人民网 2017:12:25.17:04:25
الأخبار الأخيرة

هل تؤثر عزوبيتك على الاقتصاد؟ البيانات الكبرى تجيبك

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2017:12:25.16:27

    اطبع

كشف تحقيق إخباري مؤخرا أن عدد العزاب البالغين في الصين قد ناهز مجموع عدد سكان روسيا وبريطانيا معا. ولا تثير أعداد العزاب المتزايدة إهتماما كبيرا في مختلف الأوساط الإجتماعية فحسب، بل باتت تمثل قوة إستهلاكية كامنة كبيرة، الأمر الذي يسيل لعاب العديد من المتاجر الكبرى. فكيف تضاعف عدد "جيش العزاب"؟ وما هو اقتصاد العزوبية الذي أنتجه؟

ماهي أسباب عودة ظهور "موجة العزاب"؟

ما الذي يجعل عدد العزاب يتزايد أكثر وفأكثر؟ يعود السبب الرئيسي إلى الإختلال الخطير بين عدد الرجال والنساء في الصين، بسبب إنتشار مفهوم "الذكورية" في المجتمع الصيني. 

تشير الإحصاءات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء إلى أن نسبة الجنسين قد بلغت 136 رجل مقابل 100 إمرأة بين مواليد الثمانينات، و206 رجل على كل 100 إمرأة بالنسبة لمواليد السبعينات. ما يتسبب في تفشي ظاهرة العنوسة بين أعداد كبيرة من الذكور.

معدلات الولادات حسب الجنسين في الصين خلال السنوات الأخيرة

كما أسهمت زيادة مدة التعليم لدى المرأة في تأخر سن الزواج. حيث يتلقى مزيد من النساء تعليما عاليا بفضل التطور الإجتماعي والاقتصادي الذي شهدته الصين في السنوات الأخيرة. وتظهر البيانات ذات الصلة أن 0.88% من النساء الصينيات قد تمتعن بالتعليم الجامعي لمرحلة الإجازة في عام 2000، بينما بلغت هذه النسبة 5.76% في عام 2015، ما يعني تضاعفها 6 مرات.

فمن ناحية، تميل النساء اللاتي يتمتعن بتعليم عال إلى اختيار أزواج ذوي مستوى تعليمي متساوي أو أعلى منهن. ومن ناحية أخرى، تزايدت إنتظاراتهن المادية من الرجل، مما جعل العديد من النساء اللاتي حصلن على تعليم عال ومراتب عالية يتحولن إلى مايعرف بـ " المرأة المتبقية ". 

من جانب أخر شهدت معدلات الطلاق ارتفاعا مستمرا مع تغير مفهوم الزواج الحديث وتنوع الإغراءات خلال السنوات الأخيرة، حيث بات مواليد الثمانينات والسبعينات أكثر عرضة للطلاق. وتتراجع مدة الزواج بإستمرار، مايجعل عدد العزّاب يرتفع دون توقف.

اتجاه معدلات الزواج والطلاق خلال السنوات الأخيرة

جدل "اقتصاد العزوبية"

يفضل العزاب التركيز على أنفسهم وتحسين نوعية حياتهم، هربا من المسؤوليات العائلية، وغالبا ما يرغبون في الإكتفاء بنفقات الاستهلاك الشخصي. ومع تغير المفاهيم الإجتماعية حول العزوبية، أصبحت حياة العزاب أكثر تنوعا ووفرة: الأكل الانفرادي، اللهو الانفرادي... لذا فإن ما يسمى ب "اقتصاد العزوبية " قد تسلل إلى مختلف المجالات وبات يتيح فرصا تجارية ضخمة لمختلف المؤسسات.

ويعتبر عيد العزاب الذي أطلقته موجة التجارة الإلكترونية دليلا واضحا على ازدهار اقتصاد العزوبية، حيث أطلقت الكثير من مواقع الانترنت المعروفة في الصين إعلانات جذابة وتخفيضات رائعة لمستخدمي الانترنت لتحفيزهم على مزيد الإستهلاك.

من جهة أخرى، قامت عدة شركات يابانية وكورية بتصميم أجهزة منزلية تتلائم مع فئة العزّاب، مثل مواقد الأرز، الأفران والغلايات وغيرها من المنتجات بحجم أصغر للعزاب الصينيين.

كذلك استفاد قطاع أطعمة التسليم السريع من اقتصاد العزوبية، فوفقا للبيانات، إرتفع هذا القطاع بـ 44 % خلال العام الماضي."العزاب هم أهم زبائننا"، يقول صاحب مطعم.

في ذات الصدد، أظهرت بحوث أخرى أن أكثر من نصف العزاب الصينيين يحبون السفر، وأكثر إقبالا على زيارة المعالم السياحية وتجربة الثقافة المحلية بالمقارنة مع المتزوجين. ربما لأن العزّاب أكثر حرية في القيام بـ"الرحلات المفاجئة".

مع ذلك، يشير بعض الخبراء إلى أن "اقتصاد العزوبية" قد لا يُترجم إلى مساهمة اقتصادية إيجابية. فبما أن العزاب يواجهون مسؤوليات أقل من المتزوجين، من السهل يصبحوا أكثر خمولا تجاه الحياة، مايؤدي بدوره إلى تراجع حماسهم تجاه العمل وغيرها من الآثار السلبية المترتبة عن ذلك. كما تظهر الدراسات الاستقصائية أن العزاب غالبا ما يواجهون ضغوطا في تخطيط مستقبلهم، وهذا يجعلهم يتجنبون شراء السلع الفاخرة. بل يميلون إلى الإستثمار في التأمين والمنتجات المالية؛ في المقابل، ينفق المتزوجون الأموال على حاجيات الأطفال، وهم أكثر استعدادا على ثروتهم على أزواجهم، ما يعزز الاستهلاك المحلي.

من جهة أخرى، شدد بعض الخبراء على أن إختلاف حاجيات العزّاب عن حاجيات المتزوجين تعود لإختلاف المراحل الحياتية التي تمرّ بها كل فئة. لكن لا يوجد فرقا جوهريا بينهم كمستهلكين. 

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×