القاهرة 25 يونيو 2018 / رأى محللون رياضيون أن اللاعبين العرب لا يملكون مقومات المنافسة في بطولة العالم لكرة القدم، حتى أنهم يعتبرون أن مجرد الوصول إلى المونديال إنجاز يمثل كل أملهم.
وأسفرت مباريات الجولتين الأولى والثانية في الدور الأول من بطولة كأس العالم المقامة حاليا في روسيا، عن فشل المنتخبات العربية الأربعة وهي مصر والسعودية وتونس والمغرب، في تحقيق أي فوز أو حتى تعادل، بل أن بعضها تلقى هزائم مذلة.
وأدت هذه النتائج إلى فشل صعود المنتخبات العربية إلى دور الـ 16، ولم يستطع أي من هذه المنتخبات أن يحافظ على الإنجاز التاريخي الذي تحقق بتأهل أربعة منتخبات عربية للمونديال للمرة الأولى في تاريخ بطولة كأس العالم.
وفي هذا الصدد، قال الكابتن طه اسماعيل، إن الوصول لبطولة كأس العالم إنجاز بالنسبة للمنتخبات العربية، أما المنافسة في المونديال فتتطلب مستوى مختلفا.
وأضاف اسماعيل، الذي سبق أن تولى تدريب منتخبات مصر والأردن والسعودية، لوكالة أنباء (شينخوا)، إن المنتخبات العربية يمكنها المنافسة في البطولات القارية، لكن أن تصل إلى أبعد من ذلك فهذا أمر صعب جدا.
وعزا هذا الأمر إلى أن اللاعبين العرب يعانون من نقص الاحترافية في العمل.
وتابع أن هناك فروقا كبيرة جدا بين اللاعبين في أوروبا والمنطقة العربية، فاللاعبون في أوروبا يلتزمون بنظام حياة أفضل، فهناك انضباط ونظام للأكل والتدريب.
وأشار إلى أنه حتى اللاعبين الأفارقة يتفوقون على نظرائهم العرب، لأنهم يمتلكون مقومات بدنية من حيث القامة والسرعة لا تتوفر عند اللاعبين العرب.
وأردف أن الدول الأفريقية مثل نيجيريا والسنغال وغانا والكاميرون منفتحة على الكرة الأوروبية أكثر من الدول العربية، واللاعبون الأفارقة يحترفون في وقت مبكر من حياتهم في الأندية الأوروبية.
أما المحلل الرياضي حسن المستكاوي، فقال "في رأيي، ليس المهم الوصول إلى بطولة كأس العالم، بل ما سنفعله في المونديال".
وأضاف في تصريح لـ (شينخوا)، "استغرب صدمة المحللين والجماهير بسبب نتائج المنتخبات العربية المخيبة في مونديال روسيا، بالنسبة لي لا توجد مفاجآت في هذه النتائج".
ورأى أن الكرة العربية أمامها وقت طويل للمنافسة في بطولات كأس العالم، خاصة أنه لا توجد شخصية أو مدرسة عربية في كرة القدم.
وتابع أن منتخبات مثل السنغال ونيجيريا تستحق أن تصل إلى نصف نهائي المونديال، بينما لا يوجد منتخب عربي يستحق ذلك، فاللاعبون الأفارقة لديهم إمكانيات بدنية ونفسية تؤهلهم للعب جيدا.
واستطرد أن "كرة القدم أسلوب حياة، فجزء من ثقافة الأوروبيين يظهر في الملعب، حيث يلعبون بجدية ولآخر لحظة ولا ينظرون لنتائج الآخرين، وهذا لا يتوافر في الكرة العربية".
وأوضح أن قدرات اللاعب العربي محدودة، والإعلام العربي يظهره كأنه الرجل الخارق.
وواصل "يوجد 17 لاعبا مصريا محترفين في الخارج، من بينهم اثنان فقط (هما محمد صلاح ومحمد النني) محترفان في ناديين كبيرين، بينما باقي اللاعبين يحترفون في تركيا واليونان".
ورأى أن "الاحتراف الخارجي مهم، لكن الأهم أن يكون هذا الاحتراف في أندية كبيرة مثل ليفربول ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد".
وأشار إلى أن اللاعب محمد صلاح كان لامعا جدا عندما لعب في نادي بازل السويسري، لكن لم يره أحد، وحين انتقل إلى فريق ليفربول الانجليزي زادت شعبيته بشدة فاكتسب ثقة كبيرة في نفسه وتطور أداؤه.
بدوره، دعا الكابين فاروق جعفر المدرب السابق لمنتخب مصر إلى ضرورة تغيير ثقافة اللاعبين العرب، إذ أن كل أملهم هو الوصول إلى كأس العالم فقط، وليس الاستمرار في المنافسة.
وقال إن "اللاعب العربي ليس لديه قناعة بامتلاكه الكفاءة والقدرة على المنافسة، لذلك نرى تفوقا كبيرا للاعبين في أوروبا".