28 مارس 2018 / صحيفة الشعب اليومية أونلاين /قام صحفي من صحيفة العمال الصينية مؤخرا بتجربة تقنية التعرف على الوجه، في معرض لإحدى الشركات الصينية الرائدة في هذا المجال. حيث إستطاعت تقنية التعرف على الوجه التعرف على الصحفي المذكور، رغم مختلف محاولات التنكر التي قام بها، مثل إرتداء كمامة الأنف، أو ارتداء النظارات الشمسية.
ويقول يوان بي جيانغ، وهو أحد الشركاء المؤسسين للشركة المنظمة للمعرض، أن هذا النظام يعرف بإسم "الشبكة السمائية" للتعرف على الوجه. ويستعمل في الوقت الحالي، في 16 مقاطعة ومدينة ومنطقة ذاتية الحكم داخل الصين. حيث تتيح للأجهزة الأمنية التعرف على موقع المجرمين والأشخاص المفقودين من خلال الكاميرات المثبتة في مختلف زوايا الشوارع. كما يمكن لهذا النظام رسم مسار حركة الأشخاص في المدن، وهوما يساعد الأجهزة الأمنية على القبض على المجرمين، أو الحصول على معلومات هامة حول القضايا الأمنية.
يذكر أن تقنية التعرف على الوجه، باتت تلعب دورا متزايد الأهمية داخل وظائف الأجهزة الأمنية الصينية. مثل كشف الجرائم المتعلقة بالمخدّرات والسرقة والإختطاف والسطو والإتجار بالبشر.
تعتمد "الشبكة السمائية" على تقنية التعرف على الوجه المتحركة، ويمكنها تمييز 40 خاصية في الوجه بدقة. كما يمكنها التعرف بدقة على الوجوه من مختلف الزوايا، أثناء توفر الإضاءة أو وسط الظلام وأثناء تحرك أو توقف الهدف. من جهة أخرى، تتمتع هذ التقنية بسرعة مذهلة في التعرف على الوجه، حيث يمكنها إجراء 3 مليارات عملية مقارنة في الثانية الواحدة، مايعني بأنها تستطيع فرز وجوه كامل الشعب الصيني خلال ثانية واحدة فقط، وفرز وجوه جميع سكان العالم خلال ثانيتين فحسب. وحتى في حالة تحرك الهدف، تمتلك "الشبكة السمائية" قدرة عالية على التعرف على الوجوه بدقة، حيث فاقت دقة التعرف نسبة 99.8%، في حين تبلغ دقة العين البشرية المجردة 97.52%.
خلال العامين الماضيين، تمكنت الأجهزة الأمنية الصينية من إلقاء القبض على أكثر من 2000 مجرما فارّا من العدالة. وفي عام 2017، تمكنت "الشبكة السمائية" من التعرف على متهم في قضية تحايل مالي على الإنترنت بقيمة 500 مليون يوان، داخل إحدى محطات القطار بمقاطعة خنان، ومن ثم، قامت على الفور بإبلاغ الأجهزة الأمنية، التي تحركت بسرعة للقبض على المتهم، لكن الأخير اختفى وسط زحام المسافرين....
وبعد ثلاثة أيام، ظهر المتهم مرة أخرى داخل محطة قطار، فتعرفت عليه "الشبكة السمائية" وقامت بالإبلاغ على الفور. وفي هذه المرة نجحت الأجهزة الأمنية في القبض على المتهم. أسهمت هذه الحالة في رفع مستوى إعتراف الأجهزة الأمنية بدور "الشبكة السمائية"، بعد أن كان يُنظر إليها بقدر من التشكيك. وهنا، يقول يوان بي جيانغ، أن الشبكة السمائية إستطاعت من خلال آدائها العالي أن تحظى بثقة الأجهزة المختصة.
لعبت "الشبكة السمائية" دورا مهما أيضا في قضايا إختطاف الأطفال. مثلا، تلقى أحد مراكز الشرطة في شينجيانغ في يونيو 2017 بلاغا حول ضياع طفلة عمرها 6 سنوات. لكن المحاولات الأولى التي قامت بها الشرطة لإيجاد الطفلة بائت بالفشل. فطلبت الشرطة من ولي أمر الطفلة المفقودة وضع صورتها في "الشبكة السمائية". ورغم أن جودة الصورة لم تكن جيدة، كما أنها كانت صورة قديمة. مع ذلك، استطاعت "الشبكة السمائية" بعد أن جمعت البيانات الرئيسية من الصورة، أن تعثر على الطفلة في مدخل إحدى المحلات التجارية.
في الحقيقة، يعود تطور واكتمال "الشبكة السمائية" إلى النتائج المتقدمة التي حققتها تقنية التعرف على الوجه على مستوى الإستعمال الواقعي. لأنه في الوضع الواقعي، عادة ماتوجد عدة مؤثرات على الصورة، مثل ضعف مستوى التمييز في الكاميرا، أو مشاكل الإضاءة ومشاكل البيانات. لذلك، فإن نجاح تقنية التعرف على الوجه، يحتاج إلى تخطي هذه المؤثرات، وتحسين طرق الحساب بشكل مستمر، واستعمال تقنية التعرف على الوجه عبر الآشعة تحت الحمراء، والكشف الكامل لإطار الوجه والحكم وفقا للبيانات الشاملة. وكلما نضجت هذه التقنية، كلما زاد حجم المساعدة التي تقدمها للأجهزة الأمنية في القيام بوظائفها على أفضل وجه.