人民网 2018:02:24.09:58:24
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق: صناعة الصابون التقليدي في الضفة الغربية تقاوم مخاطر الاندثار

2018:02:24.09:56    حجم الخط    اطبع

نابلس 23 فبراير 2018 /بأدواته التقليدية، يواصل ماهر الشكعة انتاج الصابون النابلسي بمصنعه في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، رغم تراجع تلك الصناعة بفعل عدة عوامل اقتصادية وسياسية.

ويدير الشكعة أحد مصنعين لايزالان يعملان من بين عشرات المصانع والتي يطلق عليها (صبانات)، كانت تعمل في هذه الصناعة اليدوية قبل أن تتوقف عن الانتاج.

واشتهرت مصانع الصابون التقليدي التي يزيد عمرها على أكثر من قرن في مدينة نابلس حتى أنه لقب بـ "سفير التراث" للمحافظة.

لكن مخاطر الاندثار تهدد تلك الصناعة حيث أنه في العام 1980 كانت تنشط 40 "صبانة" في نابلس والآن تعمل منها اثنتان فقط.

ويؤكد الشكعة لوكالة أنباء ((شينخوا)) رفضه تغيير صناعته التي ورثها عن أجداده منذ ما يزيد على 120 عاما وانتقلت إليه ولأخوته وأقاربه.

ويقول إن المردود المادي لصناعة الصابون تراجع نظرا لدخول أصناف صابون تدخل في صناعتها مواد كيماوية ومعطرات يرفض هو استخدامها بديلا عن زيت الزيتون الطبيعي.

ويضيف أنه "لم تعد الصناعة مجدية اقتصاديا ولكن نحافظ عليها لأنها تاريخ وحضارة فقد ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، ولذلك نرفض تغيير طرق انتاجها".

وكل شيء تقريبا يدخل في صناعة الصابون النابلسي منذ مئات السنين مازال الشكعة وفريقه يستخدمونه باستثناء الوقود الذي كان يستخدم مخلفات الزيتون سابقا ونظرا لقلته اليوم يتم الاعتماد على السولار.

ويقول عاملون في المهنة التقليدية إن عدة عوامل أسهمت في تدهورها أبرزها إجراءات ومضايقات إسرائيل وإغلاقها الدوري لمدن الضفة الغربية.

كما يشتكون من اتباع السلطة الفلسطينية فلسفة السوق الحرة، مما سمح لمنتجات أجنبية منافسة الدخول إلى السوق، إضافة الى غلاء سعر زيت الزيتون الذي يعتبر عصب الصناعة ما أدى إلى غلاء ثمن المنتج.

وثمن قطع الصابون المصنوع تقليديا كبير مقارنة بالمستورد، بحيث أن كل قطعة يقدر ثمنها بـ 1.5 دولار أمريكي تقريبا، بينما يباع الصابون المستورد ذو الجودة المنخفضة في السوق بسعر دولارين لكل خمس قطع.

ويرجع التاريخ ومؤرخوه صناعة الصابون في نابلس إلى أكثر من ألف عام مضت، مستدلين على ذلك بالكثير من الكتابات التي دونها الرحالة والمؤرخون القدماء.

وساهمت وفرة إنتاج "زيت الزيتون" في توفير بيئة مناسبة لصناعة الصابون في نابلس، كما ساعد انتشار الحمامات التركية العامة في المدينة في استمرار الصناعة وزيادة الطلب عليها.

وارتبط الصابون النابلسي قديما بالحمامات العامة، إذ كان العامل ينتهي من عمله مساء ويشتري قطعة من الصابون ويذهب بها إلى أحد الحمامات ليغتسل.

وبينما يتمسك الشكعة بصناعة الصابون التقليدي يرى أبناء عائلته أنه آن الاوان لتغيير هذه الصناعة والسير حسب ما هو مطلوب في السوق لتكون قادرا على المنافسة ومواكبة التطور.

ويقول ماجد الشكعة لـ ((شينخوا))، إنه حاول إقناع العائلة بإجراء تغييرات وتطوير العمل لكنهم رفضوا، ما اضطره للخروج من العمل التقليدي وفتح خط انتاج اصناف جديدة من الصابون.

ويوضح أنه أضاف أصنافا جديدة في مصنع منفصل عن الصبانة وجرى فتح خطوط انتاج جديدة مثل انتاج الصابون النابلسي السائل، وإضافة معطرات طبيعية على الصابون وتطويره "حتى نكون قادرين على المنافسة أمام الأصناف المستوردة".

ويمر إنتاج الصابون التقليدي بعدة مراحل تستغرق أكثر من عدة أيام وتتضمن إحماء الزيت على النار وإضافة المياه الحلوة وبعد إنضاجها على النار يتم البسط على الأرض.

ولاحقا يتم نقل الصابون المطبوخ بعلب خاصة وسكبه على الأرض على قياس محدد وارتفاع معين لا يتجاوز 5 إلى 6 سم وختمه بمطارق ثم تقطيعها وبنائها على شكل أبراج يصل طولها لعدة أمتار حتى يتاح للهواء الدخول بين قطع الصابون لتجف سريعاً.

وفي الخطوة الأخيرة يتم تقطيع الصابون ولفه بورق خاص يحمل الماركة واسم الصبانة لتكون جاهزة للتوزيع أو التصدير.

ورغم أن الانتاج اصبح اقل بكثير عن سنوات ماضية يشير الشكعة إلى احتفاظه بزبائن يصرون على طلب الصابون التقليدي لأنه طبيعي وخالي من الكيماويات.

ويشتكى العاملون في صناعة الصابون في نابلس من أن ظروف تصدير منتجاتهم للخارج أصبحت أكثر تعقيدا بفعل القيود الإسرائيلية المتزايدة.

ويقول مجتبى طبيلة صاحب مصنع مواد تنظيف في نابلس لـ ((شينخوا))، إن الكثير من محال انتاج الصابون النابلسي التقليدي أغلقت أبوابها لعدة قدرتها على منافسة الأصناف المستوردة.

ويوضح طبيلة أنه في بداية الثمانينيات كانت عشرات المصابن تعمل في نابلس لكن بفعل الأحداث السياسية المعقدة في فلسطين بدأت تتراجع الصناعة.

ويشير إلى أنه بعد اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 أغلق عديد المؤسسات أبوابها في نابلس خاصة في البلدة القديمة في ظل عمليات اغلاق واجتياحات إسرائيلية للمدينة ما شكل ضربة قاضية لهذه الصناعة التقليدية.

وينتج طبيلة نحو 200 صنف من الصابون ومواد تنظيف محدثة حاليا بعد أن تخلى منذ سنوات عن الصناعة التقليدية لصابون بشكل كبير.

وفي السياق يقول رئيس اتحاد الصناعات الكيماوية الفلسطينية علي برهم لـ ((شينخوا))، إن تراجع انتاج الصابون التقليدي مرده عدة عوامل أبرزها عدم القدرة على المنافسة في الأسواق لأصناف متطورة من الصابون رخيص الثمن.

ويوضح برهم أن هنالك أنواعا مصنعة عالميا وإقليميا تدخل إلى الأسواق المحلية بأسعار أقل من الصابون التقليدي الطبيعي وذلك مرده كلفة الانتاج الأقل.

كما يشير برهم الى منع السلطات الإسرائيلية بعض مواد الخام اللازمة في صناعة الصابون التقليدي.

ويشدد برهم على أن ما تبقى من مصانع تقليدية للصابون النابلسي هو بمبادرة شخصية لأصحابها من باب الحفاظ على تراث العائلات وكنوع من "الانتماء الوطني".

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×