القاهرة 8 مايو 2018 / أثار القرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني ردود فعل متباينة في منطقة الشرق الأوسط، مع إدانة بعض الدول للخطوة المزعزعة للاستقرار ودعم البعض الآخر لها.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء الانسحاب من خطة العمل المشتركة الشاملة وقال إنه سيفرض عقوبات على إيران.
وفور إعلان ترامب، أدانت العديد من الدول القرار الذي يهدد وفقا لما قالت السلام الإقليمي ويدفع المنطقة إلى حافة الحرب.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الجمهورية الإسلامية ستبقى في الاتفاق النووي مع الدول الأخرى الموقعة بدون الولايات المتحدة.
وقال روحاني في خطاب بثه التلفزيون الرسمي على الهواء "من الآن فصاعدا، فإن الاتفاق النووي هو اتفاق بين إيران وخمس دول."
وأكد روحاني أن بلاده برهنت أنها التزمت بتعهداتها، مضيفا أن الولايات المتحدة في الحقيقة لم تكن ملتزمة بتعهداتها وفقا للاتفاق النووي الإيراني منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في يناير 2016.
وأكد روحاني أنه طلب من وزير خارجيته أن يشرع في مفاوضات مع الشركاء الأوروبيين بالإضافة للصين وروسيا بشأن الإجراءات الخاصة بمصير الاتفاق.
وأشار روحاني أيضا إلى أن وكالة الطاقة الذرية الإيرانية ستستأنف التخصيب الصناعي لليورانيوم عند أي مستوى إذا لم تحافظ المفاوضات المقبلة على مصالح إيران التي يكفلها الاتفاق.
وقال روحاني "منذ الآن، يتعين علينا تفحص كيفية تعامل القوى الكبرى الباقية في الاتفاق مع بنوده". وأضاف "إذا بقى الاتفاق، يمكننا اتخاذ خطوات من أجل السلم والأمن العالميين."
وأدانت وزارة الخارجية السورية قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق.
وقالت إن" ردود الفعل الدولية المنددة والمستنكرة للقرار الأمريكي أظهرت عزلة الولايات المتحدة وخطأ سياساتها التي من شأنها زيادة التوترات في العالم".
وأضافت أن الخطوة الأمريكية تثبت مجددا تنكر الولايات المتحدة وعدم التزامها بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية.
وأكدت الوزارة أن سوريا تجدد تضامنها الكامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وحكومة وشعبا، معربة عن ثقتها في قدرة طهران على تجاوز تداعيات موقف واشنطن "العدواني".
كما انتقد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين القرار الأمريكي، قائلا إن تلك الخطوة الأحادية الجانب ستجلب الاضطرابات والصراعات الجديدة للمنطقة.
وفي تغريدة على تويتر، قال كالين إن الاتفاق النووي الإيراني متعدد الأطراف سيستمر بفضل مشاركة الدول الأخرى. وأضاف أن تركيا ستعارض بثبات كل أشكال الأسلحة النووية.
وقال نهاد زيبكجي وزير الاقتصاد التركي اليوم لشبكة((سي إن إن ترك)) إن بلاده ماضية في تجارتها مع إيران من خلال إطار العمل المسموح به.
في الوقت نفسه، أعربت إسرائيل وبعض الدول الخليجية عن دعمها لقرار ترامب.
وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقرار الأمريكي بأنه "شجاع وسليم".
واتهم نتنياهو إيران بالتجهيز لشن هجوم على إسرائيل، قائلا في بيان متلفز: "في الأشهر الماضية، كانت إيران تنقل أسلحة إلى قواتها في سوريا".
وأضاف": سوف نرد بقوة على أي هجوم. الجيش مستعد، الجيش قوي وأي أحد سيحاول معنا سيشعر جيدا بقوة جيشنا".
ودعا رئيس الوزراء المجتمع الدولي إلى الانضمام إلى الولايات المتحدة ورفض الاتفاق التاريخي. كما دعا الدول الأخرى إلى العمل ضد " العدوان الإيراني".
ووفقا لنتنياهو، فإن الاتفاق يمكن إيران من تخصيب اليورانيوم "بكميات تكفي لصنع ترسانة كاملة من القنابل النووية".
وأعلنت السعودية عن تأييدها وترحيبها بالخطوات التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وذكر بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء السعودية ((واس() أن المملكة "تؤيد ما تضمنه الإعلان من إعادة فرض للعقوبات الاقتصادية على إيران والتي سبق وأن تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي".
واعتبرت السعودية أن" إيران استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة".
وأكدت السعودية "استمرارها في العمل مع شركائها في الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي لتحقيق الأهداف المرجوة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي"، وفقا للبيان.
كما أعربت الإمارات عن تأييدها لقرار ترامب. ودعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان لها نقلته الوكالة الرسمية، المجتمع الدولي والدول المشاركة في الاتفاق النووي إلى "الاستجابة لموقف الرئيس ترامب لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وذلك من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الدولي".