人民网 2018:04:06.10:41:06
الأخبار الأخيرة

مقابلة خاصة: أمين "المستثمرين العرب": النزاع التجاري الصيني الأمريكي يجب حله بالحوار

/مصدر: شينخوا/  2018:04:06.10:25

    اطبع
مقابلة خاصة: أمين

القاهرة 4 أبريل 2018/رأى أمين عام اتحاد المستثمرين العرب السفير جمال بيومي، أن النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية يجب حله بالحوار، محذرا من أن التصعيد من شأنه أن يضر بالاقتصاد العالمي.

وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشئون الاقتصادية ، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، انه "لايمكن لأحد أن ينصح بالتصعيد أو اتخاذ اجراءات عقابية مضادة بين بكين وواشنطن باعتبارهما أكبر شريكين تجاريين في العالم".

واعتبر أن الأمر يقتضي التفاوض، لافتا إلى أن التصعيد بين الصين والولايات المتحدة يقلق الكثير من دول العالم لأنه بين أكبر قوتين تجاريتين في العالم، وتأثيراته ستطال الكثيرين خارجهما.

وأعرب عن اعتقاده بأنه ستحدث تسوية ما في اطار المفاوضات التجارية متعددة الأطراف في منظمة التجارة العالمية، ورأى أن جهاز تسوية المنازعات التابع لمنظمة التجارة العالمية يمكن أن يقوم بدور ايجابي في هذا الأمر.

ودعا أمين عام اتحاد المستثمرين العرب الى اللجوء لما تسمى بأجهزة المشاورات أو الحوار، مشددا على أنه يجب على منظمة التجارة أن تقوم بالدور المنوط بها في حماية حرية التجارة الدولية.

وتابع قائلا "نحن جميعا كدول عالم ثالث نشجع على الحوار لتسوية الخلافات، وعدم استخدام قواعد التجارة الدولية كوسيلة للحماية ومنع حرية التجارة، وهو نفس ما تؤمن به الصين".

ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية كثيرا ما تختلق قضايا غير حقيقية لحماية منتجاتها وعرقلة حرية التجارة الدولية.

وأشار إلى أن "مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) يتهم الولايات المتحدة وأوروبا بأنها كثيرا ما تختلق قضايا غير حقيقية بغرض الحماية لمنتجاتها ثم يثبت لاحقا أن القضايا وهمية".

وأضاف أن الأمريكيين والأوربيين يبالغون كثيرا في استخدام قضايا الإغراق والحماية الفكرية حتى وان كانت عن غير حق، مشيرا إلى أن "هذا حدث مع مصر 12 مرة تحت مبرر أننا نبيع منتجات أرخص من ثمنها وتبين لاحقا في المرات الثمانية الأولى أن هذه الادعاءات كاذبة وحدث تدخل سياسي ثم توقفت هذه المنازعات".

واستطرد قائلا "لذلك فانني أؤيد أن نبدأ أولا بالحوار والتفاوض ولا نبدأ بالنزاع وتصعيد الخلافات".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة بذاتها ضد تحرير التجارة وليست سعيدة بمنظمة التجارة العالمية، موضحا أنه عندما نشأت المنظمة عام 1947 رفضت واشنطن أن تصبح المنظمة وكالة متخصصة ولذلك بدأت كاتفاقية متعددة الأطراف، ولم تصبح منظمة دولية إلا في سنة 1994، بسبب المقاومة الأمريكية لتحرير التجارة.

وأشار الى أن "الولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها اتفاقيات للتجارة الحرة مع أي طرف في العالم، إلا الاتفاق الضيق جدا مع المكسيك وكندا، واتفاق أصغر مع إسرائيل وبعض البلدان الصغيرة، ودائما ما يكون الكونجرس الأمريكي ضد التجارة الحرة".

وتابع "لذلك سنجد أن الولايات المتحدة كثيرا ما تفرض الحمائية وما نسميه العوائق غير الجمركية، كإثارة مثل هذه القضايا حول الإغراق أو الملكية الفكرية لاعاقة التجارة عاما أو عامين دون أن تفرض اي رسوم جمركية".

وأوضح أن هناك خلافا كبيرا بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا على فرض رسوم على صادرات الصلب، وقال "يبدو أن واشنطن تراجعت قليلا مؤخرا، وربما مع الضغوط الأوروبية يتراجع الموقف الأمريكي غير المواتي في السلع والمنتجات الأخرى".

