8 ديسمبر 2017/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ قام الشاب الالماني جورغ وسيمي اسمه الصيني يوه كاي هان في عام 2016 بالسفر على دراجة المسافة أكثر من 5800 كيلومتر من موخه بمقاطعة هيلونجغجيانغ أقصى الشمال الصيني إلى سانيا بمقاطعة هاينان أقصى الجنوب الصيني، وغطت الرحلة 12 مقاطعة صينية خلال 100يوم تقريبا. وقال يوه كاي هان أن السفر على دراجة أفضل وسيلة للتعرف على الاشخاص في اجزاء مختلفة من الصين." أعطتني الدراجة فرصة للتحدث الى الكثير من الناس، في نفس الوقت يمكن أن أذهب الى أي مكان أريده، والتحدث مع الناس في أي وقت وفي أي مكان."
طبعت كلمة " حلم الصين " في قلب يوه كاي هان منذ أن سمعها لأول مرة في الصين عام 2013. في عام 2015، التحق يوه كاي هان الذي كان عمره لا يتجاوز 26 عاما بمركز الدراسات الصينية بجامعة تشجيانغ لدراسة ماجستير في الدراسات الصينية واختار موضوع اطروحته " حلم الشعب الصيني".
الصين في عيون يوه كاي هان: من " النمطية" الى " الانسجام"
قال يوه كاي هان أن أكثر ما عرفه عن الصين في ألمانيا متعلق بالسياسة والاقتصاد، وترك فيه انطباعا " نمطيا " قويا. وتشمل هذه " الصورة النمطية" أيضا تلوث الهواء في الصين، المدن المزدحمة والعديد من العمال الفقراء المهاجرين.
وبعد أن أتى يوه كاي هان الى الصين، تنوعت معرفته عن الصين من خلال محاضرات جامعة تشجيانغ، ومناقشة الطلاب التغيرات في الصين على مر العقود والقرون وحتى آلاف السنين، فضلا عن القضايا المعقدة على المستويين الثقافي والاجتماعي.
أما التعرف على الصين من خلال السفر على الدراجة، يمكن لمس الحياة الحقيقية والمعاصرة للشعب الصيني وآمالهم للمستقبل. قال يوه كاي هان، ربما هذه التجربة ذاتية وغير علمية بما فيه الكفاية، لكنها حقيقيا ومتمحورة حول الإنسان. وخلال السفر، أعرب الجميع الذين قابلتهم عن أفكارهم الخاصة ــ صاحبة المطعم في هيلونغجيانغ حلمها مساعدة كبار السن على تحسين نوعية الحياة والحد من العبء على جيل الشباب. عامل في قوانغشي حلمه أن يعيش حياة جيدة ومزدهرة ماديا. وحلم طالب بجامعة تشانغتشون بالقدرة على ان يقدم مساهمات للمجتمع من خلال جهوده الخاصة.
وأعرب يوه كاي هان عن أعجابه بالشعب الذي التقى به على طول الطريق، وأثار حماسه وفضوله. وذكر على سبيل المثال، رحلته في تانغشان، قائلا: “فقدت الحقيبة الثابتة الموجودة دائما خلف الدراجة، بها كل شيء، بما في ذلك المال وجواز السفر والة التصوير. وبينما ابحث عن الحقيبة في الشارع، توقف رجل بسيارته وسال عما إذا كنت بحاجة الى مساعدة. ركبت معه السيارة وبدأنا البحث معا عن الحقيبة، وبقي يسأل إذا كان هناك شيء التقط من قبل الناس. وأخيرا وجدنا الحقيبة في متجر صغير، واتضح أن أحد الاشخاص وجد الحقيبة وسلمها الى المتجر."
أكد يوه كاي هان نظرة العديد من الألمان الى الصينيين، حيث يصفونهم بالعمل الشاق والدقة والذكاء. مضيفا كلمة للصحفيين: "الانسجام"، الذي نادرا ما يذكرها الأجانب عن الصين. قائلا: "في الواقع، لا توجد أي تجربة سلبية في الصين تقريبا. انا غالبا ما أمضي قدما مع الغرباء او الذهاب الى النوم في البرية. لكن في ألمانيا، نتعلم منذ الطفولة ان مثل هذه التصرفات خطرة. وخلال تواجدي في الصين، على الرغم من انني رأيت اناس يتشاجرون، إلا انني لم اسمع عن العنف العام ولم اشارك ابدا."
حلم يوه كاي هان الصيني
تحديات مختلفة كل يوم، واناس مختلفون كل يوم. الاستماع الى مختلف الناس يتحدثون الى " احلام مختلفة"، قال يوه كاي هان أن المرء يمكن أن يستخدم القليل من المال والمعدات ويحتاج الى مزيد من الصبر والقوة والارادة لتحقيق حلمه. "في عملية البحث عن أحلام الآخرين، أدركت حلمي أيضا: إذا شخص واحد استوحى حلمه من خلال عملي ويعمل الان بجد لتحقيقه، فقط انجزت هدفا واحدا."
حاليا، يعمل يوه كاي هان في صناعة السيارات في ميونيخ، ألمانيا، المسؤول عن العلاقات التجارية مع الصين، وفي نفس الوقت يبحث عن فرص اخرى لتحقيق التواصل بين الصين واوروبا، فهو لا يزال مهتما جدا ب" الحزام والطريق". وقال يوه كاي هان: "في المستقبل، اريد مواصلة ابحاثي عن الصين ايضا، واخطط لتنفيذ المزيد من برامج الاستكشاف حول الصين."