ترجمة وتحرير/ فايزة سعيد كاب
عملت الشركات الصينية المرموقة بتغيير وجه القارة السمراء بانشاء حدائق صناعية وادخال صناعة السيارات والقطارات، وفي الوقت نفسه ،جذبت تجربة التصنيع الناجحة في الصين اهتمام بلدان افريقية عدة. وفي هذا الصدد، نظمت السفارة الصينية في جنوب افريقيا ومجلس جنوب افريقيا للعلوم الانسانية ندوة لمناقشة فرص وتحديات التعاون الصيني الافريقي مؤخرا في بريتوريا العاصمة الادارية لجنوب افريقيا، وقد استخدم الخبراء الصينيون والافارقة المشاركين حالات حقيقية وبيانات تفصيلية لرسم صورة رائعة للتعاون الصناعي الصيني ـ الافريقي.
التعاون الصيني الافريقي مفتاح باب التنمية في افريقيا
قال يازني ايبور باحث في لجنة ابحاث العلوم الانسانية بجنوب افريقيا وأحد منظمي الندوة ان التصنيع هو السبيل الوحيد للتنمية في افريقيا، وان التعاون الصيني الافريقي مفتاح باب التنمية في افريقيا. ومن جانبه، قال لين سونغ تيان سفير الصين لدى جنوب افريقيا ان التصنيع هو السبيل الوحيد والخيار الصحيح لتحديث اي بلد، وأن مبادرة "الحزام والطريق" تلبى مطالب التنمية وتوفر فرصا هامة للتنمية المشتركة في افريقيا. مضيفا، انجازات التعاون الصناعي بين الصين وافريقيا متوفرة جدا، حيث تم انجاز وقيد انجاز العديد من السكك الحديدية والموانئ والمجمعات الصناعية وغيرها من المشاريع، مما سرع بشكل كبير عملية التصنيع في افريقيا.
الصين حققت اسهاما عالميا بمساهمتها في التنمية الافريقية
قال ايمانويل جيم مدير السلطة النيجيرية لتجهيز الواردات والصادرات أن تجارب صينية عديدة جديرة بالاشارة، منها المنطقة التجارية والمنطقة الاقتصادية الخاصة اللتان يمكنهما الدفع بتنمية التصنيع، وأن شنتشن الصينية وغيرها من المناطق الاقتصادية الخاصة أفضل نموذج للتعلم. مضيفا:" الصين علمتنا كيفية تشغيل تجربة ادارة المنطقة الاقتصادية الخاصة. كما أن نيجيريا ومقاطعة قوانغدونغ اقامتا علاقات تعاون جيدة، وتعاونا في بناء منطقة أوجون - قوانغدونغ للتجارة الحرة."
ومن جانبه، قال جو مينغ باحث في معهد شانغهاي للدراسات الدولية أن الاتحاد الافريقي وضع خططا للتصنيع، ولكن كان ينقصه شركاء جيدين. مضيفا:" الصين الشريك المثالي لافريقيا الآن، وللتجربة الصينية اثر هام على عملية التصنيع في افريقيا.
وقال وليام ماهافا مدير شعبة السكان والشباب التابع لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة في افريقيا في تصريح لمراسل صحيفة الشعب اليومية، أن افريقيا هي أسرع القارات نموا في العالم من حيث التعداد السكاني ، حيث يبلغ عدد السكان ما بين 15 و24 عاما حوالي 20 في المائة من مجموع السكان. ووفقا لاحصاءات الامم المتحدة، الى غاية 2030، نسبة عدد الشباب في افريقيا ترتفع 42 في المائة، لتصل الي 321 مليون نسمة. لكن، الميزة الديموغرافية لافريقيا لم تتحول بعد الى عائد ديموغرافي، والشباب يفتقرون الى التعليم والتدريب، وقد أظهرت التجربة السابقة ان الصين يمكن ان تساعد افريقيا على حل مشكلة رفع مستوى الموارد البشرية باستثماراتها وخبراتها.