وفيما يتعلق بمنتدى "بواو" الذي يعقد بالصين سنويا، أكد الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب السفير جمال بيومي أهمية أن تتبنى الصين محفلا دوليا للعلاقات التجارية وتبادل الآراء بشأن التجارة الدولية على نمط دافوس أو منتدى الفكر الاقتصادي.

وشدد على أن مثل هذا المحفل العالمي من شأنه أن يعبئ قوى العالم الثالث على وجه الخصوص لتحقيق ما فيه مصلحة دول وشعوب هذا العالم.

ومن المقرر أن يلقي الرئيس شي جين بينغ خطابا هاما في افتتاح منتدى بواو، والذي يعقد هذا العام في الفترة بين 8 و11 أبريل الجاري في بلدة بواو الساحلية بمقاطعة هاينان بجنوبي الصين تحت عنوان "آسيا منفتحة ومبتكرة من أجل عالم أكثر ازدهارا".

ومن المتوقع ان يجتمع ما يزيد على 2000 مشارك من العالم، بينهم زعماء وقادة ومسؤولو عدد من الدول، وان يقدموا نصائح بشأن التعاون والتنمية والرخاء.

ويتوسع منتدى بواو الآسيوي من حيث نطاقه وتأثيره منذ تأسيسه قبل 17 عاما، ولعب دورا فريدا في صياغة توافقات وتعميق التعاون الإقليمي ودعم التنمية المشتركة وحل مشاكل آسيا والعالم.

وشدد بيومي على أهمية الاقتصاد الصيني ، باعتبار الصين من أكبر دول العالم بيعا وشراء، لافتا إلى أن حدوث أي خمول أو تراجع في نموها الاقتصادي يؤثر على النمو الاقتصادي في أنحاء العالم.

وتابع "نحن أحيانا نعاني عندما تخفض الصين من وارداتها، لأنه يؤثر على الفور في صادرات كثير من البلدان خصوصا من البلدان النامية".

ولفت إلى أن الصين تلعب دورا مهما جدا باعتبارها عاملا محركا للاقتصاد العالمي، و"هو دور جيد للغاية ونشجعه ونأمل أن يظل نمو الصين بمعدلات كبيرة، لأنه كلما كان نمو الصين بمعدلات كبيرة ينعكس هذا على كثير من الدول".

وشدد السفير جمال بيومي على قوة العلاقات بين الصين ومصر منذ عام 1956، واصفا اياها بـ "الحميمة"، مؤكدا على ما تمثله من أهمية للجانبين.

وحول مدى استفادة مصر من مبادرة "الحزام والطريق" وما يمكن أن تعول عليه بشأن هذه المبادرة وزيادة نموها، قال السفير بيومي انه كلما زاد معدل النمو الاقتصادي في الصين، انعكس ذلك ايجابا على الكثير من البلدان ومن بينها مصر.

وأطلق الرئيس الصيني عام 2013 مبادرة "الحزام والطريق"، ومنذ ذلك الحين انضمت ما يزيد على 100 دولة ومنظمة دولية للمبادرة ووقعت ما يربو على 80 دولة أخرى اتفاقيات مع الصين، ما شكل توافقات واسعة حول التعاون الدولي.

ووصل حجم التجارة بين الصين والدول الواقعة على الحزام والطريق إلى 1.2 تريليون دولار في عام 2017، بارتفاع 17.8 في المائة على أساس سنوي.

واستثمرت الصين نحو 14.36 مليار دولار في 59 دولة على الحزام والطريق، ما يمثل 12 في المائة من اجمالي الاستثمارات الخارجية وزيادة بنسبة 3.5 في المائة عن العام الماضي.

واشار بيومي إلى أن الصين تستورد البترول والقطن وبعض احتياجاتها من مصر، كما أنها تستخدم المياه الاقليمية لمصر في البحرين الأحمر والمتوسط في عبور تجارتها عبر قناة السويس، مؤكدا أن كلا الأمرين يحقق مصلحة مصر، وبالتالي فإن كل تطور تشهده الصين في هذا المجال يكون له مردود ايجابي على الاقتصاد المصري.

ونوه إلى أن الصين لديها تجارب ناجحة في مجالات التجارة الدولية والتصنيع والموانئ والنقل البحري، وهذا هو أساس التعاون الصيني المصري، للاستفادة من التجربة الصينية.

وأوضح أن مصر يمكن أن تفيد الصين بأن تكون محطة لها صوب القارة الأوروبية وكذلك الأمر بالنسبة للقارة الأفريقية، وبالتالي التعاون بين الجانبين ينبغي أن يصب في صالح البلدين والشعبين.


【1】【2】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×