2 مارس 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ مثّل قطار "فوشينغ" (قطار النهضة)، الإختيار الأول للراكبين خلال فترة عيد الربيع عام 2018 في مدن بكين، شنغهاي، نانجينغ، قوانغتشو وغيرها.
قبل دخول عصر القطار فائق السرعة، كان قطع المسافة بين بكين وشنغهاي يحتاج إلى يوم كامل بالقطار العادي الذي تبلغ أقصى سرعته مايزيد عن 100 كم. أما الآن، وعلى متن قطار "فوشينغ " الذي تبلغ سرعته 350 كم\ الساعة، بات بالإمكان السفر من بكين إلى شنغهاي ذهابا وعودة ضمن خمس ساعات. في هذا السياق، يشير نائب مدير مصلحة التذاكر بمحطة قطار بكين الجنوبية إلى أن هناك من قام بوضع قارورة ماء في وضع قائم على طاولة مقعد القطار لاختبار مستوى استقرار القطار، وفي سرعة 350 كم \الساعة، لم تنقلب القارورة.
فماسرّ محافظة قطار "فوشينغ" على استقراره رغم سرعته العالية؟
أصدقاء أجانب يلتقطون صورة مع قطار "فوشينغ". صورة من صحيفة الشعب اليومية أونلاين
فهم هذا "السرّ"، يبدأ من التعرف على القطعة المركزية بالنسبة لسرعة القطار، وهي: علبة السرعة. حيث يبلغ عمر استعمالها 30 سنة، بمسافة تصل إلى 24 مليون كم، أي مايعادل الدوران حول الأرض 600 مرة.
قطع القطار "فوشينغ" في 21 سبتمبر 2017، لأول مرة المسافة بين بكين وشنغهاي بسرعة 350 كم\ الساعة. وفي الصورة التي التقطتها صحيفة الشعب اليومية أونلاين، أول مجموعة من مسافري قطار "فوشينغ" بصدد انتظار القطار.
يتم تصنيع علبة السرعة لقطار "فوشينغ" في مصنع بمدينة تشانغ تشو من مقاطعة جيانغسو. وداخل ورشة التجميع الذكي بهذا المصنع، يتم التحكم في مختلف الحلقات عبر البيانات. حيث يستمعل العمّال مفاتيح ذكية، تعدّل قوة تثبيتها للبراغي عبر الحاسوب. ويمكن لنظام الحاسوب أن يحكم على قدرة التثبيت إذاما كانت موافقة للمعايير، وهو مايضمن الجودة العالية للتثبيت.
في هذا الصدد، يقول لو يان لونغ كبير الخبراء التقنيين بـالمجموعة الصينية للقطارات(CRRC)، أن ترس التدوير داخل علبة السرعة يعد أهم حلقة تصنيع بالنسبة لهذه القطعة. حيث يتعلق بشكل مباشر بقدرة العض بين المسنّنات ومعدل حياتها. ووفقا للمعايير اللازمة، يجب أن تبلغ دقة المسنّنات المستوى الميكرومتري. وهومايعادل 1\50 من حجم شعرة الرأس.
يمكن للمسافرين التعرف على سرعة القطار من خلال العلامات الضوئية داخل القطار.
يذكر أنه من بين 254 معيارا تستعمل في تقييم قطار "فوشينغ"، تمثل المعايير الصينية 84%، في حين تم تصنيع جميع الأنظمة الإلكترونية 100% محليا. لذلك يمكن القول إن قطار "فوشينغ " الذي بدأ العمل في منتصف العام الماضي، يمتلك الجينات الأصلية لـ "صنع في الصين".
يستعمل قطار "فوشينغ" في الوقت الحالي، عدة تقنيات رائدة عالميا. كما باتت "المعايير الصينية" التي صمّمها المهندسون الصينيون، احدى الأهداف الجديدة بالنسبة للصناعة العالمية.