"، مبينا ان ضعف التنظيم في ديالى يرجع في الاساس لفقدان التنظيم للجزء الاكبر من الامراء وخاصة المخضرمين الذين كانوا على قدرة عالية في ادارة الهجمات والتنظيم والتجنيد.
وتابع ان " تنظيم داعش يعاني من فوضى داخلية قوية الان، لان هناك صراعات داخلية على ادارة المناصب الشاغرة للامراء، وهذا ولد الخلافات والاقتتال بينهم في بعض الاحيان".
بدوره، قال العقيد (ع، ش) ضابط في احد الاجهزة الامنية "إن تنظيم داعش الارهابي كان يعتمد في ديالى على 16 اميرا يمثلون الخط الاول، لم يتبق منهم سوى اثنين فقط، وفق المعلومات الاستخبارية ما يظهر حجم الفراغ الكبير الذي يعاني منه التنظيم ضمن مايسمى بولاية ديالى".
واضاف ان " الخلايا النائمة موجودة ويمكن ان تصبح اكثر خطورة في اي وقت لو توفر لها المحرك الاساسي لقيادتها المتمثل بالامراء لكن التنظيم لم ينجح في اعداد هؤلاء حتى اللحظة، لذا فان خلاياه تتخبط وتفقد المزيد من قدراتها بضربات القوات الامنية".
يذكر أن جبال حمرين الواقعة بين محافظتي ديالى وكركوك، ما يزال يتواجد فيها عناصر التنظيم المتطرف، كما يتواجدون في منطقة امطبيجية بين محافظتي ديالى وصلاح الدين، وهاتين المنطقتين تتميزان بوعرتهما وكثرة التلال وكثافة الاشجار فتوفر بيئة لاختفاء الارهابيين، ما يجعلهما يشكلان خطرا على الامن في تلك المحافظة.