أصدرت وكالة الطاقة الدولية والوكالة الدولية للطاقة المتجددة وشعبة الإحصاءات بالأمم المتحدة والبنك الدولي، ومنظمات دولية أخرى "أهداف التنمية المستدامة -7: تقرير تقدم الطاقة"، قام بتلخيص الإستهلاك العالمي للطاقة من 4 جوانب: من منظور تعميم الكهرباء والطهي النظيف وكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة. وأشار التقرير إلى أن الصين قد قدمت أكبر مساهمة في خفض الإستهلاك العالمي للطاقة، فاقت 35 ٪ ، وهي أعلى من المساهمة الأمريكية التي بلغت 13 ٪ و الهندية بـ 8 ٪. ونوّه التقرير أيضا بالإنجازات العظيمة التي حققتها الصين في مجال الطاقة النظيفة وتعميم طاقة الكهرباء وتحسين حياة الناس.
وقال التقرير إنه بفضل التقدم الذي حققته الصين منذ عام 2010، حقق الاستهلاك العالمي للطاقة المتجددة نموا سريعا. حيث بلغت مساهمة الصين في الاستهلاك العالمي للطاقة المتجددة عام 2015 30٪، إذ يأتي 50 ٪ من الاستهلاك العالمي للطاقة الشمسية من الصين، تليها الولايات المتحدة وألمانيا على التتالي بـ 10 ٪ و7 ٪. ومنذ عام 2010، عززت الصين إستخدام الغاز الطبيعي وغاز البترول المسال والغاز الحيوي والكهرباء على نطاق واسع، حيث انخفض استخدام الوقود الحيوي بنسبة 6٪ سنويًا، وهو ماوسّع مجال الطهي النظيف في آسيا.
توقع التقرير بأن تحافظ الصين على ريادتها في استهلاك الطاقة المتجددة، حيث ستبلغ حصة الطاقة المتجددة في البنية الطاقية العالمية 20٪ بحلول عام 2030. وأضاف التقرير أن سلسلة من الإجراءات المهمة للإقتصاد في الطاقة وخفض الانبعاثات تختمر في الوقت الحالي بالصين، حيث خفضت الصناعة الصينية بشكل كبير من استخدامها للفحم، وتقوم في الوقت الحالي بالتخلص من الطاقة الإنتاجية القديمة غير الفعالة والمستهلكة للفحم، إلى جانب خفض الإنبعاثات، وهو مامن شأنه أن يخفض من معدلات إستنزاف الطاقة.
المشاريع الصينية مصدر قرابة ثلث الكهرباء الجديدة في أفريقيا
مثّل تحسن مرافق الطاقة في شرق أفريقيا إحدى أبرز النقاط المضيئة في التقرير. حيث أشار التقرير إلى أن إمدادات الكهرباء في إثيوبيا وكينيا وتنزانيا قد حققت نمواً قوياً، إذ نما معدل تعميم الكهرباء بين 2010 و2016 بأكثر من 3٪ سنوياً. وقد لعبت الإستثمارات الصينية والمشاركة الصينية دورا هاما في تعزيز بناء البنية التحتية للطاقة في هذه البلدان الأفريقية.
في هذا الصدد، قال موقع صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية مؤخرا، إن الإستثمارات الصينية التي إستقطبتها افريقيا خلال العام الماضي في مجال البنية التحتية الطاقية، كانت أكثر من أي منطقة أخرى. حيث ساعدت رؤوس الأموال الصينية على تنمية الطاقة في أفريقيا، وباتت العلاقات الصينية مع أفريقيا أكثر فأكثر متانة.
من أصل 25.6 مليار دولار من القروض المقدمة من المؤسسات المالية الصينية لمشاريع الطاقة في جميع أنحاء العالم خلال 2017، خصصت 6.8 مليار دولار إلى البلدان الأفريقية، وهو ما يمثل حوالي ثلث إجمالي القروض. ووفقًا للبيانات الصادرة عن مركز أبحاث سياسات التنمية العالمية بجامعة بوسطن، فإن معظم القروض الصينية في مجال الكهرباء بأفريقيا تتركز على مشاريع توليد الكهرباء ونقلها، إذ ناهزت الإستثمارات في هذا الجانب 22.3 مليار دولار أمريكي. واستخدمت القروض الصينية التي منحت إلى إفريقيا في عام 2017 وناهزت قيمتها 6.8 مليارات دولار أمريكي بأكملها في مشاريع الطاقة.
من جانبه قال رئيس هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي خليفة، إن الصين لديها تعاون واسع النطاق مع مختلف الدول في قطاع الطاقة، وقد ساعدت الشركات الصينية عدة دول على تطوير الطاقة والكهرباء. وتشارك الصين حاليا في العديد من مشاريع الطاقة الكهرمائية بما في ذلك أفريقيا والقارات الأخرى، حيث لم تسهم المشاركة الصينية في تعويض النقص المحلي في الكهرباء فحسب، بل أسهمت كذلك في خفض أسعار الكهرباء.
مشروع خط نقل الكهرباء بين إثيوبيا وكينيا، الذي لا يزال قيد الإنشاء في الوقت الحالي، تشرف على انجازه الشركة الصينية لمنشآت التكنولوجيا الكهربائية، باستثمارات إجمالية تبلغ 1.4 مليار دولار أمريكي. وسيتم إنجاز هذا المشروع على امتداد 1045 كم بين إثيوبيا وكينيا، بسعة 2000 ميغاوات. وقد إنطلق المشروع في أغسطس 2016 ومن المقرر أن يكتمل في ديسمبر من هذا العام. بعد الانتهاء من المشروع، يمكن لأوغندا وجنوب السودان ودول أخرى ربط شبكات الكهرباء الخاصة بها مع شبكات الكهرباء حديثة الإنشاء في كينيا لتحقيق الترابط والتشغيل البيني للشبكة الوطنية لشرق أفريقيا. وهو يعد الخط الرئيسي للربط الشبكي عالي السرعة في شرق إفريقيا، كما يعد أحد المشاريع المهمة لتخطيط الربط البيني للطاقة في شرق إفريقيا.
في ذات السياق، قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، إن الصين تلعب دوراً متزايد الأهمية في معالجة المشاكل الطاقية في البلدان الفقيرة. على سبيل المثال، يأتي حوالي ثلث إجمالي إمدادات الكهرباء الجديدة في أفريقيا من المشاريع الإستثمارية الصينية.
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الفرنسي السابق جان بيار رافاران أنه بصفته أحد القادة المهمين في تنفيذ اتفاقية باريس، يرى بأن الصين قد عملت بنشاط على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، والحد من التلوث البيئي، وخفض استهلاك الطاقة الأولية مثل الفحم، كما حقق تطور الطاقة المتجددة في الصين تقدما هاما.