تقرير: الحكومة التركية تتعرض لضغط للتعامل مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية

إسطنبول أول يوليو 2018 /قال خبراء إن الحكومة التركية تتعرض لضغط لتبني سياسات فورية لزيادة الإنتاج الزراعي بعد الإرتفاع المفاجئ في أسعار المواد الغذائية الأساسية، ومن بينها البصل والبطاطس.

وتصدرت مشاكل الزراعة أجندة البلاد مؤخرا بعد أن ارتفعت أسعار البصل والبطاطس بشكل سريع، مما أدى إلى جدل شعبي.

واشترى الأتراك الشهر الماضي كيلو البصل بسعر 6.5 ليرة تركية (1.5 دولار أمريكي) بزيادة من 1.3 ليرة الشهر الماضي. ويشير الرقم الى ارتفاع بالنسبة 212 في المائة.

ولم يختلف الوضع كثيرا عن سعر البطاطس الذي ارتفع بنسية 94 في المائة.

واستوردت تركيا 4000 طن من البطاطس، ما يعادل 1 في المائة من إجمالي احتياجاتها من البطاطس من سوريا في خطوة لكبح ارتفاع الأسعار، حسبما أعلن وزير الاقتصاد يوم الأربعاء.

وقال وزير الاقتصادي نهاد زيبكجي "لقد سمحنا باستيراد البطاطس من بعض المناطق في سوريا. مما أدى إلى انخفاض الأسعار حوالي ليرتين."

وعلق وزير التنمية الزراعة والريفية التركي أحمد إشراف آكي بابا على عملية الاستيراد الأخيرة، قائلا إن هناك "أياد خفية " وراء الارتفاع الذي حدث في الأسعار.

وأشار الوزير "لقد اتخذنا احتياطاتنا. وسنشهد انخفاضا في أسعار البطاطس والبصل والحمص ومنتجات أخرى."

وكتب علي إكبر يلدريم كاتب عمود في موقع دنيا الإخباري الإلكتروني على حسابه على تويتر انه عار على تركيا ان تفكر في تقليل أسعار البطاطس عن طريق الاستيراد من سوريا التي دمرتها الحرب.

وقال الكاتب إن تركيا تنتج حوالي خمسة ملايين طن من البطاطس في العام وفي الشهرين الماضيين كان هناك حوالي 400 ألف طن من البطاطس في مخازنها.

وقال يلدريم في مقاله الأخير إن التكلفة العالية للمستلزمات وانخفاض الانتاج من بين الأسباب الرئيسية لتقلص الزراعة في البلاد.

وأضاف الكاتب أن تطبيق سياسات موجهة للإنتاج والمزارع سيكون له أهمية كبيرة في ظل هذه الظروف.

واستطرد الكاتب "وإلا سيكون علينا استيراد منتجات عديدة تتراوح من البطاطس إلى البصل ومن القش إلى النخالة."

وقال بولينت جولكوبوك الأستاذ في كلية الزراعة بجامعة أنقرة لقناة بلومبيرج إن الزيادة السريعة التي حدثت في الأسعار خلال السنوات القليلة الماضية دفعت المزارعين إلى تجنب الإنتاج، حيث اصبح هناك زيادة 29 إلى 34 في المائة في أسعار العلف والديزل والسماد هذا العام.

وأضاف المسؤول "في هذه الحالات، يستطيع المنتجون ترك الإنتاج، حيث يقل دخلهم الحقيقي بينما تزيد التكلفة."

ويرى المسؤول ان العلاقة العكسية بين أسعار المستلزمات والدخل الحقيقي للفلاحين يحد أيضا من النمو الزراعي.

وارتفع الاقتصاد التركي بنسبة 7.4 في المائة في الربع الأول من هذا العام، بينما وقف نمو الزراعة عند 4.6 في المائة.

وقال جولكوبوك إن"أسعار البضائع لا تزيد بنفس الطريقة، مما يؤدي إلى استقرار معدل النمو في الزراعة عند مستوى محدود."

ولم يكن تقلب أسعار الخضروات والفاكهة الأخرى يدعو للسرور أيضا.

وتراوح سعر الطماطم من 4 إلى 7 ليرة للكيلو، بينها وصل سعر الفاصوليا الخضراء إلى 7.5 ليرة وارتفع سعر الفلفل الأخضر إلى 8 أو 9 ليرات.

وقال عائشة يالديز (52 عاما) ربة منزل ،في سوق محلي بوسط اسطنبول "زيادة الأسعار غير معقولة."

وأضافت عائشة "كل مرة آتي إلى هنا أنفق أكثر بينما أقوم بشراء منتجات أقل."