صورة: صحيفة محلية في شانغهاي تنشر تعليقا في صفحتها الأولى تدعو فيها خروج ماريوت من السوق الصينية إذا لزم الامر |
أدرج ماريوت في العديد من المرات التبت وهونج كونج وماكاو وتايوان كدول مستقلة في الاستبيان الذي يرسل للعملاء وغيره من الصفحات التابعة للشركة، وبعد تساؤلات وحثوث السلطات التنظيمية والالاف من مستخدمي الانترنت، أخيرا، أصدر ماريوت " اعتذارا " مع التصحيح.
ولكن، رفض الصينيون اعتذار ماريوت، معبرين عن سخطهم على نهج ماريوت: " نرفض الاعتذار"، " لن نسكن ماريوت مرة أخرى".. ويشير الخبراء الى أن عمل ماريوت يعد انتهاكا مباشرا لقانون أمن الانترنت، وقانون الإعلانات، ويجب أن يعاقب بشدة.
اعتذار وتعديل بعد شكاوى متكررة
تلقى العديد من الزبائن الصينيين رسالة مجموعة ماريوت عبر البريد الالكتروني تدعوهم للمشاركة في استبيان يتضمن مجموعة من الاسئلة منها " البلد الذي تقيم فيه حاليا؟" مع ستة خيارات شملت " تايوان" و" التبت" و" البر الرئيسي للصين" وهونغ كونغ " و" ماكاو" و" التبت". ما اثار غضب واستنكار أحد مستخدمي الانترنت الذي نقل الوضع الى المدونات الصغيرة. وقال إنه ليست المرة الأولى التي يتم فيها رفع شكوى ضد ماريوت، لكن ماريوت ليس فقط لم يتغير وإنما بات مفرطا أكثر وأكثر.
وطلبت إدارة شنغهاي في بيان صدر يوم 10 يناير الجاري من ماريوت فحص شامل لكل محتوى الاستبيان وإلغاء كل المضمون الذي نشرته على موقعها وعلى الاستمارات المتاحة عبر الإنترنت للتأكد من عدم وقوع أمر مماثل وللتصرف لمعالجة ما يقلق الرأي العام بسرعة لتجنب أي رد فعل سلبي.
وقالت هيئة تنظيم السوق بشنغهاي، إنه بعد التحقيق الاولي، انتهكت سلسلة فنادق ماريوت العالمية احكام ذات الصلة بـ "قانون امن الانترنت لجمهورية الصين الشعبية" و"قانون الاعلان لجمهورية الصين الشعبية"، وقد بدأت تحقيقها.
كما أصدرت إدارة السياحة الوطنية يوم 11 يناير تعليمات لمكتب السياحة في شانغهاي بالتحري والكشف عن الحقائق في أقرب وقت ممكن، وفرض الإجراءات اللازمة تعاونا مع الجهة ذات الصلة.
نشرت ماريوت في مساء يوم 10 يناير بيانا على موقع ويبو الصيني للتواصل الاجتماعي، بشأن الانتهاء من تحديث الموقع الرسمي والتطبيق لماريوت الدولي باللغة الإنجليزية والصينية يوم 9 يناير. وفي ظهر يوم 11 يناير، ذكرت ماريوت مرة أخرى أن ماريوت الدولية لا تؤيد أي تقسيم يقوض سيادة الصين ووحدة أراضيها، وتعتذر عن اي عمل أدى إلى سوء تفاهم في الموقف المذكور اعلاه.
وجاء هذا بعد يومين من مرور الحادثة، وقال أحد مستخدمي الانترنت في تعليق ساخن تحت هذا المدوين: الاعتذار في الويبو الصيني، وترك علامة "الإعجاب" على مدوين التويتر التي تدعوا ل " استقلال التبت"، أ ليس في ذلك وجهين؟
اصرار مستخدمي الانترنت على عدم قبول " اعتذار" ماريوت
أثار نهج ماريوت غضب واستنكار العديد من مستخدمي الانترنت. ويعتقدون أن ماريوت ليست صادقة في بياناتها الاربعة، ما جعلهم يصرون على " لا نشتري".
وقال ليو تشون يان أستاذ مشارك في كلية الحقوق بجامعة تونجي أن سلوك فندق ماريوت سواء بنية او اهمال يعتبر انتهاكا لأحكام ذات الصلة بقانون أمن الانترنت.
ويعتقد المحامي وو هاي شريك بارز في مكتب قوانغدا للمحامين بشنغهاي أن هونغ كونغ وماكاو وتايوان والتبت اجزاء لا تتجزآ من الاراضي الصينية، واتصال ماريوت مع العملاء عن طريق البريد الالكتروني هو منهاج لإرسال الاعلانات عبر الانترنت. وأن وصف المناطق الاربعة التابعة للصين بانها دول مستقلة انتهاك مباشر لأحكام قانون امن الانترنت وقانون الاعلان. مضيفا، وفقا للمادة ال 57 من قانون الاعلان، يواجه ماريوت غرامة مليون يوان كحد أقصى، ويمكن ابطال الرخصة التجارية في حالة خطيرة.
يذكر أن مجموعة ماريوت الدولية تمتلك 124 فندقا في الصين. وفي اغسطس الماضي، ذكر موقع سكينغ الفا الامريكي، أن الصين "مستقبل" ماريوت. إذ بلغ إنفاق 120 مليون سائح صيني في الخارج عام 2016 ما يزيد عن 110 مليار دولار أمريكي.