مقابلة: مسؤول بالبنك الدولي:الانفتاح الصيني يساعد في الحفاظ على نظام التجارة الدولي

واشنطن 14 مايو 2018 /قال مسؤول في البنك الدولي إنه في ظل زيادة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وحلفائها التجاريين الرئيسيين، فإن تجديد الصين تعهدها بفتح سوقها على نحو أوسع أمام التجارة الحرة والاستثمار سيساعد في الحفاظ على نظام تجارة دولي مفتوح.

وقال بيرت هوفمان مدير للبنك الدولي في الصين ومنغوليا وكوريا في مقابلة أجراها مؤخرا مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "أصبحت التجارة عاملاً مهماً" لنجاح الاقتصاد العالمي ككل خلال الـ30 عاما الماضية، وهناك دول عديدة " استفادت من زيادة الانفتاح."

وأضاف هوفمان كبير الخبراء الاقتصاديين السابق بالبنك الدولي لمنطقة شرق آسيا والباسيفيك، أن أداء دول شرق آسيا بشكل خاص "كان جيدا" فيما يخص النمو الاقتصادي والحد من الفقر بفضل انفتاحها أمام للاستثمار والتجارة الخارجية.

واستطرد هوفمان قائلاً إنه مع زيادة التوترات التجارية في العالم، "أصبح من المهم أن يظل النظام التجاري الدولي متماسكاً لأن هذا التماسك مهم بالنسبة لأداء مهمتنا وللحد من الفقر، ومهم أيضاً للدول النامية كلها."

ويعتقد هوفمان أن الصين تستطيع القيام بشيء بنفسها للإسهام في الحفاظ على نظام تجاري دولي مفتوح "كما فعلت بالفعل،" وتمثَّل ذلك في المزيد من الانفتاح الاقتصادي ومواجهة مخاوف متعلقة بالاستثمار الأجنبي في الصين.

وتابع هوفمان "أعتقد أن الصين تتحرك في هذا الاتجاه بشكل سريع، بل إن الصين حققت انفتاحا أكبر في قطاعات محددة" . وأضاف هوفمان أن السياسات الصينية نحو الانفتاح تستطيع "تبني طبيعة مختلفة" حيث أن الصين تتجه لتصبح في الشريحة العليا من البلدان متوسطة التدخل، وتقترب أكثر من كونها في طليعة الدول المتقدمة تكنولوجيا.

وكشفت الصين خلال المؤتمر السنوي لمنتدى بواو الآسيوي الشهر الماضي النقاب عن سلسلة من التدابير الجديدة لتعزيز الاصلاح والانفتاح، بينها تخفيف القيود المفروضة على الأسهم الأجنبية في صناعة السيارات وتقليل التعريفات الجمركية على استيراد السيارات إلى حد كبير.

وقال هوفمان"تحرير قطاع السيارات سيساعد الصين على استيعاب وتطوير أحدث التكنولوجيات بطريقة أكثر كفاءة مقارنة بما كان في الماضي"، مشيراً إلى أن إزالة القيود على الملكية الأجنبية للشركات التي تقوم بصناعة سيارات كهربائية خالصة أو هجينة في عام 2018 سيكون "إيجابياً جداً" بالنسبة للصين.

ويرى هوفمان أن هذه الخطوة ستؤدي إلى زيادة إنتاج السيارات الكهربائية وتعزيز جهود البحث والتطوير في شركات السيارات في الصين، ما سيساعد الصين على تحقيق هدفها فيما يخص التغير المناخي وإزالة الكربون من الاقتصاد.

وقال إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة ((تيسلا)) لصناعة السيارات الكهربائية في مؤتمر عبر الهاتف في وقت سابق من هذا الشهر "إننا نقدر جدا إعلان الحكومة الصينية السماح بالملكية الكاملة لمنشآت صناعية في الصين."

وأضاف ماسك الذي يسعى لتأسيس مصنع يملكه بشكل كامل في أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم" إننا نتطلع أيضا إلى إعلان موقع مصنع ((تيسلا)) العملاق في الصين قريبا."

ويعتقد هوفمان أن المزيد من الانفتاح في قطاعات الخدمات سيساعد أيضا الاقتصاد الصيني والمواطنين الصينيين، في ضوء زيادة الطلب على الخدمات المالية والرعاية الصحية والتعليم في البلاد.

وقال هوفمان "انتفعت الصين بشكل كبير من الانفتاح في الماضي ونشعر أن الاستمرار في طريق الانفتاح هذا جيد للغاية بالنسبة للصين."

وبنظرة إلى الـ 40 عاما الماضية من الإصلاح والانفتاح في الصين، أشار هوفمان إلى ثلاثة دروس رئيسية تستطيع أسواق ناشئة ودول نامية أخرى أن تتعلمها من نجاح الصين.

أولا، تبنت الصين سلسلة من التدابير للحفاظ على نمو اقتصادي سريع، بينها الانفتاح أمام الصادرات والاستثمار الأجنبي وبناء رأس مال بشري والحفاظ على مستوى معين من استقرار الاقتصاد الكلي ومعدل ادخار عالٍ نسبياً يقدم أموالاً كافية للاستثمار الذي يتطلبه النمو السريع.

ثانيا، تؤيد البلاد التفكير طويل المدى. وتحتاج دول أخرى أيضا التفكير في الإصلاحات التي تتناسب بشكل تام مع ظروفها الخاصة.

وقال هوفمان "أنا مهتم بأمور الصين منذ وقت طويل ودائماً أشعر بالاعجاب بهذا التشاور حول الخطوة الصحيحة القادمة، مضيفا أن الصين دائماً "تحاول معرفة ما يفيد في المرحلة الحالية من التنمية"

ثالثا، استخدمت الصين دعماً خارجياً لتنفيذ الاصلاحات المحلية. المثال الواضح على ذلك هو انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية عام 2001.

وقال هوفمان " لو لم تنضم الصين إلى منظمة التجارة العالمية كهدف كبير للمرحلة القادمة من الانفتاح، فربما كانت ستواجه صعوبات في تطبيق الاصلاحات في الشركات الحكومية والاصلاحات المصرفية".