قالت وكالة أنباء الأناضول التركية، أن نتائج الفرز الأولي للإنتخابت الرئاسية التركية قد أظهرت فوز الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان بفترة رئاسية جديدة في 24 يونيو الجاري.مع ذلك، وفي ظل التحديات التي تواجهها تركيا، على غرار المشاكل الإقتصادية، وعلاقاتها مع الدول الكبرى، والقضايا الإقليمية الساخنة، فإن طريق أردوغان في الفترة الرئاسية الجديدة لن تكون مفروشة بالورود.
وفي الانتخابات البرلمانية، فاز "تحالف الشعب" الذي يضم كل من حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان وحزب الحركة القومية بـ 343 مقعدًا من أصل 600 مقعد. وبالنظر إلى نتائج الانتخابات، لايزال حزب العدالة والتنمية يتمتع بأسس حكم متينة، وقدرات كبيرة على التعبئة التنظيمية؛ ونجح من خلال استراتيجية التحالف مع حزب الحركة القومية في توسيع قاعدة الناخبين.
في وقت سابق من هذا العام ، أطلق الجيش التركي عملية "غصن الزيتون" في شمال سوريا وأعلن عن"سيطرته الكاملة" على عفرين. وبعد تعزيز الحكومة التركية جهود مكافحة الإرهاب، شهد الوضع الأمني في تركيا تحسنا ملحوظا منذ 2017، وحصل ذلك على تثمين من جميع الأطراف في تركيا.
في هذا السياق، يرى محللون أن أردوغان بعد إعادة إنتخابه لفترة رئاسية جديدة، من المتوقع أن يستمر في إتباع نفس السياسات الداخلية والخارجية الحالية، لكن سلسلة من القضايا الداخلية والخارجية التي يتعين حلها، ستكون اختباراً مهما بالنسبة له، خلال فترة ولايته في السنوات الخمس المقبلة.
تعد المشاكل الإقتصادية، القضايا الأكثر إلحاحًا بالنسبة للحكومة الحالية. حيث يصعب على الحكومة التركية الإستمرار في الإعتماد على الإستثمار في البنية التحتية كحل لمعالجة معضلة تراجع قيمة الليرة ومشاكل التضخم والبطالة والعجز. لذا، فإن إحتواء المخاطر والإضطرابات الإقتصادية، وتجنّب تأثيراتها الإجتماعية، ستمثل التحدي الرئيسي بالنسبة للحكومة الجديدة.
بعد نجاج الإستفتاء على تعديل الدستور في أبريل 2017، تغير النظام السياسي التركي من نظام برلماني إلى رئاسي، وتم بموجب ذلك إلغاء منصب رئاسة الوزراء. وتحقيقا لهذه الغاية، صاغ الحزب الحاكم مجموعة من برامج الإصلاح الإداري النشطة، التي تهدف إلى دمج 21 وزارة في 16 وزارة ، وتم تعيين عدّة نواب لرئيس الجمهورية، و4 مكاتب تابعة لرئاسة الجمهورية،في محاولة لرفع كفاءة الإدارة وتسريع عملية الإنتقال إلى النظام الرئاسي.
إضافة إلى ذلك، سيواصل أردوغان إتباع "الدبلوماسية المتوازنة" الحالية، وستكون فترة حكمه الجديدة مرحلة اختبار لعلاقات بلاده مع الغرب ولسياساتها تجاه سوريا. في هذا الصدد، يرى إينيش بيلكل،مدير الدراسات الأوروبية في مؤسسة SETA ،وهي مؤسسة بحثية تركية، إن تركيا ستواصل تعزيز تعاونها مع روسيا في المسألة السورية وعدة قضايا أخرى. إلى جانب الحفاظ على علاقات جيدة مع دول الناتو، على رأسها الولايات المتحدة. مع ذلك، تُطرح العديد من نقاط الإستفهام حول آفاق نجاح سياسة "الدبلوماسية المتوازنة".
يعتقد الباحث التركي قدير يلدريم أن الوضع في سوريا وكبح القوات الكردية، ستظلان محور السياسة الخارجية التركية في الفترة الرئاسية الجديدة لأردوغان. كما من المتوقع، أن تجمّد عملية دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، ولن تحقق أي تقدم في المستقبل.
ويرى الخبراء أن أردوغان سيواصل التدخل بعمق في القضايا الإقليمية والقضية السورية. وهو ماسيجعل التصادم بين المصالح التركية والغربية، خاصة الأمريكية، أمرا صعب التجنب. سيما في ظل تراجع الثقة الاستراتيجية بين تركيا والدول الغربية إلى أدنى مستوياتها التاريخية، لكن إمكانية تحسن العلاقات الثنائية تبقى واردة.