يقام معرض خاص بالآثار المصرية القديمة حاليا في متحف خنان بمدينة تشنغتشو حاضرة مقاطعة خنان بوسط الصين حيث تحتوي المعروضات على 144 قطعة أثرية بما فيها تمثال سخمت برأس الأسد وجسم الأنثى وتمثال الفرعون والمومياءات.
وأقيم المعرض تحت رعاية مشتركة من متحف خنان والمتحف المصري في تورينو الإيطالية والذي يحفظ آثار مصرية قديمة امتد تاريخها لأكثر من أربعة آلاف سنة.
وسيعكس المعرض مختلف نواحي الحياة للمصريين القدماء. وكانت معظم هذه الآثار اكتشفت في مواقع أثرية قديمة مشهورة.
ومن جانبه قال ما شياو لين رئيس متحف خنان إن المصريين القدماء خلقوا الحضارة المصرية القديمة العظيمة الباهرة خلال آلاف السنين وتركوا عددا ضخما من الآثار الوافرة. أما هذا المعرض سيبرز عددا من مميزاتها في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة.
وأضاف رئيس المتحف أن الرسوم الجدارية واللوازم اليومية المعروضة ستمكن الزوار من التعرف على حياة السكان آنذاك.
ومن جانبه قال كريستين جريك رئيس المتحف المصري في تورينو الإيطالية انه دائما ما كان لدينا سؤال: لماذا كان المصريون يتحمسون لموضوع الموت حتى أنهم استخدموا مختلف الوسائل لحفظ الجثمان؟ وربما يمكننا الإجابة عن هذا السؤال من خلال هذا المعرض.
وأضاف جريك في الواقع المصريون القدماء لم يهتموا بالموت بقدر ما كانوا يهتمون بالعيش. لأن في نظرهم ستبدأ الحياة الجديدة بعد الموت ويهدف حفظ الجثمان إلى استمرار حياة أنفسهم.
وسيستمر المعرض حتى يوم 22 مارس العام المقبل قبل أن تعرض هذه الآثار في مقاطعتي شانشي ولياونينغ.
وفي ذات السياق، جذبت سلسلة من المعارض للآثار المصرية القديمة أقيمت في أنحاء الصين في السنوات الأخيرة أنظار السكان المحليين.
وتم إدراج معرض "الفرعون والإمبراطور : حضارتي مصر القديمة وعهد هان الامبراطورية الصينية (202 ق م-220م) " ضمن قائمة المعارض العشرة الممتازة للمتاحف الصينية في 2016، حيث عرضت 140 قطعة أثرية مكتشفة من مقبرة الملك في جيانغدو بعهد هان الامبراطورية مع أكثر من 100 قطعة أثرية من مصر القديمة محفوظة في متحف انتاريو الكندي.
ورغم أن الدخول غير مجاني للمعرض الذي أقيم لأول مرة في متحف نانجينغ بمقاطعة جيانغسو شرقي الصين، إلا أن عدد الزوار تجاوز 310 آلاف شخص.
من جانبه قال قونغ ليانغ رئيس متحف نانجينغ عند الحديث عما جعله يفكر في إطلاق معرض يدمج حضارتي مصر وهان القديمتين، إن هذه الفكرة انبثقت من تجربته لزيارة متحف انتاريو الكندي قبل سنوات.
وعلى الرغم من وجود مسافات جغرافية بعيدة إلا أن هناك تشابها بين الحضارتين من حيث فكرة الخلود بعد الموت حيث ارتكز هذا المعرض على إظهار التشابه والاختلاف بين الحضارتين في جوانب المواد والثقافة والروح من متخلف الزوايا.
واتسم المعرض بإظهار الموضوعات المماثلة بين الحضارتين مثل المومياءات الفرعونية المصرية القديمة مقابل ملابس اليشم ذات الخطوط الذهبية المكتشفة في مقبرة الارستقراطيين ، والرسوم الجدارية لاستعادة وعى صاحب المومياء وإحيائه مقابل رسم يعكس رفع الأموات إلى السماء ليصبحوا خالدين في عهد هان وكذلك القطع الأثرية عن أشكال الأسلحة والدواجن والحبوب والحلي.
وأشارت هذه التحف الأثرية إلى وجود فهم مماثل بين الحضارتين في الآراء حول الموت، ألا وهو "النظر إلى الموت كالحياة" والتطلع إلى الخلود واستعادة الروح.
وقال قونغ أنه على الرغم من أن مصر والصين تنتميان إلى أنظمة حضارية مختلفة، إذ كان الفراعنة والأمراء الإقطاعيون يختلفون في العصر وعادات الدفن وأنماط التعمير وتزيين الرسوم ، إلا أن الحضارتين تتشابهان في مفهوم القبر الضخم والاهتمام بالحياة بعد الموت والتطلع إلى خلود الجثث والرغبة في مرافقة الناس والأشياء حتى بعد الموت، مضيفا أنه من شأن تشابه الحضارتين إلى مثل هذا الحد الكبير رواية قصة للمقارنة بين الحضارتين القديمتين.
وأقيم على هامش المعرض سلسلة من فعاليات التثقيف بما فيها المحاضرات والندوات الشبابية والزيارات الثقافية بحضور خبراء التاريخ وعلم المتاحف.
ok