بكين 18 ابريل 2018 /في الصين اليوم، لا يتطلب الأمر الكثير من الوقت ليتمكن المرء من رؤية ازدهار قطاع الإنترنت في البلاد.
في أي مدينة، يستخدم الناس هواتفهم كل يوم في التسوق وطلب الطعام وطلب سيارة أجرة ودفع الرسوم والقيام بالكثير من الأشياء الأخرى.
وإجمالا فإن لدى الصين 700 مليون مستخدم للإنترنت، وأكثر من 4 ملايين من مواقع الإنترنت، واكبر شبكة واسعة في العالم لخدمة الجيل الرابع وسوق الكترونية ضخمة. كما أن تعاملات التجزئة مجتمعة أكبر من أي مكان آخر في العالم.
وقد بدأت صناعة الإنترنت في البلاد في التطور في التسعينيات ولكن وتيرة التطور زادت بشكل ملحوظ خلال العقدين الماضيين.
واذا اخذنا صناعة البنية التحتية للإنترنت مثالا، سنجد أنه في عام 2017 أضافت الصين 7.05 مليون كم من الألياف الضوئية، لتمدد طولها الكلي في البلاد بمقدار 23.2%.
وكان الحدث الفاصل، هو الخطاب الرئيسي الذي ألقاه الرئيس شي جين بينغ في 19 أبريل 2016 حول العمل في مجال الأمن الالكتروني والمعلوماتية.
فإن ذلك الخطاب وخطابات أخرى عديدة ألقاها شي منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012 أظهرت التفكير الاستراتيجي بشأن بناء قوة الصين في الفضاء الالكتروني.
وصدرت خطة للدولة لتطوير "الصين الرقمية" خلال العقد المقبل. ومن المستهدف تحقيق تقدم جوهري في السنوات الخمس المقبلة بدءا من عام 2016.
ثلاثة مبادئ تم إيضاحها
أولا: أن تنمية الفضاء الالكتروني للصين ينبغي أن تلتزم بفلسفة التنمية التي ترتكز على الشعب. وقال الرئيس شي ان الخدمات المرتكزة إلى الإنترنت ينبغي أن تتسع لتصل إلى المزيد من أبناء الشعب، مع تقليل التكلفة وانتفاع الغالبية من الناس.
ثانيا: قال شي إن البيانات الضخمة هي المرحلة المقبلة من تنمية المعلوماتية. وقد أمر الصين بأن تدرس تطوير البيانات الضخمة وأهميتها للمجتمع ، وقال إن الصين يتعين عليها أن تتفحص مكاسبها وقصورها في هذا المجال الخاص والدفع نحو استراتيجية وطنية للبيانات الضخمة.
ثالثا: بناء " مجتمع ذي مستقبل مشترك في الفضاء الالكتروني". وقد دعا الرئيس شي إلى بذل جهود دولية لجعل الإنترنت وطنا مشتركا للإنسانية وأكثر جمالا وأكثر نظافة وأكثر أمنا.
وقد تم انجاز العديد من التطورات البارزة، مثل انجاز الإدارة الحكومية الالكترونية ، وفي عموم البلاد هناك أكثر من 32 ألف موقع حكومي تم تأسيسهم لتيسير الخدمات الحكومية عبر الإنترنت، كما استخدمت تطبيقات الهاتف المحمول للتفاعل بين الجمهور والحكومة.
تكنولوجيا الإنترنت اخترقت العديد من المجالات
الحياة أسهل لمدرب الإنترنت تشانغ فان، حيث يستخدم كاميرته الجديدة ونظام تشغيل، لمراقبة التقدم في الدراسة لكل دارس في فصله الافتراضي كما ان لديه التصميم الحاسوبي لطرق التدريس والمواد الدراسية لكل طالب.
ويزدهر العمل لمزارعي الشاي في مقاطعة قوانغدونغ في جنوبي الصين. ومثل كثيرين يعيشون في الجبال البعيدة، يستخدمون الإنترنت لبيع منتجاتهم المحلية للعملاء في أنحاء البلاد.
وقد نما الاقتصاد الرقمي للصين إلى 27 تريليون يوان (4.29 تريليون دولار) في عام 2017، محققا 32.9% من إجمالي الناتج المحلي . ومع نمو الطرق الجيدة والإنترنت، أصبحت التجارة الإلكترونية محركا ضخما للاستهلاك الريفي.
إن تطوير " الصين الرقمية" أمر جيد لتعزيز إحساس الناس بالانجاز وهو مطلب لتسريع تحديث الصين.
وتحت قيادة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وفي قلبها شي ، ستظل قوة الصين الالكترونية تنمو وتدفع الحلم الصيني للنهضة الوطنية.