26 يناير 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ بات الهاتف آلة لايمكن للإنسان الإستغناء عليها، كما أصبح مكمن سرّ الإنسان أيضا. حيث يتضمن العديد من المعلومات الشخصية، إلى جانب معلومات الحسابات البنكية وتطبيقات الدفع الإلكتروني. وهذا ماجعل المستخدمين يولون أهمية قصوى لأمن الهواتف. لذا تعد بصمة الإصبع إحدى الخطوط الدفاعية المتقدمة أمام محاولات اختراق الهاتف. لكن ماقد يفاجئ مستخدمي الهواتف في الوقت الحالي، أن هذا الخط الدفاعي المتقدم لم يعد حصنا متينا لقلعة البيانات الشخصية في الهاتف منذ الآن، مع التطور المستمر لطرق الإختراق والقرصنة.
في هذا الصدد، أثار مقال مرفق بفيديو نشر مؤخرا على شبكة الإنترنت تحت عنوان "قشرة برتقال صغيرة يمكن أن تفك شفرة إصبعك وتقوم بعملية تحويل مالي" إهتماما كبيرا بين أوساط المستخدمين الصينيين. وذكر المقال المذكور أن عملية التشفير من خلال بصمة الإصبع يمكن فكّها بأي بصمة بشرية بعد معالجة بسيطة، وقد يصل الأمر حتى إلى فكّها عبر قشرة برتقال صغيرة.
أي شخص يمكنه أن يفك شفرة بصمة إصبعك
قبل مدّة، تشققت بصمة إصبع السيد شيو من مقاطعة آنهوي حينما سقط هاتفه أرضا. لكن شيو لم يتصور بأن ذلك سيكون سببا في قيام أحدهم بفك شفرة بصمة إصبعه وفتح هاتفه. كما أن سوء حظه لم يتوقف عند هذا الحد، بل قام المخترق بفكّ شفرة تطبيق الدفع الإلكتروني أيضا، واستطاع من خلال بصمته أن يصادق بصمة شيو.
بعد أن علمت إحدى شركات التكنولوجيا بسوتشو بهذه الثغرة، قامت بإجراء عدة تجارب مخبرية أظهرت بأن شفرة بصمة الإصبع يمكن فكّها حتى في حالة لم يصب الهاتف بأي عطب، وتوصلت الشركة أيضا إلى أن بصمة الإصبع يمكن فكّها حتى من خلال قشرة برتقال صغيرة. لاحقا، قامت الشركة بتطبيق هذه التجربة على مختلف ماركات الهواتف المعروفة في الأسواق، ووجدت بأن جميعها يمكن فك شفراتها بطرق بسيطة.
في هذا السياق، يقول التقني لي يانغ يوان، أن العديد من التجارب التي قام بها أثبتت أن الثغرة الأمنية تكمن في عدم التطابق التام لصورة بصمة الإصبع في الهاتف لبصمة الإصبع الأصلية. وهو مايعني بأن حاسة اللمس في الهاتف لاتقوم بنسخ دقيق لبصمة الإصبع.
من جهة أخرى تُفك شفرة البصمة في الهاتف بمجرد تطابق صورة البصمة مع جزء من البصمة الأصلية. لذا يمكن كسر شفرة البصمة بمجرد تجريب بعض طرق المعالجات التقنية، ومن ثم يمكن فك الشفرة من خلال بصمات أصابع أشخاص آخرين. وعبر إستغلال هذه الثغرة، يمكن الإستغناء حتى على بصمة الإصبع، والضغط بقشرة برتقال على صورة البصمة في الهاتف لفك شفرتها.
تعليقا على هذه الثغرة الأمنية في الهواتف، يقول فنغ جيان جيانغ الأستاذ المساعد بقسم الأتمتة بجامعة تشينهوا، أن تقنية بصمة الإصبع أستعملت في البداية في تحليل بعض خصائص بصمات أصابع الأشخاص، خاصة في بعض عمليات التحقيق الأمنية. لكن هذه التقنية ليست هي نفسها التي تنتشر الآن في الهواتف. وهذا يعود لصغر حجم مساحة جهاز اللمس في الهاتف وقلة المعلومات. لذا ليس أمام تقنية البصمة الهاتفية إلا إستعمال الصورة.
غير أن الخبراء يلفتون إلى أن هذه الثغرة تتعلق بعدة منتجات من عدة مجالات. ويقولون أنه بالإمكان إستعمال الهواتف بطريقة عادية إذا لم تتضرر تقنية حاسة اللمس في الهاتف. من جهة أخرى، ينصح الخبراء بضرورة التثبت من عدم وجود أي جُسيم أو صورة في موقع حاسة اللمس بالهاتف أثناء تسجيل البصمة لأول مرة. حيث يمكن أن تساعد هذه الخطوات على تجنب محاولات إختراق النظام الأمني للهاتف.
يذكر أن وزارة الصناعة والاتصالات الصينية والمكتب العام لرقابة الجودة قد فتحا تحقيقا حول هذه الثغرة.